hit counter script

مقالات مختارة - علي داود - الجمهورية

عملية نوعية للجيش: توقيف أمير «داعش» في «عين الحلوة»

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 06:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

علي داود - الجمهورية
حقّق الجيش اللبناني إنجازاً أمنياً جديداً في حربه على الإرهاب، تمثّل في القبض على أمير «داعش» في مخيّم «عين الحلوة» الفلسطيني عماد ياسين، وذلك خلال عمليّة نوعيّة وخاطفة نفذتها قوة تابعة لمديرية المخابرات في حي الطوارئ.أعلنت قيادة الجيش أنّ ياسين «مطلوب بموجب مذكرات توقيف عدّة، وكان قبَيل إلقاء القبض عليه، في صدد تنفيذ تفجيرات إرهابية عدة ضدّ مراكز الجيش، ومرافق حيوية وسياحية وأسواق تجارية وتجمعات شعبية وأماكن سكنية في أكثر من منطقة لبنانية، وذلك بتكليف ومساعدة من منظمات إرهابية خارج البلاد. وقد بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص».

وعماد ياسين ياسين من مواليد 1969 في مخيم المية ومية، وله ألقاب عدة منها «ابو هشام» و«ابو بكر»، واسم آخر يطلقه على نفسه هو «عماد عقل». كان ياسين أحد عناصر «عصبة الأنصار الاسلامية» في المخيم، وانشَقّ عنها عام 2003 ليشكل مع عدد من رفاقه تنظيم «جند الشام» حيث تعرَّض عام 2008 لمحاولة اغتيال وأصيب في بطنه وقدميه ويده اليمنى. وقد عولج داخل منزله الذي لازمه أشهراً طويلة وتجنّب الظهور علناً.

وفي السياق، شدد الجيش إجراءاته الأمنية عند مداخل المخيم، وأخضع كل الداخلين إليه والخارجين منه لتفتيش دقيق، فيما سجلت حركة استنفار في حي الطيري حيث تتحصّن جماعات تكفيرية بقيادة الإرهابيَّين بلال بدر واسامة الشهابي. أما حي الطوارئ فشهد حركة نزوح كثيفة الى صيدا بعد توقيف ياسين في ظل تخوّف العائلات من تجدّد الاشتباكات بين «فتح» والتكفيريين أو بين التكفيريين والجيش اللبناني.

من جهته، زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وبحث معه في العملية النوعية التي نفذتها مديرية المخابرات.

هدوء حذر

إلى ذلك، ساد هدوء حذر في المخيم بعد ليلة عنيفة من الاشتباكات بين «فتح» وجماعة الإرهابي بلال بدر المتحصّنة في حيّ الطيري، والتي تأوي قتلة الفلسطيني سيمون طه رافضة تسليمهم إلى القوة الامنية. وقد ولّد طرد جماعة بدر ثلاث عائلات من آل حجير لأنهم أقرباء القتيل احتقاناً انفجر اشتباكات استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية، فألهبت ليل المخيم ووصلت أصداؤها الى صيدا.

واستمر اطلاق النار والقذائف الصاروخية والقنص حتى الفجر ولكنّه بقي محصوراً في الشارع الفوقاني - سوق الخضار - جبل الحليب.

وذكرت مصادر فلسطينية لـ«الجمهورية» انّ «الاتصالات الفلسطينية بمواكبة سياسية وأمنية لبنانية نجحت في لجم أيّ تصعيد وتوسّع لرقعة الاشتباكات، فيما لم تأخذ حركة «فتح» أيّ قرار بالمعركة».

وفي وقت اقتصرت الأضرار على الماديات، عمّ الاضراب والاقفال العام مختلف أنحاء المخيم وبقيت الحركة مشلولة في الشارع الفوقاني مع إقفال مدارس الاونروا ومختلف المؤسسات والمحال التجارية.

الفصائل الفلسطينية

ومواكبة للتطورات، إجتمعَت القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية في لبنان في سفارة فلسطين بحضور السفير أشرف دبور وممثّلي الفصائل الوطنية والإسلامية، حيث أكّد المجتمعون «حماية الوجود الفلسطيني في لبنان والحفاظ على أمن المخيّمات الفلسطينية واستقرارها»، مشدّدين على «تفعيل دور القوّة الأمنية المشتركة في مخيّم عين الحلوة في ضبطِ الوضع الأمني وملاحقة العابثين بأمن المخيّم وتوقيفهم ومحاسبتهم، وخصوصاً الذين يثبت تورّطُهم في عمليات الاغتيال، وآخرُها اغتيال الأخوة سيمون طه وعلي البحتي وجميع الشهداء في جرائم الاغتيال الآثمة وتسليمهم للعدالة».

وأكّد المجتعمون «حرصَهم على السِلم الأهلي في لبنان وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية - الفلسطينية، وأنّ أمن المخيّمات هو جزء من أمن لبنان، والفلسطينيين عاملٌ من عوامل الاستقرار والسِلم الأهلي». وطالبوا الحكومة اللبنانية بـ: مقاربة الوضع الفلسطيني بكلّ جوانبه السياسية والإنسانية والاجتماعية والقانونية والأمنية، وإقرار الحقوق المدنية وخصوصاً حقَّي العمل والتملّك، بما يَحفظ سيادة لبنان وحقّ العودة».

وأعلنوا تقديرَهم الموقفَ اللبناني على كلّ المستويات السياسية والعسكرية والأمنية في التعاطي مع ملفّ المطلوبين «الذين سلّموا أنفسهم من أجل إنهاء ملفّاتهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية، وكذلك تسهيل حرّية الحركة والتنقّل وإدخال مواد البناء إلى داخل المخيّمات».

وقرّرت القيادة الفلسطينية «تشكيلَ وفدٍ للقاء مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمّود تأكيداً على التعاون والتكامل من أجل حماية وصَونِ أمن المخيّمات والجوار، ورفضاً لأن تكون المخيّمات ممرّاً أو مستقرّاً للعبَث بالعلاقات الأخوية اللبنانية - الفلسطينية».

كما كلّفَت القيادة «اللجنة الأمنية العليا والقوّةَ الأمنية المشتركة متابعةَ تنفيذ القرارات الصادرة»، وأبقَت الاجتماعات مفتوحة لمتابعة التطوّرات.

متابعة لبنانية

من جهتها، تابعت النائب بهية الحريري التطورات، وتواصلت مع امين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات ومسؤول «عصبة الأنصار» ابو طارق السعدي، كما اتصلت للغاية نفسها برئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة.

والتقت الحريري في مجدليون وفداً مشتركاً من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة واللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على المخيمات، حيث استنكرت الجريمة، واضعة إيّاها في سياق محاولات توتير الوضع في المخيم، خصوصاً بعد الخطوات الايجابية التي سجلت في ملف تسليم عدد كبير من المطلوبين أنفسهم إلى السلطات اللبنانية، وما تركته من ارتياح في الأوساط الفلسطينية واللبنانية، وفي ظل إجماع فلسطيني غير مسبوق على بذل كل الجهود للحفاظ على امن المخيم والجوار بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية.

واكدت الحريري أنّ هذه الجريمة وتداعياتها تضع القوى الفلسطينية، وطنية واسلامية، مجتمعة أمام مسؤولية العمل لكشف الفاعلين وتقديمهم إلى العدالة من جهة، وتحصين وضع المخيم في وجه أيّ محاولات لأخذه الى توترات وأحداث تُسيء لأمنه وقضية شعبه ولأمن صيدا واستقرارها.

بدوره، لاحق المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع وفد من فصائل التحالف الفلسطيني في لبنان برئاسة امين سر التحالف محمد ياسين الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة في ضوء الأحداث التي شهدها في اليومين الأخيرين. وقد شكر الوفد لابراهيم مراعاة أوضاع الفلسطينيين النازحين من سوريا إلى لبنان.

وفي السياق، أشاد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد بنجاح الجيش في توقيف ياسين.

واعتبر أنّ «عمليات الاغتيال المشبوهة والاشتباكات إنما تقف وراءها قوى دولية وإقليمية وجماعات وأطراف فلسطينية ولبنانية، والغاية منها جرّ المخيم إلى التقاتل الداخلي أو الصدام مع الجيش اللبناني بهدف شطبه من الوجود على غرار ما جرى في مخيم نهر البارد، وذلك لإنهاء حق العودة».

وأسف الدكتور عبد الرحمن البزري للخلل الأمني الذي وقع في المخيم، واتصل بمختلف القوى الفلسطينية، داعياً إلى تثبيت الهدوء.

وطلب إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني من القوى والفصائل الفلسطينية «اتخاذ مواقف جريئة وحاسمة توقف مسلسل القتل والترويع والإعتداء والتخريب».

  • شارك الخبر