hit counter script

مقالات مختارة - عمار نعمة

تثمين لبناني للإيجابية الفلسطينية: مقاربة سياسية للعلاقات

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 07:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير 

قبل نحو خمس سنوات، تعرضت المخيمات الفلسطينية في لبنان لامتحان كبير لناحية التصدي لانتقال الحالة المذهبية المتوترة من الجوار السوري اليها، وخصوصا الى مخيم عين الحلوة، وهذا التصدي جاء على خطين متوازيين، أحدهما فلسطيني داخلي يواجه الانقسامات الفصائلية التي تضر أولا بالفلسطينيين، وآخرهما، وهو الأهم والأخطر، فلسطيني لبناني يشعل الفتنة، تحديدا على الخط السني الشيعي.
والحال أن محاولات جرت، حسب متابعين للشأن الفلسطيني وللعلاقة الفلسطينية اللبنانية، لتوريط الشتات الفلسطيني في مخطط تخريبي كان من الممكن أن تكون قضية اللاجئين اولى ضحاياه، في ظل مخاوف سرت بأن تكبر كرة ثلج التكفيريين للتحول الى ظاهرة خطيرة تجاه لبنان.
وقد كان ثمة عمل على محاولة توريط الساحة الفلسطينية بأسراب من «الجهاديين»، ينتقل كثيرون منهم إلى الساحة السورية للقتال إلى جانب الجماعات المسلحة في لبنان، على أن يعمل آخرون على محاولة تفجير الساحة اللبنانية، وخصوصا المناطق ذات الغالبية الشيعية المتاخمة لبعض المخيمات، إضافة إلى مناطق أخرى هشة أمام أي استهداف «مذهبي».
أمام ذلك، جرى عمل فلسطيني لبناني كبير باتجاهين: الأول، عبر محاصرة العناصر السلفية في المخيمات، وإفهام الفصائل لقيادات تلك الجماعات بأنها باتت مرصودة، الى حد إبلاغها، من قبل فصائل إسلامية فلسطينية، ان العبث بالامن اللبناني، كما داخل المخيمات، ممنوع، ولو تم التعامل معه بالقوة.
أما الخط الآخر، فتمثل في التنسيق الأمني بين الفصائل والسلطات اللبنانية، وخاصة مخابرات الجيش اللبناني وقيادة الأمن العام اللبناني. وهي خطوة جاءت استكمالا للاولى، ولاقت جهود الفصائل ارتياحا لبنانيا، خصوصا أن الفصائل قد حققت مطلبا ملحا للأجهزة الأمنية ترجم في اكثر من مكان، كما في مخيم البداوي مثلا حيث سلمت الفصائل مطلقي النار على مجمع «الخمسة نجوم» بعد تنسيق لبناني فلسطيني لم تغب عنه الإجراءات المشددة للجيش اللبناني حول المخيم.
كما ان هذا الامر كانت قد بدأت ترجمته قبل أسابيع مع التسليم المتتابع للمطلوبين الى السلطات اللبنانية، وخصوصا في مخيم عين الحلوة. وقد لاقت جهود الفصائل تقديرا كبيرا لدى الأجهزة اللبنانية، وثمة عمل لا يزال جاريا لتسليم باقي المطلوبين، وتجري الامور بتأن وهي لم تستكمل بعد، ففي عين الحلوة والبداوي مطلوبون لا تزال الاجهزة تطالب بهم، ولذلك، لم تُزل كامل إجراءات الجيش أمام البداوي انتظارا لما ستسفر عنه مسألة تسليم المطلوب (ش.خ) الذي كان قد عاد من سوريا بعد القتال فيها الى جانب الجماعات المسلحة.. والامر نفسه ينطبق على حال عين الحلوة حيث لا زال بعض المطلوبين يتلطى في أزقة المخيم رافضا تسليم نفسه.
في كل الاحوال، كان من الواضح تجاوز المخيمات لقطوع الإشكال مع الجوار اللبناني، وهو ما بدا أخيرا في الارتياح الذي ساد في عين الحلوة خاصة، ما تمخض عنه تحسن ملحوظ في الحركة الاقتصادية. وفي موازاة ذلك، سُجل تخفيف للإجراءات الأمنية على أبواب المخيم، خصوصا على صعيد السماح بمرور بعض المواد الغذائية التي يوليها الفلسطينيون أهمية.
بالنسبة الى لبنان، ثمة رؤية أبلغها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الى بعض الفصائل، لمقاربة الملف الفلسطيني من زاوية سياسية لا أمنية. مع التأكيد أن الحوار اللبناني الفلسطيني هو الاساس لذلك.
على ان التنسيق الامني مع لبنان لا يغفل التواصل عن كثب بين الفلسطينيين وقوى لبنانية مختلفة على الساحة، ومنها «حزب الله»، خصوصا في مناطق الجوار الفلسطيني ـ «الشيعي».
وكمثال للجهد المبذول لمحاصرة أي بوادر توتر فلسطيني لبناني، واجهت الفصائل بجدية شائعات أثارها بعض الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة على صفحات التواصل الاجتماعي، ومحاولات لإثارة القلاقل مع الجوار اللبناني، وتمكنت من محاصرة ذلك «التوتير الاجتماعي» بسرعة عبر إغلاق تلك الصفحة، ما يعد رسالة واضحة للمجتمع الفلسطيني انه ستتم ملاحقة أية محاولة لإثارة نعرات فلسطينية لبنانية.

  • شارك الخبر