hit counter script

باقلامهم - بشارة الشمالي

لماذا أتفهم ما يقوم به الحريري في موضوع الرئاسة؟

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٦ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

للأسف نضطر في لبنان لمعرفة تاريخ بلدنا ان ننتظر الإصدارات الأجنبية التي تكشف الوثائق الرسمية المتعلقة بلبنان في مختلف وزارات خارجية عواصم القرار في العالم، وذلك في غياب أي حس وطني لمفهوم المعلومة والوثيقة الرسمية في القطاع العام، بالإضافة إلى الإختلاف البنيوي حول كيفية قراءة تاريخ هذا البلد.

وانطلاقاً من هنا، تابعنا إصدار كتاب "ميادين التدخل، السياسة الخارجية الأميركية وانهيار لبنان، 1967-1976" للكاتب جايمس ستوكر. تظهر الوثائق المنشورة في الكتاب مدى سيطرة المارونية السياسية على الحياة السياسية اللبنانية بقيادة الثلاثي شمعون-الجميّل-اده، وكيفية التحكّم بجميع تفاصيل السياسة الخارجية والعلاقات الأكثر من حميمية مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميركية وحتى بعض الأحيان مع اسرائيل.

إن الإستفراد والتشبّث بالسياسة اللبنانية من قبل المارونية السياسية وخاصة السياسة الخارجية، كان المتضرر منه والمغيّب عن المشاركة بالقرار الشريك بالوطن وشريك الميثاق الوطني الذي وضع خلال الإستقلال والذي على أساسه اتُفق على حياد لبنان والتوازن بين الشرق والغرب والـ "لا" المزدوجة الشهيرة "لا للغرب ولا للشرق".

والملفت في الوثائق ما تلى حرب الـ1967 حين لمس العرب الهزيمة من اسرائيل ولبنان لم يشارك في حينه بالحرب، لا بل لم تراعِ السلطة السياسية في حينه هذا الموضوع تماماً، و تابعت دورها كدمية للسياسة الأميركية.

إن هذا الكتاب ينشر مئات الوثائق تلك المرحلة، ولا مجال لذكرها الآن في هذه المقالة. فنستنتج ان هذه السياسة المعتمدة في حينه كانت جزءاً من أسباب اندلاع الحرب في 1975.

انطلاقاً من تاريخ لبنان الظاهر في هذا الكتاب، وانعكاساً للمرحلة الحالية، لا بد أن نجد تصرّف تيار المستقبل مفهوماً. ففي اللاوعي لقيادات تيار المستقبل هناك أكيد من يخشى عودة مرحلة المارونية السياسية، فهذه القيادات وخاصة من عايش تلك المرحلة ومن هم ضليعون بالتاريخ اللبناني المعاصر والميثاق والصيغة اللبنانية يعلمون أن وصول عون للرئاسة ممكن أن يعيد تلك المرحلة ونسف تطبيقات إتفاق الطائف.

بالرغم من سياسة اليد المفتوحة التي اعتمدها عون منذ عودته في العام 2005، لاقت هذه السياسة رداً ايجابياً من حزب الله بعد سنة (في شباط 2006) ومن القوات اللبنانية (بعد عشر سنوات في حزيران 2015) بينما واجه تيار المستقبل هذه السياسة بلامبالاة (حين توجه عون لوضع اكليل ورد على ضريح الشهيد الحريري بعد عودته، لم يتوجه اي فرد من عائلة الحريري في حينه).

لذلك، بمقارنة طريقة تصرّف المارونية السياسية قبل الحرب وتيار المستقبل بعد الحرب من السهل ايجاد الكثير من النقاط المشتركة بين الحُكمَيْن.

ولكن، المقارنة لا يجب ان تقف عند طريقة الحكم، لا بل على النتائج ايضاً. في الماضي كانت هذه السياسة جزءاً اساسياً من اسباب اندلاع الحرب. إلى أين ستقودنا هذه السياسة الحالية لتيار المستقبل في ظل الدول المشتعلة يجوارنا؟

على ما يبدو، استطاع عون التعلّم من أخطاء تلك المرحلة، خاصة انه استفاد من 15 سنة نفي، كانت كافية للقراءة والمراجعة والتحليل. على أمل أن يستخلص تيار المستقبل العبر والدروس من التاريخ المعاصر لتفادي تكرار الماضي والوصول  لنفس النتائج من كوارث وحروب.

  • شارك الخبر