أطلق "استديوكور أرت" معرض "الصدى الصامت" للفن المعاصر الذي سيقام في 17 ايلول في قلعة بعلبك، في مؤتمر صحافي عقد في مقر اليونسكو في بئر حسن، في حضور وزيري الثقافة روني عريجي والسياحة ميشال فرعون ومهتمين.

بعد تقديم للمسؤولة الاعلامية رنا نجار، أوضح مدير مكتب اليونيسكو الاقليمي الدكتور حمد الهمامي، ان المعرض "يجمع ما بين الفن المعاصر والفن الكلاسيكي المتجسد في بقايا معابد بعلبك الرومانية التي اشتهرت بدقة زخارفها وعظمة بنائها، فاستحقت ادراجها على قائمة التراث العالمي نظرا لقيمتها الهندسية والفنية الاستثنائية".

وقال: "ان اقامة معرض فني في هذا الموقع بالتحديد بمشاركة فنانين عالميين ومحليين وفي هذه الاوقات الحرجة غير المستقرة في المنطقة، لهو خير دليل على ايمان واصرار المنظمين والداعمين سويا على اهمية نشر الثقافة الفنية، والوعي حول ضرورة تعزيز الحوار بين الثقافات وكذلك ضرورة محاكاة القديم والتفاعل معه عن طريق الفن".

وأكد "دعم منظمة اليونسكو لهذا المشروع انطلاقا من مهمتها التي تقضي بنشر ثقافة السلام وحماية الارث الثقافي العالمي".

من جهتها، وصفت منظمة المعرض كارينا الحلو المعرض "بالحوار بين التراث والفن المعاصر"، مشيرة الى انه سيشترك فيه 7 فنانين عالميين. وقالت: "تأتي فكرة المعرض نتيجة الاخطار التي تتعرض لها الاثار من الحروب والمناخ والنسيان والاهمال والاحتلال". ونوهت بالجهود "التي ادت الى جلب فنانين كبار من العالم الى بعلبك لتحقيق هذا المشروع".

كما تحدثت المستشارة الفنية للمعرض ديانا ابيلا، فاعتبرت ان المعرض في حوار مع قلعة بعلبك وتاريخها، لذلك يشكل المشروع تحديا لنا، لانه الاول من نوعه ولانه خارج بيروت رغم المشاكل السياسية التي نعيشها في المنطقة.

وشكرت وزارتي الثقافة والسياحة وبلدية بعلبك واليونسكو على دعمهم للمشروع، اضافة الى جميع المشاركين في تنفيذه وخصوصا مصرف لبنان.

وتحدث عدد من منظمي المعرض وداعميه: روجيه زكا (ممثل شركة تأمين)، ندى خوري عن جمعية "ابيل" من منظمي المعرض التي عرضت لانشطة الجمعية من خلال دعمها الفن والفنانين والتغيير نحو الافضل.

وأكد الوزير فرعون "ان المهرجانات التي حصلت في لبنان كانت ابعد واقوى من الخلافات السياسية"، موجها الشكر الى مؤسسة الجيش وقوى الامن لتوفيرهم الامن خلال هذه المهرجانات.

واشار الى ان "المعرض عالمي، ويؤكد صمود لبنان في مواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة من خلال قوى شابة في المجتمع المدني"، وقال: "نتطلع في لبنان الى هذه المنظمات غير الحكومية".

واضاف: "كان لدينا شكوك، الوزير عريجي وانا، بامكانية حصول مهرجانات في البلد، لكننا في العام 2014 حافظنا على مهرجان بعلبك رغم احداث عرسال، وايضا في العام 2015 رغم ازمة النفايات. اما هذا العام، 2016، فسيكون له تاريخ مع هذا النشاط الذي سيقام في بعلبك في 17 ايلول، مشددا على دور لبنان على صعيد الحضارة العالمية.

رعد
كما تحدث نائب رئيس بلدية بعلبك الدكتور سهيل رعد، نيابة عن رئيس البلدية الموجود في اجتماع في منطقة قزوين، موضحا "ان فكرة معرض "الصدى الصامت" بدأت مع المجلس البلدي السابق وسيتم تنفيذه مع المجلس الحالي"، مشددا على "شراكة ورعاية بلدية بعلبك في اي نشاط يحارب الجهل ويحترم ثقافة الشعوب".

واخيرا، القى الوزير عريجي كلمة اعلن فيها ان الدخول الى قلعة بعلبك من 17 ايلول الى 17 تشرين اول سيكون مجانا.

وقال: "هذا اليوم، الجهة صوب بعلبك التاريخ والاحقاب وتفاعل اليوم والمستقبل مع حضارات الامس. "الصدى الصامت"، عنوان الفعالية الثقافية الفنية التي تنظمها ART STUDIOCUR".

اضاف: "نحن على موعد في قلعة بعلبك مع اعمال فنية لفنانين عالميين من الصين والولايات المتحدة وفرنسا ومن لبنان. واختيار بعلبك الاثرية مكانا لاعمال فنية معاصرة تأكيد على ان مسار الحياة خط متواصل يبدأ من بدء التكوين وصولا الى لا نهايات الجنس البشري، وتأكيد على ان الابداع الانساني تكامل حضاري بين شعوب الارض، لا يفرق في الازمنة والحدود الجغرافية والجنس والاديان".

وأعلن "ان هذه التظاهرة الفنية تجمع بين هدف الترويج للفن المعاصر واحتضان الاماكن الاثرية له والحاجة الدائمة الى المحافظة على الاثار، ذاكرة الحضارات، والتي هي في صلب عمل واهداف وزارة الثقافة، وهي كذلك مناسبة حوارية تناغمية بين الفن المعاصر والفن التراثي".

وختم عريجي: "كل الامل بأن يستمتع الجمهور اللبناني بهذه الفعالية الفنية وبابداعات الفنانين الاجانب، وبعطاءات فنانينا اللبنانيين، وبعضهم وصل الى العالمية في معارض ومتاحف عواصم الغرب".