hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ابراهيم درويش

بين فيروز وجوليا وماجدة.... بييّ اقوى من بيّك!

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يتفنن اللبنانيون في لعبة المقارنة... قد تكاد تكون هذه اللعبة الاجمل والامتع بالنسبة لهم...
حاول ان تخبر لبنانياً انك متعب... سيجاوبك فوراً "مش قدي"... حاول ان تقول له أشعر بالحر الشديد سيجيبك ومن دون تفكير "مش قدي"... حاول ان تقول له هل رأيت سيارة X الجديدة؟ سيجيبك: لكن سيارة y احلى واسرع... حاول ان تشاهد معه مباراة كرة قدم في اهم الدورات الدولية، وانتظر لحظة يقوم احد اهم اللاعبين العالميين باهدار فرصة ما، حتى يقول لك: لو كنت انا مكانه لسجلت هدفاً...
من هذه البوابة الطريفة، عزمت الانطلاق للحديث عن سلوك يخيّم على تعاطي اللبنانيين فيما بينهم، أكان في يومياتهم البسيطة ام في الشأنين العام والسياسي.
وخير مثال ذلك حاول ان تقول ان الزعيم الفلاني فاسد ويسرق، سيجيبك آخر هل هو فقط يسرق؟ جميعهم يسرقون.
ومن هذه النافذة الهشة تصبح الذنوب في لبنان مغفورة على قاعدة "شو وقفت عليّ... او شو وقفت على فلان!" ليطال هذا الجدل كل موروث ومكتسب، كما قد يتحول الى صراع، حتى لو كان هذا المكتسب أو الموروث جميلين ويعتبران ركناً من اركان اعلاء القيمة الثقافية او الاجتماعية او الرياضية او الاقتصادية في لبنان.
مثال حي على ما ذكر اعلاه يتظهر في متابعة بسيطة لما تم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين، من مقارنة ومفاضلة غير مفهومة بين الفنانتين فيروز وجوليا بطرس.
مستسهلو السهام الكلامية والمستفيدون من الهامش الفايسبوكي للتوصيب على اي هدف ينتقونه من دون اثباتات او قرائن، اطلقوا العنان لمواهب مستترة في التقييم النفسي معتبرين ان جوليا تتعاطى مع الفن من الباب التجاري، وانها لا تتبنى موقفاً واضحاً وصريحاً تجاه القضايا الشائكة، فهؤلاء لا تعجبهم المناطق الوسطى، انما يطيب لهم الاصطفاف والتخندق والمسافات المتباعدة...
مناضلة فايسبوكية اخرى طابت لها المقارنة بين جوليا وماجدة الرومي، مع الاشارة الى ان ما كتبت وما رافق المكتوب من تعليقات كانت حول الانتماء السياسي وادبيات التعاطي وليس من باب الانتقاد الفني...
فيروز نجمة، وجوليا نجمة، وماجدة نجمة، كل واحدة منهن زينت سماء لبنان ببريق خاص بها، ولا يمكن لأي هاوٍ ان يستخف بالقيم الفنية التي اضفنها، ليلوك انجازاتهم في مساحات بلا رقيب على الفايسبوك وصولاً الى الشتم والتحقير، ولا سيما من قبل اولئك المنتهجين لسياسة خالف تعرف.
ثم بعد... يحدثونك عن لبنان، وعن تردي اوضاعه، وعن اضمحلال كل جميل فيه.
هذا البلد جميل، لكن انتم من اعتدتم ان تكونوا فرقاً متراشقة، تهدمون كل شيء حتى يكون بين ايديكم حجارة ترشقون بها بعضكم بعضاً... اما الجواب الاوضح فهو إن لم تجتمعوا يوماً للمطالبة ببناء وطن وتوفير لقمة صحية لاطفالكم وهواء نظيفاً لهم ومياه صالحة وكهرباء تنير ظلمة لياليهم، فعلى ماذا ستتقفون!
 

  • شارك الخبر