hit counter script

أخبار محليّة

توتّر في عين الحلوة يسبق زيارة كاغ

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شهد مخيم عين الحلوة توتراً محدوداً خرق الهدوء الذي ساده منذ فترة، بعدما أطلق مجهولون النار في سوق الخضار وحي صفوية. وقد انعكست العملية توتّراً أمنياً خصوصاً أنها سبقت زيارة ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ الى المخيم، حيث اعتبر البعض أنّ التوتير الامني يشكّل «رسالة تفجيرية» موجّهة ضد الزيارة، لكنّ مصادر فلسطينية نفت ذلك.أطلق مجهولون النار عشوائياً داخل سوق الخضار ما أدى الى أضرار مادية في المحال التجارية والسيارات. كما تمّ إطلاق النار في اتجاه حي صفوري حيث بادر أبناؤه إلى الرد بالمِثل.

وقد انتشرت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة لتثبيت الامن، فيما عبّر المواطنون عن غضبهم من الانفلات الامني في السوق الذي يُعدّ مصدر رزقهم والشريان الاقتصادي للمخيم، إضافة الى الأضرار التي اصابت ممتلكاتهم.

كاغ

وفي زيارة هي الثانية إلى «عين الحلوة»، بعدما زارته أواخر أيار 2015، تفقّدت كاغ، المخيم ، يرافقها المدير العام لـ«الأونروا» في لبنان ماتياس شمالي، حيث إستقبلها أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في المخيمات اللواء منير المقدح بالإضافة الى ممثلين عن القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية.

وتوجهت كاغ الى مدرسة الفلوجة التابعة لـ«الاونروا» في «بستان القدس» وسط مواكبة وانتشار كثيف لعناصر القوة الامنية المشتركة، وعقدت اجتماعاً مشتركاً مع القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة واللجنة الامنية الفلسطينية العليا.

ولفتت كاغ إلى أنه «غالباً ما يتمّ تصوير المخيم بشكل سلبي، وهذا ليس بالضرورة أمراً واقعاً، ولكن الناس تحتاج الى المدارس وخدمات صحية وتحسين ظروف عيشهم وإيجاد فرص عمل».

وقالت: «هذه مسؤوليتنا ولكن كانت فرصة لنشيد بعمل وجهود اللجان العاملة في المخيم التي تعمل بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية ومع «الأونروا» على حدٍّ سواء، لتحسين الشروط الأمنية في المخيم ومن أجل استقرار لبنان وأمنه، وهذه رسالة مهمة.

أما النقطة الثانية الأساسية فهي أنه من المهم أن نسمع من المسؤولين في المخيم ومن الطلاب ومن جميع المقيمين فيه، لنعرف ما على الأمم المتحدة عموماً و«الأونروا» خصوصاً أن تقوم به لدعم هؤلاء».

وأضافت: «أعقد لقاءات دورية وأتواصل بشكل دائم مع اللواء عباس إبراهيم وقائد الجيش العماد جان قهوجي»، مرحّبة بعملية تسليم المطلوبين أنفسهم «فهذا أمر جيّد ويؤدي الى تحسين الاستقرار، وهو أيضاً مؤشر على إمكان إيجاد الحل لهذه القضايا ضمن القانون، بشكل لا يهدد سكان المخيم، وبالتالي يمكن الفصل بين ما هو جرمي وجنائي وبين اللاجئين الفلسطينيين العزّل والمسالمين الذين يعيشون في المخيم».

وأكدت أنّ الفلسطينيين «يحتاجون الى تحسين ظروف عيشهم، ويرفضون الارهاب بشكل قاطع وينظرون الى مستقبل أفضل»، مشددة على «أننا نعمل بشكل دائم ووثيق مع «الأونروا» لإيجاد التمويل اللازم وسبل تمويل إضافية لمساعدة جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان».

ووجهت كاغ رسالة إلى الشعب الفلسطيني وسكان مخيم عين الحلوة بـ«ألا يقطعوا الامل أبداً وأن يعملوا على أنفسهم ويقدموا التعليم ويتعلموا ويتعلموا ويتعلموا وينظروا الى مستقبل أفضل».

ثم التقت كاغ وفد اللجان الشعبية للفصائل والتحالف في لبنان، فوفداً مشتركا لاتحاد المرأة الفلسطينية ومركز الخدمات النسائية.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية اللواء صلاح اليوسف لـ«الجمهورية»، «إننا نُرحّب بزيارة كاغ للاطلاع على معاناة شعبنا الإنسانية والخدماتية والاجتماعية على أبواب المدارس، ونرفض القول إنّ التوتير الذي شهده المخيم رسالة لها تحمل آثاراً سلبية»، مؤكداً أنّ «التوتير الامني يترك آثاراً سلبية على المخيم، وأبناء شعبنا رحّبوا بكاغ التي التقت القيادات الفلسطينية الوطنية والاسلامية، وشرحوا لها معاناة اهلنا خصوصاً أننا مقبلون على فصل الشتاء حيث تزداد معاناة أصحاب البيوت التي تتسرب اليها المياه ولا سيما منازل النازحين من سوريا وغيرهم».

وأعلن «سلّمناها مذكرة مطلبية بكل المشاكل والمطالب، نأمل أن تلبّيها الامم المتحدة و«الاونروا» التي تراجعت خدماتها وتقديماتها لأبناء شعبنا في عاصمة الشتات».

ولفت إلى أنّ ما شهده «عين الحلوة» فجراً، «يقف وراءه العابثون بأمن المخيم، لكنّ القوة الامنية الفلسطينية لهم في المرصاد وستكشفهم قريباً»، مؤكّداً «التنسيق التام بين مخابرات الجيش بإمرة مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود وبين اللجنة الامنية الفلسطينية العليا للحفاظ على أمن واستقرار المخيم والجوار اللبناني»، معتبراً أنّ «عملية التوتير هدفها التشويش على دور القوة الامنية الفلسطينية المشتركة وتعاطيها الايجابي في عملية تسليم المطلوبين».

وفي السياق، إعتبر امام مسجد الغفران الشيخ حسام العيلاني أنّ «العمل التوتيري يهدف الى العبث بالمخيم وأمنه واستقراره»، داعياً «القوة الامنية المشتركة الى الضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه العبث بالمخيم».

إلى ذلك، سلّم الفلسطيني طه محمد عثمان نفسه إلى مخابرات الجيش وهو من مجموعة بلال بدر ومطلوب بتهمة الانتماء لتنظيم «فتح الاسلام». كما سلّم الفلسطيني صالح منير ابو العردات نفسه وهو ينتمي الى حركة «فتح» ومطلوب بإشكالات عدة.

وفي السياق، لاحق المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور للأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية لا سيما في عين الحلوة والأجواء الإيجابية التي سادت داخل المخيم وفي جواره بعد تسليم عدد من المطلوبين أنفسهم للأجهزة الأمنية اللبنانية، وكان تشديد على ضرورة متابعة التنسيق بين هذه الأجهزة والسلطة الفلسطينية.

علي داود - الجمهورية - 

  • شارك الخبر