hit counter script

أخبار محليّة

قبلان في ذكرى تغييب الصدر: نفتقدك فكرا وعملا وسيرة وسلوكا

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 16:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة في الذكرى السنوية ال38 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والاعلامي عباس بدر الدين، قال فيها:"في الليلة الظلماء يفتقد البدر الذي أضاء عالمنا تقى ونورا وعلما ومعرفة، فقام بصحوة إيمانية على مساحة دنيانا استمدت تعاليمها من شجرة أهل بيت النبوة التي اتسمت بالطهر والصدق والاخلاص، فأحيا فينا الامل بالغد الافضل الذي تسوده عدالة السماء، فشحذ الهمم واستنهض العزيمة من اجل خدمة الانسان المعذب والمقهور بمنأى عن الدين والعرق والانتماء، فالسلام على الرفيق الحبيب والصديق الصدوق صاحب القلب الكبير المفعم بتقوى الله ومحبة الناس الذي اتسع لحب الله والوطن وكل الناس ولم تأخذه في محبة الله لومة لائم فعاش طموحات القادة الابرار، وسار على خطى الأنبياء والتزم بمسيرة الأوصياء ليقود ثورة بيضاء نقية كنقاء قلبه وصفاء ايمانه".

وأضاف: "سلام عليك يا ضمير أمتنا الذي أحيا الخير في ضمائرنا، وأخلص لربه في خدمة عياله ونصرة المحروم والمظلوم، فكان صوت الحق الصارخ بوجه الباطل، ونحن لن ننساك ابدا لاننا عرفناك سيدا كريما مباركا، فأنت صاحب رؤيا مستنيرة تستشرف المستقبل المشرق لأمتنا، وتعمل لنهضة الشعوب وتحريرها من الظلم والفساد والفقر والجهل، وتحتضن قضايانا الوطنية والقومية وكل القضايا الانسانية متجاوزا كل الاطر الزمانية والمكانية، لأنك تجاوزت عصرك في تطلعاتك وزمانك فكنت الرائد الكبير باخلاقه وتواضعه وانسانيته وحبه للناس، فالامام الصدر رجل الانفتاح والحوار الذي نبذ التعصب واستنكر العدوان وانفتح على الاخرين رافضا الاساءة لاي انسان والاعتداء عليه، فكان المحارب الاول للتكفير لانه كان يرى الانسان اخا للانسان لا يظلمه ولا يخونه، فهو خليفة الله على الارض واما نظير في الخلق او اخ في الدين، اذ فهم الايمان بالله على اعتباره دعوة دائمة الى المحبة والتعاون على البر والتقوى والمجادلة بالتي هي اقوم".

وتابع قبلان: "لقد استشرف الإمام الصدر الخطر الصهيوني على لبنان والامة العربية، فغرس بذرة المقاومة التي أينعت أبطالا وشهداء ومجتمعا مقاوما حققوا النصر لأمتنا وجعلوا من لبنان خط الدفاع الاول عن الامة وشعوبها، لأنه كان على يقين مطلق واقتناع تام بأن إسرائيل هي العدو الأول للبنان والخطر الأكبر عليه وعلى الأمة العربية والاسلامية، فكان مؤسس المقاومة وامامها الذي جند نفسه وشعبه لمقارعة اسرائيل ومواجهتها ونصرة قضية فلسطين التي سكنت في عقله وقلبه ووجدانه. فبذل الجهد والجهاد والجهود لتكون المقاومة طريق تحرير الارض وانقاذ المقدسات".

وأكد أن "الإمام الصدر كان حريصا على الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك، ومدافعا بقوة عن السلم الأهلي في لبنان فوقف بوجه كل الصراعات الداخلية وتصدى لكل أنواع الفتن الطائفية والمذهبية التي تستهدف اللبنانيين، فأسس منظومة وطنية ترتكز على القيم والمبادىء جعلت لبنان عصيا على المؤامرات والمكائد، إذ كان همه صهر اللبنانيين في بوتقة الوحدة الوطنية وتحصينها بتعاون بنيه والتزامهم العيش المشترك ليظل لبنان رسالة للتعايش الاسلامي المسيحي، ونحن على عهده لانفرق بين مواطن واخر لاننا نعتبر ان اللبنانيين واخوة وشركاء وعليهم ان يجندوا انفسهم لحفظ وحدة لبنان وترسيخ عيشه المشترك فينبذوا الخلافات ويتنازلوا لبعضهم البعض وينتخبوا رئيسا للجمهورية يحمي لبنان ويعيد اللحمة بين بنيه، ونحن إذ ندعو اللبنانيين الى استحضار مسيرة الامام الصدر الوطنية، إذ كان همه الوحيد حفظ لبنان وان يبقى الشعب اللبناني متمسكا بوحدته الوطنية وعيشه المشترك مدافعا عن الارض والسيادة والاستقلال، فعمل ليكون لبنان حلقة وصل بين الشرق والغرب، فكان حريصا على السيادة الوطنية ووحدة لبنان أرضا وشعبا فكان الجوال في كل المناطق، والخطيب على كل المنابر، في الحسينيات، وفي الكنائس، وفي المساجد. فكانت دعوته دائما إلى الوحدة وحماية لبنان التي تبدأ من الجنوب، على قاعدة أن الدفاع عن الجنوب دفاع عن الوطن، والدفاع عن الوطن دفاع عن الله".

وخاطب قبلان اللبنانيين: "لبنان جوهرة في بلاد تعيش التدهور والحروب والاضطراب، احفظوا وطنكم بحفظكم لبعضكم البعض، وانبذوا الاحقاد واتركوا الخلافات وكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا في الدفاع عن لبنان ومصالح شعبه. إن لبنان الموحد أمانة في أعناقنا جميعا، وعلينا ان نحفظه فنتمسك به ونحمي حدوده ونصون امنه واستقراره ونحفظه بالتمسك بالمعادلة التي حمت لبنان فنتصدى جيشا وشعبا ومقاومة للارهاب بشقيه الصهيوني والتكفيري، ونحصن لبنان بالمحافظة عليه كما نبهنا الامام الصدر بقوله: حافظوا على وطنكم قبل ان تبحثوا عنه في مقابر التاريخ، فالإمام الصدر كان ينظر بعين صائبة وثاقبة فكان ينبه المسؤولين في لبنان للعمل بجدية للمحافظة على لبنان وطن العيش المشترك والوحدة الوطنية، وطن الاديان والمذاهب والطوائف، الوطن النهائي لكل بنيه".

وختم: "السلام عليك ايها الغائب عنا الحاضر فينا، فكرا وعملا وسيرة وسلوكا، ونحن ما زلنا نعيش في رحابك نترصد ونتحرى اخبارك ونتذكرك في جميع اوقاتنا، وما زلنا نفتقدك راجين المولى عز وجل ان تعود الينا مع رفيقيك، فأنت في ضميرنا تعيش وفي وجداننا تسكن، نعيش احزانك ونعمل لنصرة الحق وإزهاق الباطل. ولقد افتقدناك ونحن احوج الناس اليك مذ عرفناك فقيها تقيا مفكرا عميقا مجددا رائدا ناصرا للحق محاربا للباطل، اشتقنا اليك والى طلتك ومحياك ودماثة خلقك وغزارة علمك وبركتك وانسانيتك، ولكن الامر الى الله، نشكو اليه فقدنا وشوقنا، فهو المعين والناصر وهو على كل شيء قدير. نفتقدك يا ابا صدري، قائدا فذا واخا كبيرا، ونحبك بكل مناقبك وفضائلك، ونتضرع الى الله تعالى ان يفك اسرك واخويك لتعود الى اهلك واحبائك ووطنك وكل الاحرار الثوار الذين عاهدوا الله على السير على خطاك ونهجك". 

  • شارك الخبر