hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

عريجي: التقوقع المدمر اخطر ما يهدد مستقبل الكيان

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٦ - 13:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ذكر وزير الثقافة ريمون عريجي أن "المسيحيين أدوا الدور التأسيسي في قيامة الكيان اللبناني الجامع لكل المكونات الوطنية، وليس مسموحا التراجع عن هذا الدور".

ولفت الى انه "لعل أخطر ما يهدد مستقبل الكيان اللبناني هو التقوقع المدمر وراء تشرذمات الطائفة الواحدة". وشدد على أن "خلاص الجميع في تدعيم وتحصين الدولة المدنية الحاضنة لمواطنين متساوين في مشروع وطني جامع".

مواقف الوزير عريجي أتت خلال رعايته ندوة في مناسبة صدور كتاب "المكرم البطريرك الدويهي العجائبي مؤسس الرهبانيات اللبنانية ومنظمها" للمؤلف بطرس وهبه الدويهي في دير مار سركيس -اهدن .

وحضر الندوة، الى الوزير عريجي، المحامي هنري معوض ممثلا الوزيرة السابقة نايلة معوض، رئيس بلدية زغرتا اهدن الدكتور سيزار باسيم، عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار المحامي يوسف الدويهي، منسق "القوات اللبنانية" في زغرتا سركيس بهاء الدويهي، المهندس زياد المكاري وممثلون للهيئات والجمعيات التربوية والثقافية والاجتماعية ومهتمون. 

بداية النشيد الوطني، فكلمة انطونيا الدويهي عن" نشأة البطريرك الدويهي وعودته الى لبنان وسيامته كاهنا". واضاءت على خدمته الرعوية والتعليمية في حلب ولبنان.

ثم كانت كلمة للدكتور جان جبور تركزت على انتخاب الدويهي بطريركا" والانجازات التي حققها.

وتلته كلمة الهام الدويهي الحاج التي ركزت على "دور رابطة البطريرك الدويهي الثقافية انمائيا وتراثيا في المجتمع الزغرتاوي".

وألقى رئيس دير مار سركيس وباخوس الاب راجل بو راجل كلمة حول البطريرك الدويهي "العملاق في صنع العجائب"، معددا عجائبه وانجازاته. 

وكانت كلمة للوزير عريجي، قال: "يسرني أن نلتقي اليوم في هذا الدير المبارك الحاضر في الوجدان الزغرتاوي للتأمل والصلاة والذكرى، ثم هو مساحة التقاء وتفاعل ثقافي وإلفة فكرية وإنسانية.
نتحلق اليوم حول هامة لاهوتية فكرية كبيرة: المكرم البطريرك الكبير اسطفان الدويهي.
أبادر بتحية تقدير للسيد بطرس وهبه الدويهي. لقد أنجزت لنا عملا فهرسيا ممتازا ضمنته توثيقات غنية جامعة، عن شخصية المكرم البطريرك الدويهي في تعدد وثراء عطاءاته في التاريخ واللاهوت والتأمل وغنى ثقافته الموسوعية".

وأضاف: "الكلام على البطريرك الدويهي، هو العودة إلى جذور الروحانيات وينابيع المارونية التي جسدها وجمعها وحافظ عليها مكرمنا الكبير، وهو واحد من أهل التقى والمعرفة ومن بناة ركائز المارونية في لبنان. أرضنا هذه - عنيت اهدن - زغرتا - قدمت الى المسيحية ولبنان بطاركة كبارا وأساقفة متنورين اثروا ابرشياتها بالفكر المسيحي والتشبث بروح الأرض".

وتابع: "سمعنا عن مطالبات بانشاء مؤسسة الدويهي، كمعهد دراسات جامعية، أجمع على استحداثها عدد من كبار قامات الكنيسة المارونية. إن في ذلك استحضارا للذاكرة وفتح أفاق وسيعة لتطوير الكنيسة وتحديثها وعصرنتها بالاستناد إلى ما تركه البطريرك الدويهي من آثار فكرية ولاهوتية وتاريخية عبر كتاباته، وبينها "تاريخ الازمنة"
و"المحاورة اللاهوتية" وغيرها، إضافة إلى الوثائق والمخطوطات التي جمعها يوم كان طالبا في المدرسة المارونية في روما.
واليوم نتطلع باهتمام إلى مسرى دعوة قداسته التي قطعت أشواطا متقدمة في دوائر الفاتيكان. في هذا السياق أدعو بكل محبة وموضوعية إلى توحيد الجهود وطيب النيات لعمل مؤسساتي ومهني لتحقيق الهدف الاسمى. فرصة ثمينة تاريخية لا تتكرر".

وقال: "في حضرة البطريرك الدويهي تطل محطات وتحولات للتاريخ الماروني، وسير اكتنفتها العواصف والمآسي منذ ترحالهم من ضفتي نهر العاصي وسهول سوريا وصولا إلى جبال لبنان وأعالي يانوح.
عن تلك السيرة يقول الأب ميشال حايك، انها ثورة حرية عمرها 16 قرنا، هي اعتق السير في هذا الشرق باستمرارها وعنادها حول مطلب جوهري: "الحرية".

وأضاف: "اننا نسوق هذه الوقائع تذكيرا بالدور الذي اضطلعت به البطريركية، والكنيسة المارونية عموما في لملمة التشتت وتثقيف العقول منذ الأزمنة الصعبة حتى اليوم.
مفيدة هذه الإضاءة على المحطات التاريخية للحضور الماروني - المسيحي اللبناني، في الدعوة إلى مجتمع كياني للمواطن - الأنسان، والى روح الانفتاح الوسيعة الأفاق التي وسمت آباء الكنيسة.

وتابع: "نذكر جميعا "المدرسة المارونية" في روما (القرن السادس عشر)، التي خرجت أحبارا كبارا بينهم البطريرك الدويهي والقلاعي. ونستعيد من الذاكرة، المقررات التاريخية التي صدرت عن المجمع اللبناني الشهير في العام 1736 في دير اللويزة، ومن بينها الزامية تأسيس مدرسة في كل ضيعة، في حنوة الدير، وصيفا تحت السنديانة. إن هذا القرار الرؤيوي شكل تحولا بالمسار المسيحي الماروني في لبنان."

ومن بين هذه المدارس، مدرسة عين ورقة نهاية القرن الثامن عشر التي قال فيها مارون عبود: "إنها سوربون الشرق". إلى جامعات اليوم والمدارس المنتشرة في مناطق لبنان، يشرف على تطويرها أحبار الكنيسة ورهبان المعرفة".

وسأل: "هل ننسى الدور التاريخي للبطريركية المارونية، في تأسيس الكيان اللبناني (لبنان الكبير) الجامع لكل المكونات الوطنية؟".

واضاف: "لقد ادى المسيحيون الدور التأسيسي في قيامة الكيان اللبناني الجامع لكل المكونات الوطنية، وليس مسموحا التراجع عن هذا الدور.
لعل أخطر ما يهدد مستقبل الكيان اللبناني هو التقوقع المدمر وراء تشرذمات الطائفة الواحدة.
خلاص الجميع في تدعيم وتحصين الدولة المدنية الحاضنة لمواطنين متساوين في مشروع وطني جامع".

وتابع: "إننا نؤمن بديموقراطية مشاركة ميثاقية تاريخية قام عليها لبنان. لا نستسيغ بعض الخطاب الديماغوجي الذي نسمع اليوم، وهو بعيد عن العقلانية والسياسة الحكيمة التي تفرضها دقة المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ولبنان اليوم.
مرحلة تفرض التبصر والعقلانية بحس من المسؤولية الوطنية حفاظا على وطن جهد المسيحيون كثيرا لقيامه".

وأثنى على "جهود السيد بطرس وهبه الدويهي لإنجاز عمله الببليوغرافي حول شخصية البطريرك الدويهي ومساره مرجعا للدراسين في البحث التاريخي - اللاهوتي".

وختم: "اغتنم المناسبة لأحيي قامات المبدعين والمثقفين في منطقتي العزيزة زغرتا، كتابا وفنانين ومفكرين وقادة رأي.
في تكريم البطرك الدويهي أستعير توصيفا للبطريرك سمعان عواد حول شخصية الدويهي:
" إنه قبة الحكمة ومعلم الشرق!". 

وختاما كانت كلمة مؤلف الكتاب بطرس الدويهي اضاء فيها على كتابه: "مراحل تحضيره ومحتوياته"، مشيرا الى ان "للهدناني" دين على كنيسته المارونية وعلى الكنيسة الكاثوليكية"، متمنيا من البطريرك الماروني وقداسة البابا "ايفاء هذا الدين واعلان قداسة البطريرك الدويهي".

وتلا الندوة التي ادارتها ايريس ولايا بو ضاهر، توقيع الكتاب.  

  • شارك الخبر