hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

من يقف الى جانب عون في "معركته الاخيرة"؟... لا أحد

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من يقف الى جانب ميشال عون في معركته في نقل المواجهة الى داخل حكومة تمام سلام. آخر "المعاقل" الشغّالة في دولة الانهيار التدريجي؟ لا أحد.
كان لافتا جدا مشهد غياب وزير الداخلية نهاد المشنوق عن جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، بما يعنيه الرجل من رمز مستقبلي "متقبّل" لترشيح عون الرئاسي ومستوعب لردّة فعل الرابية حيال الامعان في تجاهل مطالب "الجنرال" في وضع حدّ للتمديد المتمادي للقيادات العسكرية، في مقابل حضور وزيريّ "حزب الله" لجلسة "النكث" بالميثاقية، كما يصفها العونيون. (من ضمن اللوحة الطائفية أيضا يمكن إضافة غياب وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، ما يعني غياب وزيرين سنّييين عن هذه الجلسة).
لم يكن عون ينتظر موقفا مغايرا من جانب "حزب الله" الذي كان واضحا منذ البداية في التأكيد للرابية بأنه لن يشارك في وضع اللغم أمام تفجير حكومة تمام سلام من الداخل أو حتى تحميله مسؤوليه تعطيل أعمالها وقراراتها.
هي ليست حكومة الرئيس سعد الحريري التي اسقطت في كانون الثاني 2011 بقرار مباشر من الضاحية وبإعلان "مركزي" من الرابية تولّاه الوزير جبران باسيل شخصيا.
الاخير الذي تلا بيان الاستقالة يومها امام الصحافيين والى جانبه زملائه التسعة، أكد ان الاستقالة جاءت نتيجة التعطيل الذي اصاب الجهود الرامية الى "تخطي الازمة الناتجة عن عمل المحكمة الدولية"، متهما "الفريق الاخر بالرضوخ للضغوط الخارجية لا سيما الاميركية".
اليوم لا استقالة عونية. المطلوب وضع العصي في دواليب حكومة تحتاج أصلا الى دفشة لتعمل. الحجّة المعلنة هي التعيينات العسكرية، أما أصل المشكلة فهي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب. العونيون يعلنون التمرّد على الامر الواقع لكن أحدا لا يقف الى جانبهم. الحلف الاستراتيجي مع الضاحية لا يمسّ، لكن يصعب ان لا تجد محسوبا على الفريق البرتقالي لا يمنّي النفس "لو كان "حزب الله" معنا". لانقلبت كل المعادلة".
"حزب الله" عمليا، وفي كل ما يختصّ بالوضع الحكومي يقف الكتف الى الكتف مع محور "المستقبل"- نبيه بري، تحت شعار "ممنوع المسّ بتركيبة "البديل" عن الفراغ الرئاسي.
عين التينة تبدو أكثر راديكالية من الضاحية في خياراتها الحكومية حيث ان الرئيس نبيه بري لم ير من مبرّر لتأجيل جلسة الخميس الماضي، فيما مارس "حزب الله" سياسة الاحتواء من خلال طلب التأجيل... ثم المشاركة وعدم النقاش.
سمير جعجع مع ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة ونقطة على السطر. من أجل ذلك، لن ينزل الى الشارع، ولو كان في الحكومة لم يكن ليقاطع. وهو يؤيّد بقاء العماد جان قهوجي في موقعه ممدّدا له طالما التعيين متعذّر، ولا يرى طائلا من فتح مواجهة خاسرة سلفا مع المؤسسة العسكرية حتى لو كانت تحت شعار "نحن المبدأ وليس ضد شخص قهوجي".
الوزراء المسيحيون المستقلون "في غير عالم". يكفي رصد مواقف سجعان القزي واليس شبطيني وبطرس حرب ونبيل دو فريج... ليظهر الخلاف الجوهري بين المسيحيين حول الاساسيات وصولا الى البديهيات، وخياراتهم ضمن تركيبة النظام. "حزب الكتائب" يهمّه مكبّ برج حمود أكثر من الرئاسية في الوقت الحاضر. موقف "الطاشناق" قد يصمد حكوميا، لكن هل سيساند الارمن الرابية في خيار قلب الطاولة؟
مع ذلك، العونيون يتصرّفون وكأن "كوكب الارض" الى جانبهم في معاركهم. بالطبع ليس كل العونيين. فشريحة لا بأس بها ووزانة تطرح تساؤلات جدّية ليس بشأن "الحقوق" الضائعة، والتي تعترف بشرعية المطالبة بها، لكن السؤال "بأي أسلوب وبأي كلفة...؟".
 

  • شارك الخبر