hit counter script

متفرقات

جراحات تجميليّة في لبنان لا تعترف بالضائقة الاقتصادية

الأحد ١٥ آب ٢٠١٦ - 07:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تعد عمليات التجميل تقتصر على المشاهير إناثاً وذكوراً، بل تخطّتهم وأصبحت «موضة» تروّج لأشكال «نموذجية» في بعض الأحيان لأعضاء أساسية في الوجه والجسم، منها: الأنف والشفتان والخدود... فأصبحت هذه العمليات مطلباً يعد من الأساسيات وهاجساً يراود الصغير قبل الكبير في المجتمع، خصوصاً لمن يرغب في أن يصبح شبيهاً لفنان خضع بدوره لعدد كبير من تلك العمليات «السحرية».
إلا أن عمليات التجميل (plastic surgeries) ليست مفهوماً جديداً، فهي مصطلح تعود أصـــوله إلـــى كلمة plastikos اليونانية التي تعني القولبة أو التشكيل، ولجأت إليه الشعـــوب القديمة في آسيا حيث استخدم الطبيـــب الهندي Susrutha ترقيع الجلد في القــرن الثامن قبل الميلاد، وفي أوروبا حيث كان الطبيب الألماني Heinrich von Pfolspeundt «يصنع» أنوفاً جديدة بعد تعرض أصحابها لحوادث أدت إلى بتر أنوفهم خلال القرن 15، وفي أميركا حيث كان الطبيب John Peter Mettauer يجري عمليات لتجميل الحلق خلال العام 1827 بأدوات صمّمها بنفسه.
وتطوّرت عمليات التجميل منذ ذلك الحين. فبعدما كانت تجرى عند الضرورة لمن يحتاجون إليها، أصبحت ملاذاً لمن يريدون كسب شهرة فنية سريعة عبر «نحت» وجوههم وأجسادهم. ثم راجت هذه العمليات بين نساء المجتمع حتى وصلت إلى رجاله. وعلى رغم انتشارها الواسع وتكاثر عدد جرّاحي التجميل، تبقى هذه العمليات مكلفة لأنها تعتبر ترفاً ومن الكماليات، خصوصاً أن شركات التأمين لا تغطّيها، على عكس عمليات الترميم التي تجرى لتصحيح خطأ خلقي أو ناجم عن حادث ما كالحرق والبتر وسواهما.
وبما أن لبنان يعتبر مركزاً إقليمياً لعمليات التجميل الجراحي، بعدما كان مركزاً إقليمياً للاستشفاء عموماً، يجدر النظر إلى أوضاع هذا القطاع فيه في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعانيها وتعانيها المنطقة العربية عموماً. فهل أثّرت الضائقة في عدد الذين يلجأون إلى عمليات التجميل؟
يقول طبيب الأمراض الجلدية والتجميل اللبناني نخلة أيوب، أن «عمليات التجميل لم تتأثــر بالأزمات او الضائقة المالية التي يمر بـها لبنان، لأسباب أهمها أن من يلجأ إلى تلك العمـــليات هم من الطبقة الميسورة التي لا تؤثر فيــها أزمات تعتبر غير مهمة بالنسبة إليهـم».
ويضيف أن «الأرقام تشير إلى استقرار فـــي نسبة الأشخاص الراغبين في تحسين شيء معين في وجوههم أو أجسادهم، قبل الأزمـــة وبعدها». وبالنسبة إلى أكثر الأشياء المــــطلوبة، يلفت الى أن «البوتوكس والفيلينغ من أكــــثر ما يطلبه الرجال والنساء بهدف تجــــميل أماكن هزيلة في الوجه، خصوصاً أن هاتــــين التقنيتين تعتبران من الأسهل والأسرع من حيث النتيجة الفورية التي تعطيانها».
في لبنان الذي قدّرت نسبة البطالة فيه بـ13 في المئة والأسر القابعة تحت خط الفقر بـ28 في المئة، تجرى 18 ألف عملية تجميل سنوياً. ويحتل هذا البلد المركز 24 عالمياً نسبة الى عدد السكان وفقاً لإحصاءات «الجمعية الدولية لعمليات التجميل» التي تحسب عدد العمليات الجراحية نسبة إلى عدد السكان. وأظهر التقرير السنوي لعام 2016 للجمعية، أن الجراحات التجميلية ازدادت 20 في المئة مقارنة بالسنة الماضية.
في أي حال، لا تحتاج ملاحظة ازدياد جراحات التجميل في لبنان إلى إحصاءات وأرقام، ففي الشوارع وسائر الأماكن يلاحظ الناظر أن النساء بتن متشابهات إلى حد الاقتراب من التطابق!

(الحياة)

  • شارك الخبر