hit counter script

أخبار محليّة

أحمد قبلان: التلطي خلف الميثاقية لا يجوز أن يشكل مادة للمزايدات

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٦ - 13:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أبرز ما جاء فيها: "لقد أصبح المشهد قاتما في ظل واقع تداخل فيه الحابل بالنابل، وأضحى الخروج منه مكلفا، وأمست تسعيرته على حساب جغرافية المنطقة وشعوبها، وبخاصة لبنان، الذي لن يكون بمنأى عما سيحدث إذا ما بقيت ذهنية التسلط هي المعيار في هذا الحراك السياسي الذي عطل الدولة وكاد أن يلغيها".

ولفت إلى أن "ما يجري من انقسام سياسي ومصلحي واصطفاف طائفي ومذهبي بات خارج كل السياقات الطبيعية، وليس له أي تفسير في القواميس السياسية والأخلاقية، سيما أن ما نشهده يؤكد أننا في مأزق لا يمكن تجاوزه، طالما بقيت متاريس المواقف على حدتها، التي أصبحت حالة مرضية عامة، فأدخلت لبنان واللبنانيين في متاهات التسويات الدولية والإقليمية، وما قد تفرزه من دويلات وكنتونات وفدراليات في المنطقة، ومن ضمنها لبنان، هذا البلد الذي لا يبعده عن هذا الكأس المسموم سوى تفاهم وتوافق أبنائه، ومسارعتهم إلى وضع الحدود لكل هذا الصراع السياسي الخطير، الذي يكاد يدخلنا في الخرائط الجديدة. فحذار الوقوع في المحظور، وحذار الاستمرار في تعطيل الدولة وهدم مؤسساتها، فالأمور بكافة جوانبها، ومختلف عناوينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية بلغت حافة الانفلات والانفجار".

وأضاف: "إن التلطي خلف الميثاقية والشراكة، مع حرصنا وتأكيدنا الشديدين على الالتزام بهما، وتطبيقهما تطبيقا كاملا، لا يجوز أن يشكل مادة للمزايدات والمساومات على حساب المفاهيم والمعايير الوطنية، لأن الوطن، وشعوب هذا الوطن، ومصير هذا الوطن، ومستقبل هذا الوطن، عندما يكون معرضا ومهددا تهون في سبيله كل التضحيات، وتصبح بخسة كل التنازلات، لذلك نقول للجميع: هذه الدولة دولتكم، وهذا البلد بلدكم، فلا تضيعوه من أجل منصب في رئاسة أو في وزارة أو في نيابة أو في إدارة، لأن الهيكل إذا سقط سيسقط على الجميع، وإذا تدعم وتعزز، فالخير والطمأنينة والسؤدد سيكون من نصيب الجميع وعلى الجميع، فلا تغامروا أيها السياسيون، ولا تراهنوا، وليكن عملكم وسعيكم وتواصلكم وتحاوركم من أجل أن يبقى لبنان، ويقوى في وجه كل العاتيات من العواصف التي تفرض على الجميع، مسيحيين ومسلمين، جهودا جبارة وصادقة كي نتمكن، ونحن متضامنون ومتكاتفون، من انتخاب رئيس وإقرار قانون انتخابي يؤسس لقيام سلطة تصون الميثاقية، وتلتزم الشراكة، وتجهد من أجل دولة ينطوي الجميع تحت لوائها، عاقدين العزم والتأكيد على أن لبنان بلد الوحدة والتعايش والتنوع الذي يثريه ويعزز دوره الإنساني والإيماني والرسالي. ولذلك علينا أن نفهم ونتفهم ظروف لبنان والمنطقة بدقة، وأن نوقف رهاناتنا الإقليمية والدولية، ولا نبقي بلدنا مرتهنا لما ستؤول إليه الأمور في سوريا، وأن نضع حدا لكل هذا الفساد، ولكل هذه البازارات التي جوعت الناس وفاقمت الأوضاع المعيشية والعمالية، وباتت تنذر بكوارث اجتماعية لا يجوز السكوت عنها، بل يجب أن نعيد الحياة إلى النقابات الواعية والحركات المدنية الراشدة، بعيدا عن الضجيج والفوضى والأضواء، كي نبقي الصوت الوطني الصريح والصادح بالمحاسبة ومحاربة الفساد عاليا، لأن ترك الشارع بلا صوت يعني ترك السلطة بلا رقيب".

  • شارك الخبر