hit counter script

الحدث - جورج غرّة

لبنان كله "حماة الديار"... وهذه هي حقيقة الحركة كاملة والرعب منها

الخميس ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كانت جمعية أو حركة "حماة الديار" محور حركة السياسيين ورجال الدين في شمال لبنان لمدة شهر تقريبا، حتى أتى وزير الداخلية والبلديات الى قلب طرابلس وأكد انه سيطلب من مجلس الوزراء حل هذه الجميعة، لماذا؟
بلحظات أصبحت جمعية "حماة الديار" على لسان كل الاعلام وكل اللبنانيين بطريقة غريبة، البعض برر طريقة عملها والبعض الآخر وصفها بـ"الحشد الشعبي" و"سرايا المقاومة" بطريقة مختلفة، والبعض قال انها جمعية اهلية تدعم الجيش اللبناني. فما هي طبيعة عمل هذه الجمعية؟
أثار مكتب "حماة الديار" في طرابلس غضب رجال الدين في المدينة لأن هذه الجمعية خرقت القيود الطائفية، وجمعت شبان وشابات تعبوا من القيد الطائفي ومن الاحزاب الدينية، ومن الحركات الاسلامية وغيرها، فمن هذا المنطلق كان الهجوم والافتراء على الجميعة وعلى قيادة الجيش اللبناني. كيف؟
رالف شمالي شاب ثلاثيني أسس "حماة الديار" برفقة 25 شخصا كانوا معه في الجامعة، وهي تأسست من دون دفع من أحد ولا رغبة من أي فريق سياسي أو عسكري أو ديني.
أثار مكتب طرابلس ريبة رجال الدين في المدينة، وذلك بالرغم من وجود العشرات من ابناء المدينة الذين يقاتلون الى جانب التنظيمات الارهابية في سوريا وفي العراق، وحتى اليوم قتل منهم العشرات في عمليات انتحارية. هذه الريبة أتت خشية من خرق الصفوف الطائفية والقيود القاسية التي تفرض في المدينة. وخشية على شبان "حماة الديار" وبعد تهديدات كثيرة تلقوها بالقتل والذبح، قام شمالي بحل المجموعة في طرابلس عبر تقديمهم استقالاتهم حفاظا على أرواحهم.
لماذا طرابلس هاجمت "حماة الديار"؟
يقول شمالي، من طرابلس تتصاعد النعرة الطائفية، وهناك تسكن التيارات السلفية، وهناك حصلت المعارك مع الجيش اللبناني، وأول حملة شنت على الجمعية أتت من داعي الاسلام الشهال المعروف بتوجهاته، وتبعه المطلوب شادي المولوي والمحامي طارق شندب، والنائب معين المرعبي المعروف بسياسته التاريخية والوطنية. ويؤكد شمالي ان الحركة داعمة للمؤسسات اللبنانية وهي حركة عابرة للطوائف وهي وطنية، وهذا الامر هو الذي ارعب هؤلاء ولأن هذه الحركة مخيرة وليست مسيرة.
يكشف شمالي عن ان لا تمويل من اي فريق لـ"حماة الديار"، وان مبلغ 10 دولارات شهريا ثمن الاشتراك من المنتسبين هي مصدر التمويل لدفع إيجارات المكاتب. يسكت شمالي ويقول "يا عيب الشوم".
لماذا وزير الداخلية سيطلب حل "حماة الديار"؟
يرد شمالي بأنه تحت سقف القانون، ولا احد يستطيع حل الجمعية لانها قانونية وتعمل ضمن الترخيص، ولم يحصل التعدي على الترخيص يوما، ويبدي شمالي كل احترامه للوزير نهاد المشنوق، ويقول ان عديد الجمعية اصبح اكثر من 4000 شخص في لبنان من المنتسبين، والفكر المزروع بينهم هو "الوطنية"، ولا احد يستطيع قمع حرية هؤلاء.
وصلت الجمعية الى هذا الرقم من المنتسبين الملتزمين في سنة ونصف، وفي حال استمرت على هذا النهج فهي ستتوسع اكثر، وبين هؤلاء شبان وشابات من كل الاحزاب والطوائف وبعضهم لديهم مسؤوليات في احزابهم، والاتفاق الاساسي بين المنتسبين كان ان الجميع يريد الجيش اللبناني لضمان حياتهم وحياة أولادهم.
"حماة الديار" يخدمون الجيش اللبناني عبر التوجيه، وخصوصا الشبان من عمر الـ15 وما فوق للمؤسسة العسكرية، بدل التحمس لحركات متطرفة، ولكي يتشجعوا على الانخراط في المؤسسة العسكرية وخدمة الوطن. وتريد الجميعة ان ترى ما هي حاجات الجيش اللبناني لان ميزانية هذه المؤسسة ضئيلة، وتريد الوقوف الى جانبه، وفي معركة عرسال التي خاضها فوج المجوقل قدمت الحركة الكثير للجيش.
إلى أي مدى قيادة الجيش تدعم الـ"حماة"؟
يقول شمالي في دول العالم الكبرى والمتطورة في اميركا وسويسرا وفرنسا يأخذون طلاب المدارس في فصل الصيف لمدة شهر الى مخيمات للجيش، لكي يعلم المواطن في تلك الدول ويشعر بقيمة الجيش وكيف يقاتل جيشه من أجله، وكيف يستشهد دفاعا عنه، ولتشجيع الطلاب على الانخراط بالمؤسسات العسكرية. ويضيف ان كل ما تفعله حركة "حماة الديار" هو ضمن الترخيص الممنوح لها من وزارة الداخلية، والذي يتضمن بندا يقول "يسمح لحركة حماة الديار القيام بنشاطات عسكرية بعد موافقة مسبقة من قيادة الجيش"، وهذا البند وقع عليه وزير الداخلية. يذكر ايضا طلاب مدارس وجماعات لا دخل لهم بـ"حماة الديار" يتقدمون بطلبات الى الجيش لدخول الثكنات للاطلاع على عمل الجيش، وهذه اللحمة بين المواطن والجيش لا يستطيع كسرها لا الارهاب ولا غيره.
ما هي علاقة العماد جان قهوجي بـ"حماة الديار"؟
منذ تأسيس الحركة من شبان وشابات، لم يكن رالف شمالي على علاقة بقائد الجيش العماد جان قهوجي، وتقدم بطلب علم وخبر الى وزارة الداخلية، وانطلق بالعمل على أساس الترخيص، وشمالي التقى قائد الجيش لمرتين فقط، ولا علاقة لقهوجي بعمل الجمعية أبدا، وهي جمعية مخيرة وليست مسيرة، ويطلب شمالي عدم رمي التهم عليهم. ويشدد على انه يحترم قهوجي لانه لم يرفض يوما طلبا للجمعية لإقامة نشاطات مشتركة مع الجيش اللبناني في الثكنات او مع موسيقى الجيش لإقامة اللحمة.
ما هي علاقة "حماة الديار" بسرايا المقاومة؟
لا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بين "حماة الديار" و "سرايا المقاومة"، وكل الاتهامات للحركة في طرابلس بأنها "حشد شعبي" وما إلى ذلك، أتت بعدما شعر البعض في المدينة ان قسم كبير من الشارع السني مال نحو الحركة وسار نحو الانفتاح الفكري وتقبل الآخر والابتعاد عن التطرف. ويقول شمالي ان ابتعاد هؤلاء عن الطائفية اثار غضب البعض في المدينة لانهم يعملون غرائزيا وطائفيا، وهذا الامر نرفضه، ونحن لبنانيون ضد الإرهاب، وليذهبوا لرفع النفايات من الشارع واستخراج البترول وتأمين الوظائف للشباب، ويضيف:" يفعلون عبر القمع اليوم كما فعل النظام السوري بلبنان في الماضي".
الحركة كانت تنسج علاقات مع كل الأطراف اللبنانية، لكي يعلم الجميع ما هي هوية هذه الحركة، وكانوا يطلبون من الذين يلتقونهم الوقوف الى جانبهم لتنمية الفكر الوطني والابتعاد عن الحسابات السياسية الضيقة، وهناك عدد كبير من الزيارات السياسية حصلت من دون الاعلان عنها، والهدف منها القول للسياسيين ان هذه الحركة لا تتعارض معهم ولا اهداف سياسية لها لا بنيابة ولا بوزارة.
الصورة التي انتشرت لفتاة تحمل رشاشا وتطلق النار عادية، فهذه الفتاة ليست قادرة على مقاتلة اي شخص في لبنان يقول شمالي، وكثير من الكلام قيل في الشارع وهو غير صحيح، والمشكلة الاساسية هي ان المعترضين لا يريدون التحرر الطائفي ويرغبون بالإبقاء على الطائفية، ومحاربة الإرهاب تكون عبر كسر الحاجز الطائفي بين الطوائف، وعندما يحصل الانفتاح يتم إنقاذ لبنان، لأن الارهاب هو عقائدي ديني متشدد، ومن هنا تمت مواجهة الجمعية بصورة لشابة تطلق النار، ولرجل يقفز فوق الجدار وشاب يمارس الرياضة. مع العلم ان المئات من سكان المدينة يشاركون في القتال في سوريا ويتدربون هناك ويعودون لتنفيذ مشاريع في لبنان.
يعتبر شمالي ان اشخاص مثل الشيخ سالم الرافعي لا يحق لهم اطلاق التهم على "حماة الديار" لان كل الاعترافات في المحكمة العسكرية تقول انه هو من ارسلهم الى سوريا للقتال هناك، ويشدد على انه لا يحمل السلاح الى جانب الجيش في اي معركة داخلية، ولكن إذا فتحت الجبهات مع الارهاب يجب ان يتحول لبنان كله الى "حماة الديار" وحماة الوطن وهذا منطقنا وهذا ما نريده.

  • شارك الخبر