hit counter script

أخبار محليّة

قبلان في رسالة الحج: لانتخاب رئيس واقرار قانون انتخاب عصري

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 13:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وجه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة الحج لهذا العام جاء فيها: "الحج شعيرة من شعائر الله تعالى ومن أعظم الواجبات بوصفها ركنا أساسيا من أركان الدين التي تستدعي التوبة والتطهر قبل القيام بها، فهي رحلة يستجيب فيها المؤمن لنداء النبي إبراهيم ومطلب النبي محمد ويتحمل المشقات والصعاب ليتخلص من كل الذنوب والآفات، فالحج عبادة جعلها الله تعظيما لشأنه تجمع المسلمين من أقطار الأرض بعد أن جعلهم الله قبائل وشعوبا ليتعارفوا وليتحابوا وليتعاونوا، وليكونوا أمة واحدة مصداقا لقوله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون". إن الحج عبرة وموعظة تنطوي شعائره ومناسكه على مشاهد وعبر عظيمة تستدعي من حجاج بيت الله الحرام أن يتأملوا في مضامينها وأبعادها فيضعوا نصب أعينهم رضا الله سبحانه وتعالى ومصلحة العباد والبلاد فيتوبوا توبة نصوحة وينجزوا أعمالهم بدقة وخشوع فلا يعودوا إلى بلادهم إلا وقد تطهروا من كل الذنوب والمعاصي، فهؤلاء الابرار الذين زحفوا ملبين متوجهين بألسنة صادقة وقلوب خالصة ونوايا مخلصة فيها الخير والبركة مصداقا لقوله تعالى "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق". هم امل الامة في صلاحها وسيرها على نهج الاستقامة والفلاح، وهناك في بيت الله الحرام تتجسد الأمنيات والأحلام مما يحتم عليهم أن يستفيدوا من هذا الموقف ليكونوا قوة واحدة متضامنة تجتمع على الإلفة والمحبة والطاعة إلى الله وتتضرع اليه ان يصلح حال المسلمين ويزيل عنهم الغم والهم ويعيد الامن والاستقرار الى ربوعهم واوطانهم".

وتابع :"ان الحج مؤتمر إسلامي مبارك يتواصل فيه الناس مع بعضهم ويتبادلون وجهات النظر ويدرسون واقعهم وشؤونهم وأوضاعهم ويعززون من وحدتهم وتضامنهم ويسعون إلى توفير الأفضل والأحسن لمجتمعاتهم، وهذا ما يحتم عليهم الابتعاد عن كل ما يضر بسمعتهم وأوضاعهم ويشوه صورة دينهم ،مما يستدعي ان يقوم قادة المسلمين بدورهم في تحصين وحدة الامة بالتعاون والتشاور فينبذوا الاحقاد ويتركوا الخلافات ويتضامنوا في مواجهة عدو الامة المتمثل بالارهابين الصهيوني والتكفيري، فالصهاينة بجريمتهم الكبرى في احتلال فلسطين وتشريد شعبها اسسوا كيانا للشر والتأمر على امتنا باعتباره المسؤول الاول عن كل الازمات التي تعاني منها شعوبنا العربية والاسلامية، والصهاينة اليوم يدعمون المشروع التكفيري الذي يستكمل ما اقترفته ايادي الارهاب الصهيوني فينشرون الفرقة ويبثون الفساد والاجرام ويدمرون البشر والحجر انطلاقا من فكر شيطاني لايمت للاسلام باي صلة، ونحن اذ نطالب قادة وزعماء العالم الاسلامي باستلهام معاني الحج في الوحدة والتعاون فاننا نناشدهم ان يوقفوا نزيف الدم في العراق وسوريا واليمن ويحلوا ازمة البحرين فيعيدوا تواصلهم وتشاورهم لانتاج حلول سياسية تحجب الدماء وتنقذ شعوبنا من الويلات والنكبات ولاسيما ان الحوار هو الوسيلة المثلى لحل النزاعات، وعليهم ان يعيدوا الاعتبار لقضية فلسطين فتكون حاضرة في تحركاتهم ودعمهم ونصرتهم، فيجهدوا لانقاذ شعبها وحفظ مقدساتها من براثن التهويد".

وطالب قبلان "علماء الدين بتعليم الناس الأخلاق وثقافة الأحكام الشرعية وتوجيههم في الاتجاهات الصحيحة والسليمة التي تحفظ اوطاننا وشعوبنا وتجنبنا الوقوع في المهاوي والمنزلقات فيحثوا المسلمين للعودة إلى تعاليم دينهم وقرآنهم والتسلح بالإيمان والعمل الصالح، والتزام التوجهات الصحيحة التي تحفظ وحدة المسلمين وتجنبهم التطرف والتكفير الذي نهى عنه الإسلام، فالإسلام دين الرحمة والانفتاح وهو بريء من الإرهاب والتكفير لأنه يدعو إلى التسامح والموعظة الحسنة، لذلك نحن بحاجة إلى جماعة مؤمنة ملتزمة بمبادئ الدين دون تعصب أو تحد واعتداء، كما أوصانا الإمام جعفر الصادق حين قال:"كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقول الناس رحم الله جعفرا أدب شيعته فأحسن تأديبهم".

ودعا "أصحاب الحملات إلى وضع رضا الله فوق كل اعتبار فيكونون أمناء على الحجاج فيعلمونهم تأدية المناسك بدقة. وعلى المؤمنين المحافظة على مقدساتهم ومعالم دينهم وحسن سمعتهم وسلوكهم باعتبارهم أتباع الأنبياء، فالحج مدرسة نتعلم منها الاستقامة والسلوك الحسن والآداب والأخلاق والقيم، فيتعلمون من سيرة النبي وتضحياته والمشقات التي تحملها معنى الإيثار في سبيل نشر الدعوة ليظل الدين نقيا بعيدا عن التشويه والانحراف".

ووجه قبلان خطابه إلى حجاج بيت الله الحرام فقال:" اخلعوا كل الظلمات وتخلوا عن الرذائل وتمسكوا بالفضيلة واستغفروا ربكم وتوبوا إليه وكونوا في توجه صادق وتخلوا عن أنانياتكم وبغضائكم لتعودوا إلى أهلكم ودياركم أخيارا أبرارا تنعمون برضا الله وحفظه ورعايته ، فتكون أعمالكم ومواقفكم ملائكية فتعاملون الناس بالحسنى وتفتحون قلوبكم وصدوركم إليهم وتتواصلون معهم بالمودة والإحسان، وترحمون فقراءهم وتغيثون مساكينهم وتمدون يد العون إلى محتاجيهم وتزورون وتتفقدون مرضاهم، فترحمون الناس حتى يرحمكم الله، فهنيئا لكم أيها الحجاج المخلصين الطاهرين المطهرين الأنقياء فإذا أخلصتم وصدقتم وقمتم بأعمالكم فتكونون من أهل الحظوة والحبوة من قبل الله وإذا دعوتم فالله معكم اذا كنتم بعون اهلكم واخوانكم".

وطالب "الحجاج اللبنانيين ان يتضرعوا الى الله بقلوب خاشعة ونفوس طاهرة راضية مرضية، أن يمن على المسلمين بالعزة والكرامة والوحدة والخير والبركة وأن يحفظ بلادهم وديارهم وان يحفظ لبنان ويجمع كلمة بنيه ويوحد صفوفهم وان يعود السياسيون إلى العقلانية والحكمة بعيدا عن التعصب والارتجال والانفعال، فيتنازلوا لبعضهم البعض ويعمقوا تشاورهم ويستمروا في حوارهم فيتفقوا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ويقروا قانون انتخاب عصري ينصف كل المكونات السياسية ويتفرغوا لخدمة اللبنانيين وتوفير العيش اللائق لهم فيكافحوا الفساد المستشري ويوقفوا ابواب الهدر ويتعاطوا بحكمة وروية في معالجة الازمات فيتضامنوا ويحصنوا لبنان من مكائد الارهابين التكفيري والصهيوني فيدعموا الجيش اللبناني في العديد والعتاد ليظل السياج الذي يحمي الوطن والضمانة لحفظ استقراره وامنه".

  • شارك الخبر