hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

الى أين سيهربون...؟

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترنّحت تركيبة تمام سلام الوزارية طويلاً على حبال الشغور الحكومي، لكنها لم تسقط... ولن تسقط قبل أن يصدر الامر بإحالتها الى التقاعد.
فريق التناقضات والمصالح المتضاربة الذي ولد في 15 شباط 2014، ظلّ عنواناً لسقف الاستقرار المطلوب دولياً بعد التكفّل بجعل الامن تحت السيطرة ايضا. حتى الان لا أحد يملك عملياً إجابة شافية عن مسار ومصير الحكومة بعد تجاوز الشغور الرئاسي عامه الثاني بأشهر.
الحكومة لا تزال تقبع إذا في نفق الانتظار. أوحى ابن المصيطبة أكثر من مرّة برغبته التخلّي عن مسؤولياته في كل لحظة كان يشعر فيها بالوصول الى الحائط المسدود. لكنه لم يفعلها حتى حين وصلت النفايات الى عتبة السرايا ومنزله في المصيطية...
اليوم رئيس الحكومة متوجّس من أن تطير حكومته بزند غيره. هو قلق لكن ليس فقط من احتمال إقدام وزيريّ "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والياس بو صعب على تقديم استقالتهما من الحكومة (وهذا يبقى دائما في إطار الاحتمال الضعيف) او الاعتكاف والحرد، بل من احتمال ان تصبح حكومته ضحية لأزمة صار البعض يعتبرها مصيرية إذا ما تمّ تجاوز العام الحالي من دون إجراء انتخابات رئاسية ولا الاتفاق على قانون الانتخاب.
مفتاح التعطيل كان ولا يزال حصراً بيد ميشال عون وحليفه "حزب الله". قالها زعيم "تكتل التغيير والإصلاح" بالفم الملآن في ذكرى 13 تشرين العام الماضي على عتبة قصر بعبدا "نعم نحن نعطّل.. نعطّل قراراتكم العاطلة التي تهدّم ركائز الدولة".
كل المسبّبات تجتمع اليوم من أجل انجرار الجميع نحو الهاوية. لم تعد المسألة مصير الحكومة بل التركيبة السلطوية برمتها من رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب وصولا الى الحكومة والاهتزاز الذي يضرب المؤسسة العسكرية ربطا بملف التعيينات.
الايام القليلة كفيلة بتوضيح ما يحمله العونيون من مفاجآت في ردّهم على استمرار "مسلسل التمديد" ونتائج ذلك على الوضع الحكومي.
لكن في ظل هذا المأزق تماما الممتدّ من رئاسة الجمهورية الشاغرة الى مجلس النواب المعطّل وصولا الى الحكومة المشلولة، صارت مروحة الاحتمالات تتسّع أكثر باتجاه الحديث عن مرشّح رئاسي خارج معادلة عون- فرنجية يكسر حالة المراوحة التي باتت تهدّد النظام برمته ويمهّد لحلول على أكثر من مستوى.
هو الخيار الذي يتردّد في معظم الاروقة السياسية باستثناء الرابية حيث القناعات على حالها. فريق النائب سليمان فرنجية أكثر براغماتية في الاقرار بهذا الواقع بالتأكيد ان حظوظ "الجنرال" و"البيك" عادت الى نقطة الصفر. فريق ميشال عون ينقسم بين متفائل ومشتائم لكن الاكثرية تكتفي بالنظر الى الربع الملآن من الكوب "الى أين سيهربون... ميشال عون "قدرهم" ان انتخب رئيسا او لم ينتخب. لذلك نحن نفهم جيدا ونقرأ في نوايا كل من يراهن على مرحلة ما بعد عون".
 

  • شارك الخبر