hit counter script

أخبار محليّة

طرابلس تستذكر اليوم تفجير المسجدَين... لماذا لم تتحقق العدالة؟

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تحلّ الذكرى الثالثة لتفجير مسجدَي التقوى والسلام على أبناء طرابلس وعائلات الشهداء والجرحى ثقيلةً، خصوصاً أنّ ما كشفته الأجهزة الأمنية وفرع المعلومات مباشرةً بعد التفجيرَين عن هوية المتورّطين والمنفّذين قابله بطء في محاكمتهم.تستعدّ المدينة رسمياً وشعبياً لإحياء الذكرى، حيث سيضع رئيس وأعضاء المجلس البلدي أكاليل أمام المسجدَين عند الرابعة من بعد ظهر اليوم. وينشط المشايخ وهيئة العلماء المسلمين في لقاءاتهم مع الفاعليات السياسية لدعوتها للمشاركة في اللقاء الذي سيعقد في دار الفتوى برئاسة المفتي الشيخ مالك الشعار.

لا تزال المدينة تعيش حتى اليوم وكلّ يوم جمعة هاجس التفجيرين اللذين حصلا في 23 آب 2013 وأوديا بحياة نحو 54 مصلّياً وأكثر من 900 جريح، خصوصاً أنّ الموقوفين الأربعة وأبرزهم يوسف دياب الذي وضع السيارة المتفجّرة أمام مسجد السلام، والفارين العشرة الذين صدرت بحقهم مذكرات التوقيف وأبرزهم أحمد مرعي الذي قاد السيارة المفخخة الى أمام مسجد التقوى، إضافةً الى أحد الضباط السوريين يعتقد أنهم فرّوا جميعهم الى سوريا. في حين عاد مسلسل رمي القنابل في مجرى نهر أبو علي، فيما يتّخذ الجيش إجراءاتٍ ميدانية جديدة في الشوارع التي تفصل منطقة جبل محسن عن التبانة.

وما يشغل بال أهالي الشهداء والجرحى أيضاً هو عدم إهتمام الدولة بكشف كلّ الخيوط بوضوح رغم وجود أدلّة دامغة كما قيل. إضافةً الى أنّ وزارة الصحة التي أخذت على عاتقها معالجة الجرحى لم تعد تتابع الملف مع الذين شوّهتهم الحادثة والذين لم يعد أحد يتذكر عذابهم الجسدي والنفسي.

وفي المناسبة صدرت عن مرجعيات سياسية في المدينة بيانات تستنكر المماطلة في إتخاذ القرارات القضائية بحق المرتكبين والمتورّطين. وفي هذا الإطار، قال الرئيس نجيب ميقاتي: «كانت طرابلس ولا تزال رمزاً للتعايش والاعتدال، مهما حاول البعض حرفها عن نهجها الوسطي.

نحن اليوم عشية ذكرى أليمة وعميقة الجرح، هي ذكرى تفجيرَي مسجدَي التقوى والسلام اللذين سقط فيهما شهداء وجرح المئات، ما وضع طرابلس أمام امتحان صعب ولكنها سطرت بدماء شهدائها إصرارها على نبذ الفتنة من خلال ترك العدالة تأخذ مسيرة القصاص ورسمت بجراح أبنائها خريطة طريق النهوض، وشيّدت بتجديد إعمار مسجدَيها بناءً شامخاً عنوانه التقوى والسلام».

من جهته، رأى النائب محمد عبد كبارة أنّ «ثلاث سنوات، ودماء المصلّين الشهداء لم تجف في إنتظار تحقيق العدالة التي لا تزال بعيدة بسبب تقصير هنا أو إستلشاء بأهل السنّة في لبنان هناك. ثلاث سنوات، وجرح أهالي الشهداء لا يزال مفتوحاً، في إنتظار مَن يختمه، ويبرّد نيران قلوبهم بالإقتصاص من المجرمين.

ثلاث سنوات والحصيلة فقط أربعة موقوفين في جريمة دنيئة، هزّت مشاعر العالم من أقصاه الى أقصاه، بينما أكثرية المحرّضين والمخططين والمنفّذين أحرار طلقاء. ثلاث سنوات والعدالة البطيئة تكاد تتحول ظلماً يخيّم على أهالي الشهداء والجرحى والمتضررين من التفجيرين الآثمين.

ثلاث سنوات، والنظام المجرم الذي وقف وراء قتل المصلّين في صلاة الجمعة، يستمر في قتل الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا، والدول المعنية تتفرج وتكتفي بإحصاء عدد الضحايا الذين يسقطون يومياً بالبراميل المتفجرة. ثلاث سنوات، والدماء البريئة التي سالت على أرض المسجدَين تستصرخ الضمائر الحية لتحقيق العدالة وإنزال القصاص العادل بالمجرمين».

وأضاف: «إذا كان الغضب يتملّكنا بسبب الدماء البريئة التي أُهدرت، فإنّ هذا الغضب يكبر ويكبر على سياسة اللامبالاة المتبعة تجاه هذه القضية المحقة، وتجاه تقصير القضاء حيال أبناء طرابلس التي يلاحَق أبناؤها على الشبهة ويزَجون في السجون بتهم الإرهاب، بينما يُهدَر حق المدينة وحق شهدائها وجرحاها في غياهب التسويات».

بدورها، لاحظت «الجماعة الإسلامية» في طرابلس «أنّ ثلاثة أعوام مرت على قضية تفجير مسجدَي التقوى والسلام ولم نرَ أيّ حكم صدر بحق أحد من الفاعلين. ثلاثة أعوام مرت على عمل إرهابي خطير طاول الآمنين في أماكن العبادة وبقيت عجلة الحياة كأنها عادية عند بعض المعنيين.

ثلاثة أعوام مرت على كارثة أودت بحياة المصلّين في بيوت الله تعالى وأحرقتهم بنار الحقد والبغضاء والعمالة والنزالة المأجورة وجعلتهم يتفحمون حتى يرى المراقبون قبح هذا الفعل الإجرامي المشين». وسألت: «أين أصبحت قضية تفجير المسجدَين والدماء الطاهرة التي سالت؟ وماذا يمكن أن يصدر من قرارات بحقّ هذا الفعل الإجرامي؟ وكم من الوقت يحتاج صدور الأحكام المتعلّقة بذلك؟ وهل يُعاقب المجرم العقاب الذي يستحقه؟».

ورأت أنّ «مرور ثلاثة أعوام على هذا التفجير المروع يكفي لمعرفة نتائج التحقيقات وما هي الأحكام القضائية الصادرة بحق المجرمين حتى تشعر مدينة طرابلس ويشعر أهلها وذوو الضحايا الأبرياء أنّ قضاياهم في أيد أمينة مهتمة، تأخذ لهم حقهم من المجرم كائناً مَن كان كبر أم صغر فهو مجرم بإمتياز يجب أن لا يُترَك طليقاً يسرح ويمرح».

انطوان عامرية - الجمهورية - 

  • شارك الخبر