خاص - جورج عبود
كان لهم شرف التضحية فكونوا اوفياء... ولا تقتلوا الشهيد مرتين
الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٦ - 00:36
تشهد الساحة الأمنية اللبنانية منذ حوالي شهراً وحتى اليوم حملة تسليم عدد كبير من المطلوبين بتهم الإنتماء إلى مجموعات إرهابية منها فتح الإسلام وجند الشام ومجموعة احمد الأسير انفسهم الى مخابرات الجيش اللبناني بهدف تسوية ملفاتهم القضائية.
خطوة كان لها اثرين واحداً ايجابياً تمثل بالإرتياح اللبناني - الفلسطيني داخل مخيم عين الحلوة الذي كان يعد حي التعمير فيه مربعاً أمنياً للهاربين من وجه العدالة خصوصا بعد سيناريوهات تحدثت في الآونة الأخيرة عن إمكانية إندلاع مواجهات داخله، وآخر سلبياً تمثل بالغصة الكبيرة لدى أهالي شهداء الجيش خوفاً من تسوية سياسية على حساب دم شهداء الجيش اللبناني.
وكيل الدفاع عن أهالي شهداء الجيش اللبناني في احداث عبرا المحامي زياد بيطار أكد في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، ان المؤسسة العسكرية ترفض المساومة على دم شهداءها ورأى ان ما يحصل يأتي ضمن صفقة مشبوهة وراءها بعض النواب والسياسيين من اجل مقارب خاصة.
وحذر بيطار من مغبة ضرب معنويات الجيش اللبناني عبر الاحكام المخفضة التي تصدر، مستغرباً صدور 52 حكماً على مطلوبين لم يتم تمييزها من قبل مفوض الحكومة القاضي صقر صقر.
وقال بيطار: "سبق ودعينا من امام المحكمة العسكرية الى عدم محاصصة الاحكام، وخوفنا يتجلى يوما بعد يوم عبر التسويات التي تحصل داخل المخيم من خلال تسليم المطلوبين انفسهم وتركهم بعد احكام مخفضة".
وشدد على ان الموضوع سيؤدي الى إنفجار لأن الشعب اللبناني يقف بالمرصاد رفضاً لمحاولات اخضاع المؤسسة العسكرية في البزار السياسي.
من جهته، إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود شدد في حديث لموقع "ليبانون فايلز"، على ان لا صفقة ابداً وراء الموضوع، مستدركا: "يهمنا أمر أهالي شهداء الجيش اللبناني كما اهالي مخيم عين الحلوة وأي مظلوم آخر".
واوضح ان حقيقة الامر يعود الى محاولة تذليل الملفات الصغيرة بينما عند الوصول الى الملفات الكبيرة فالموضوع مختلف ولن يحصل الا برضى أهالي شهداء الجيش اللبناني.
وقال حمود: "اتصور ان احداً لا يجرؤ على ارتكاب اي شيء يسيء الى دماء الجيش اللبناني".
وحول ملف الفنان المطلوب فضل شاكر كشف الشيخ حمود لموقعنا، عن ان طلباته التعجزية تؤخر عملية تسليم نفسه حيث إشترط عدم توقيفه خلال فترة التحقيقات معه والسماح له بالسفر خارج البلد.
إلى ذلك، مصدر عسكري رفيع اكد لموقع "ليبانون فايلز"، أن التحقيقات مع المطلوبين تتولاها مخابرات الجيش اللبناني وعند ثبوت ضلوع احدهم بالاشتباكات يتم احالته الى القضاء المختص حيث يتم محاكمته وفق القوانين.
أهالي شهداء الجيش اللبناني جددوا عهدهم على ان "حق ودم شهدائنا أكبر وأقوى من أي مؤامرة ومن أي سياسة مضللة".
وقالوا "سنناضل بالقانون وسنصرخ من أعلى المنابر لإحقاق الحق ضد أي إرهابي ارتكب الجرائم في حق العسكريين".
وطالبوا بعدم إعطاء صك براءة لمرتكبي الجرائم ضد المؤسسة العسكرية لان عسكرييها هم رأس الحربة في ضرب الارهاب.
صرخة أهالي الجيش اللبناني وخوفهم كيف لا يكونان مبررين وهم من يسعون للدفاع عن رجال ثابتين كصخر جبالنا حفاظاً على ارضنا وحماية لمستقبل وطننا، ابطال كان لهم شرف التضحية من اجل كرامتنا فكونوا اوفياء لهم ولا تقتلوا الشهيد مرتين واحترموا دمعة اهاليهم وعائلاتهم ومحبينهم.