في آخر أيام زيارته السلامية لكنيسة بولونيا الأرثوذكسية، شدد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر على قيم العيش الواحد بين كل أطياف المشرق وعلى نبذ كل منحى تطرفي غريب عن ماضي وحاضر ومستقبل العلاقة التاريخية والوجودية بين كل أطياف الشرق الدينية والعرقية. كلام البطريرك جاء في نهاية قداس الأحد الذي ترأسه مع غبطة المتروبوليت سابا متروبوليت وارسو وسائر بولونيا ومشاركة مطارنة من الكنيسة البولونية واليونانية والأنطاكية والآباء الكهنة والشمامسة وذلك في كنيسة الروح القدس في بياليستوك.
بعد نهاية القداس، رحب مطران بياليستوك ياكوفوس ببطريرك أنطاكية وسائر المشرق مشدداً على دور كنيسة أنطاكية في تاريخ المسيحية ومُذكّراً بأعلامها ومعالمها وقديسيها من بولس الرسول إلى أفرام ويوحنا الدمشقي ومؤكداً وقوف الكنيسة البولونية إلى جانب الكنيسة الأنطاكية في ظل ما تشهده منطقتها من أحداث. كما لفت سيادته إلى أهمية زيارة البطريرك في كشف صورة حية وصادقة لما يجري في الشرق من عنف وإرهاب واستهداف لكافة مكونات النسيج الاجتماعي.
من جهته شكر البطريرك حسن الاستقبال وأكد على العلاقة التاريخية التي تجمع الكنيستين وألقى عظة جاء فيها:
"لقد قلنا اليوم كلنا سوية بفم واحد وقلب واحد: "أبانا الذي في السموات" وهي من أقدس الصلوات التي أوصانا بها الرب يسوع في إنجيله. نحن ندعوه أبانا. وهذا يعني أننا إخوة. هو أب لي بمقدار ما أكون أنا لك أخاً. وأنت وأنا إخوة بمقدار ما نكون له بنين صالحين. وهذه البنوة والأخوة لا تعرف حواجز التاريخ والجغرافية، بل تستمد وجودها من أخوّة الإيمان وبنوّة الإنجيل ووحدة الأسرار. وما هذه الصلاة إلا أصدق تعبير عنها.
ننقل لكم تحية ومحبة إخوتكم في كنيسة أنطاكية، كنيسة سفر أعمال الرسل. ونطلب إليكم أن تصلوا من أجلها في هذه الأيام العصيبة التي تقاسي فيها ويلات الحروب خطفاً وقتلاً وتهجيراً وإرهاباً. صلوا من أجل سوريا ولبنان والشرق المعذب.
واعلموا أن لكم إخوة في كنيسة أنطاكية يصلون دوماً من أجلكم ويسألون من أجلكم كل سلام وبركة