hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

هل يكون آخر الدواء... هؤلاء هم مدخنو الحشيشة!؟

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لنتخيّل المشهد قليلاً. السلطة الحالية، بأركانها وقاماتها وزعاماتها، أبدعت في تكريس مشهديّة سورياليّة وحده اللبناني قادر على استيعابها والتكيّف معها. سلسلة الرتب والرواتب لفّت على أعناق اللبنانيين بدلا من أن تصل الى جيوبهم. عشرات الأشخاص يقطعون طريقا فيقطعون أنفاس عشرات الاف من "المعتقلين" داخل سياراتهم من دون أجهزة تبريد. صرخات الشارع لا تهدأ. نفايات واعتصامات الاساتذة، والمياومون، والمطالبون بحقوق منال عاصي و"أخواتها". فواتير المطاعم تكوي الجيوب. عتمة وفساد ونازحون بالملايين وطاولات حوار لا تنفع إلا في تمرير الوقت، وحكومة بجبهات مفتوحة...
وسط كل هذا الجنون، ثمّة من ينبش من الارشيف حلّا سحريا قد "يطرّي" الاجواء، وربما يساهم في حلّ سيل من الازمات. في حلقة ضيقة جمعت وجوها سياسية وإعلامية فتحت "سيرة" الحشيشة ومنافعها على... الدولة قبل "مزاج" اللبنانيين. الاراء تضاربت ثم تلاقت: هل يكون آخر الدواء... الحشيشة!؟
 حشيشة الكيف والبسط والانشراح. مصدر رزق شريحة من المواطنين الذين لم تعرفهم دولتهم يوما ولم تقدها الحشرية اصلا الى استكشاف مغاور همومهم ومطالبهم وتأمين زراعات بديلة منتجة تدرّ عليهم ما يمكن أن ينسيهم إغراءات العملة الخضراء الاتية من عرق جبين قطف نبتة الحشيشة وتصنيعها.
فتح هؤلاء على حسابهم، مرات كثيرة باشراف الدولة نفسها، ومرات اخرى بعيدة عن عصاها. تتذكرهم "على المواسم". مرة تغضّ العين عنهم، ومرة تقرّر معاقبتهم. داخل "حكومات الاذكياء" اتّخذ القرار مرارا بالعقاب. لا حشيشة بعد الان. هي تقول لكل من يُكوى بنار اداء الحكومات المتعاقبة الكارثي، ممنوع عليك الانشراح والبسط بعد الان. وان وسط كل هذه الفوضى والجنون، كفى "زهزهة"...
ينفّذ الهجوم على الحشيشة، تتلف النبتات، ويعلو الصراخ... ثم تتنزّه بعد أسابيع في مناطق البقاع الجردية الحدودية لتكتشف ان "مرشّات المياه" شغالة لريّ عطش نبتة القنب!
للمعلومات العامة فقط. الكثير من سياسيّينا يدخّنون الحشيشة. تحضر في سهراتهم الخاصّة والخاصّة جدّاً. وتكرّ السبحة لتطال ابناء السياسيين واقاربهم. ابناء رجال الاعمال وعائلات النخبة والطبقات الاجتماعيّة المرفّهة وأصحاب الملايين والمليارات وصولاً الى فقراء لبنان مروراً بميسوري الحال وحاملي لقب الطبقات المتوسطة.
الجميع يدخن حشيشة، لكن بالخفاء. ومن وقت لاخر تقرّر الحكومات ان تمنع اللبناني من "الزهزهة". في الشكل تحضر هيبة الدولة، لكن في المضمون، سجائر الحشيشة تتوافر وبكثرة على الرغم من "كبسات التلف" التي تتمّ من وقت لاخر. هي مخبأة في الزوايا، وجاهزة للاشتعال بأي وقت.
الحشيشة ممنوعة قانوناً صحيح (مع العلم أنّها مسموحة في أرقى دول العالم). وكل ما هو ضدّ القانون يوجب منعه. هذا صحيح ايضاً. الاهم ان كاتبة هذه السطور من مناهضي التدخين والداعين الى منعه على امتداد كوكب الارض وليس فقط في الاماكن العامة، وبالتالي لا تختزن هذه السطور أيّ تشجيع مبطّن حتى على التدخين "الشرعي".
لكن ماذا لو اقترحنا على حكومتنا الكريمة ترتيب اولوياتها. فلتبدأ بالملحّ والعاجل والذي لا يحتمل التأجيل ويتقدّم في أولويته على رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب وهوية ساكن السرايا العتيد... شرّعوا الحشيشة وزراعتها وأعدوا اقتراحات القوانين التي تتيح الاستخدامات الطبية لها او تصديرها الى دول العالم لتأمين وفر للخزينة يسدّ جزءا من الدين العام بدلا من "تهريبها" خلسة عبر المطار "ببلاش"، أعقدوا جلسة يتيمة تسبق انتخاب الرئيس. قولوا ان الحشيشة ثروتنا الوطنية قبل النفط والغاز. سنحميها برموش العيون ونقوننها طالما ان القنب قد يصنع المعجزة. نشرّعها لنسدّ الدين العام... وليحشّش اللبنانيون في دولة محشّشة أصلا !
 

  • شارك الخبر