hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ماري حدشيتي

خطّة إنقاذ.. وإلاّ الفوضى والهلاك

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٦ - 06:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

يشير احد الاوساط بان لبنان يغرق ويحترق، والسياسون لاهون مشغولون في مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية كل واحد له رؤيته الخاصة والتي تنطلق من مصلحته الخاصة بعيدا عن مصلحة لبنان واللبنانيين. وهكذا تتضارب هذه التوجهات وهذه المبادرات وبالتالي الضحية لبنان واللبنانيون وتزداد معاناة اللبنانيين وتزداد آلامهم. ومنذ سنوات عديدة لم يحصد المواطن اللبناني غير الفقر والجوع والمرض وسوء الخدمات والموت والفوضى في الوقت نفسه يزداد المسؤولون ثروة وتخمة في كل المجالات، في العقارات، في الارصدة، في السفرات والحفلات، في التبذير والاسراف وفي كل مجالات الرذيلة والفساد حتى جعلوا من لبنان مصدر ومنبع كل فساد وكل رذيلة .
وتتساءل الاوساط، متى يشعرون بمعاناة اللبنانيين متى يحسون بآلامهم متى يلتفتون اليهم ؟ ومتى يشبعون من جمع المال وبناء وشراء القصور و... ؟ وليعلموا بان هذه الاموال ستكون نيراناً تحرقهم وهذه القصور سجوناً وقبوراً لهم في حال استمروا على هذا المنوال. وهذا الشعب الذي اختارهم وصفق لهم سيرفضهم ويذلهم كما أذلوه. ويومها سيندمون ويطلبون الصفح ولكن هيهات. ومع ذلك تقول الاوساط بان امام المسؤولين جميعا فرصة ومن الممكن انقاذ اللبنانيين اذا ما رغبوا بذلك اولا التخلي عن المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والانطلاق من مصلحة ومنفعة لبنان واللبنانيين. وثانيا التخلي عن النزعة الطائفية الدينية العشائرية القومية والتمسك بالنزعة اللبنانية وعلى كل مسؤول ان يقول لبناني انا، وانا لبناني. ثالثا عقد اجتماع يضم كل السياسيين اللبنانيين المتنفذين وغير المتنفذين الذين يؤمنون بالعملية السياسية ومؤمنين بان لبنان حر ديمقراطي موحد تعددي. رابعا وضع خطة واحدة وبرنامج واحد لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان من الفساد والفاسدين ومن الارهاب والارهابيين. خامسا التحرك جميعا لتطبيق هذه الخطة وهذا البرنامج بعزيمة واخلاص وصدق وتضحية ونكران ذات. سادسا وضع عقوبات رادعة ضد كل من يقصر ومن يهمل ويعجز عن تطبيق وتنفيذ ما في هذه الخطة او هذا البرنامج حتى لو كان هذا غير متعمد.
وتختم الاوساط بالقول من المعروف أن الدواء مر، ومرارته لا تمنع تناوله، أو تحول دون حتمية استخدامه. وأينما وجد الداء وجد الدواء. ومن يرغب في التعافي والشفاء لا بد له من تناول الدواء، طوعاً أو كرهاً، وإلا عرض نفسه للهلاك. ولعله يكون من المفيد الولوج بالعمل بالبنود الستة المذكورة اعلاه، حتى نتفادى مطبات تحكيم الهوى فيما نحب أو نكره، ونصبح عرضة لماضغي «الظلط» من المحبين، أو لمتمني الغلط من الكارهين لأننا في لبنان نميل إلى هذا الإتجاه من المضغ أو التمني بعيداً عن الموضوعية الواجبة. ونحن كالمرضى لم نعد نملك رفاهية الإختيار، بين العلاج وعدمه. وأصبح الداء من الوضع المتردي ومن طول مكوثه فينا، لا يحتمل سوى التدخل الجراحي، بعد أن فشلت المسكنات والمهدئات، وأضحى العلاج الكيماوي من فرط تعاطيه سموماً قد تخفف حدة الآلام والأوجاع مؤقتاً، وهي لم تعد كذلك لأن الجسد اعتادها إلا أنها لا تعالج فينا أصل الداء. ولا بد أن ندرك كمجتمع أنه إذا كان الدواء مراً علقماً، فلا ريب أن الداء أدهى وأمر. والمثل الشعبي يقول بأنه «ألم ساعة، ولا كل ساعة، وألم اليوم ولا ألم العمر».

  • شارك الخبر