hit counter script

مقالات مختارة - عيسى بو عيسى - الديار

الرئاسة: عودة الى الصفر

الأحد ١٥ آب ٢٠١٦ - 07:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عيسى بو عيسى - الديار
كل من كان يعمل بشكل جدي على التسوية الرئاسية خصوصا من اللبنانيين تبين له وللرأي العام انه مجرد عن كمية من التخمينات والتنجيمات يحملها في جعبته وفق قاعدة غب الطلب، وتشير كافة التوقعات الحالية وما سبقها من تحليلات تبناها الكثير من السياسيين ان الاتفاق مبني في اطار مغاير فحواه ان هذه التخيلات التي كانت تراود البعض عمدت الى تصديق كذبتها بفعل الواقع المغاير الذي ظهر جلياً خلال الايام الثلاثة الماضية، وهي تتلخص بعدم معرفة معظم الساسة اللبنانيين باي تطور رئاسي لا محلياً ولا اقليمياً وان كافة الرهانات الفارغة باءت هي نفسها الى الفشل لانها ليست مبنية على معلومات او تسريبات حتى من اية سفارة اجنبية في لبنان ولا من قبل اي موفد عربي او غربي بل مجمل الامر حسب مصادر سياسية عليمة ان البعض من سياسي هذا البلد يرسمون سيناريوهات رئاسية من نسج الخيال ناتجة اما عن مضمون عشاء ما او غداء في احد المنتجعات مشيرة الى ان الرئاسة في مكان والحقيقة في مكان آخر بعيد عن الواقعية ذلك ان التطلع الحالي ينصب على تمرير المرحلة الامنية التي تهدد البلاد بشكل حقيقي بعيداً عن الشائعات بل ان مجمل المعلومات الواردة من اكثر من مصدر امني محلي واقليمي تشير بمعظمها الى ان قراراً اقليمياً تم اتخاذه مؤخراً بالمواجهة ولو على الساحة اللبنانية حتى الرمق الاخير، وتأخذ هذه المصادر بالحسبان ما يتم تداوله من كلام لم تتضح معالمه سلباً او ايجاباً حول قرار مضاد ايضاً بالمواجهة وتقرأ من خلال المعطيات التي لديها ان لبنان قادم بشكل اكبر على تطورات دراماتيكية قاسية على كافة الصور وفق التالي:
اولاً: فجأة ومن دون مقدمات وحين كان الجميع ينتظر بلورة رد تيار المستقبل على ما طرحه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول امكانية الحوار اقله في الشأن الرئاسي ظهر في هذه الاونة بالذات كلام تصعيدي من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق والذي كان من المفترض ان يشكل قناة حوار بين المستقبل والحزب حيث نعى ما تقدم به نصر الله من خلال الهجوم على سرايا المقاومة بشكل عنيف مما يدل دلالة واضحة على ان تيار المستقبل غير معني بكل ما سيق من مبادرات سابقة من كافة الاطراف.
ثانياً: ان فريق الثامن من آذار ومعه العماد ميشال عون يعولون على انتظار جواب من الرئيس سعد الحريري بخصوص كل ما تقدم ولكن كلام المشنوق يبدو انه نسف كل مرحلة الانتظار وبالتالي فان كلام وزير الداخلية يعبر بصفة رسمية عن مواقف المستقبل وبالتالي الراعي الاساسي لهذا التيار وهي السعودية التي برهنت بعد سلسلة الحوارات الداخلية، انها الامر والناهي فيما يختص القضايا اللبنانية اقله لجهة تيار المستقبل ليتبين ان الرئيس الحريري ليس بامكانه اعطاء كلمة نهائية في القضايا الحساسة دون العودة الى السعودية والذين كانوا يطالبونه بموقف من ترشيح العماد عون للرئاسة كانوا يعلمون ان القرار في الخارج، وهذا الامر ينطبق ايضاً على مجمل الاحزاب والتيارات في لبنان.
ثالثاً: بعيداً عن التكهنات الرئاسية والحلول فان هذه المصادر تجزم ان المدة المتبقية من الصيف سوف تشهد تصعيداً أمنياً وسياسياً لا مثيل له يتزامن مع القرار الروسي - الايراني بانهاء مسألة مدينة حلب وريفها لصالح النظام في سوريا مما يجعل ترددات المعركة هناك يصل صداها الى الساحة اللبنانية على الصعد السياسية والامنية والاقتصادية.
رابعا: ان بداية الشهر المقبل سيشكل مأساة اعادة التلامذة والطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم وهذه بحد ذاتها معضلة اقتصادية سوف ترتد مفاعيلها على واقع ازدياد العمليات الاجرامية وتفلت الامن على خلفية العوز والفقر ووجود ملايين النازحين السوريين على الاراضي اللبنانية ليترافق كل هذا مع افلاس شركات كبيرة ومؤسسات تطيح بموظفيها الى الشارع عدا عن ازمة النفايات والدفاع المدني والاساتذة والمتعاقدين وسلسلة الرواتب... وتتحدث هذه المصادر عن كثرة المهرجانات في المناطق اللبنانية التي لم تحجب رغم نجاحها الواقع الاقتصادي المتردي يضاف اليه امر الحكومة المتزعزعة في كل حين بحيث يبدو البلد متروكاً فقط في ادارته على الصعد كافة للقوى الامنية وعلى رأسها الجيش اللبناني وهو المؤسسة الوحيدة المتقدمة في تأمين الامن لكل اللبنانيين، وفي مطلق الاحوال فان هذه المصادر تتحدث عن العودة الى ما دون نقطة الصفر.

  • شارك الخبر