hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - رولا عبد الله - المستقبل

من يطفئ النار...؟

الأحد ١٥ آب ٢٠١٦ - 07:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رولا عبد الله - المستقبل
كما في أحوال البلد، كذلك في الحرائق، الحلول والاستراتيجيات عالقة عند حدود الرقم 13- وهو الجزء الأخضر المتبقي من لبنان، تقضمه مواسم الحرائق دورياً، تأتي عليه الألسنة بالحسرة والتباكي، وليس في الأيدي سوى انتظار ما يمكن أن تحمله الرياح من هبّات ساخنة أو باردة.. أمّا من يطفئ النيران من جبال أكروم شمالا إلى المحميات والغابات والأحراج جنوباً وجبلاً وبقاعاً فالأمر يسير على المنوال اللبناني: «سارحة والرب حاميها»، وعلى الوتيرة اللبنانية: «ما نفع طوافات إهماد الحرائق التي وصل ثمنها الى 15 مليون دولار طالما أنها تفتقر الى الصيانة وموازنة خاصة«، وعلى المعطى الثابت والممدد له: «البلد عالق في التعطيل.. ولا يهم إن بقي أخضر حلو أو غدا أرضاً محروقة«.

وفي احتساب لبنان الأخضر، الحرارة في وتيرة تصاعدية، الحرائق بالجملة، خراطيم المياه على الجبهات، الطائرات المروحية غير المخصصة لإهماد الحرائق تجوب في الأجواء.. كأن البلد في حرب أعلنتها الطبيعة بمواسم ووجهات ومؤازرة أياد مهملة في اقتطاعها أحراج عتيقة تحن لأغنية ولصوت يصدح بذاك ال»لبنان» الأخضر الحلو بتلاله وحقوله وجناه وغلاله وحكايات القلب والضيعة ل»الزراعين اللي بيعطوا أحلى حكاية».

هي حرب شرسة، ولا تقل ضراوة في المنطقة عن الحروب الباردة، وتلك الملتهبة بالبارود والرصاص، إذ بأي عبق يطل لبنان بلا خضرته وكرومه؟ وأي هوية يظهّرها للسائح حين تغدو جروده أرضاً «قرعاء»محروقة، وحين تتخم وديانه برزم النفايات المنزلية والصناعية، وحين تصبح الطرقات الجبلية القدومية مسدودة بتراكمات الزجاج والتنك والبلاستيك، وأول ما تلتهب تشعل شجرة ومعها أشجار الأرز والصنوبر والسنديان وتأخذ الحشائش في طريقها.

وبرغم النداءات والحملات على غرار هاشتاغ «بس ما تولعها»، وتمنيات واستراتيجيات خضراء وعاجلة، أمسيات آب اللهاب جاءت محتقنة بأدخنة أجمل الأحراج، وللأمس القريب كانت تلك المساحات الخضراء واحات غنّاء تختلط فيها روائح النباتات العطرية بالأشجار وبزقزقة العصافير وخرير مياه الأنهار الجارية.. فأي المشهدين تخبّئه المواسم الراكدة تحت الجمر؟. سؤال مرفق بتحاليل بيئية تربط بين الهواء اللبناني الذي بات مثقلاّ بمادة «الكبريت»، وتشبع النباتات بها ما يجعل من الأوراق مادة قابلة للاشتعال ما أن تحتك الورقة بأوراق مجاورة...«، والتحليل نفسه ينطبق على أحوال البلد في السياسة: مسموح الحوار ممنوع الاحتكاك ..

  • شارك الخبر