hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الجامعة الأميركية في بيروت نعت العميد السابق توماس ساذرلاند

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٦ - 12:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نعت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) العميد السابق فيها الدكتور توماس ساذرلاند، الذي توفي ليل الجمعة في ولاية كولورادو، في الولايات المتحدة الأميركية عن خمسة وثمانين عاماً.

وقد شغل الراحل منصب عميد كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة من العام 1983 حتى العام 1985 حين اختُطف خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وبقي مُحتجزاً لأكثر من ست سنوات.

وكان الدكتور ساذرلاند قد التحق بالجامعة مع زوجته جين آن موراي التي درّست اللغة الإنكليزية فيها. وهما انضمّا إلى الجامعة في وقت كان لبنان فيه يتخبّط في حالة من عدم الاستقرار، وكانت الحرب الأهلية في عامها التاسع والاحتلال الإسرائيلي في عامه الثاني.

في زمن الفوضى والنقص في المرافق والغذاء، كان الدكتور ساذرلاند كان قد وضع نصب عينيه إحداث فرق، لذلك استحصل على إجازة من تدريس علوم الحيوان في جامعة ولاية كولورادو فورت كولينز، وانضم إلى الجامعة الأميركية في بيروت.

كعميد ركّز الدكتور ساذرلاند على الحفاظ على استمرار كليته في العمل على الرغم من عدم الاستقرار السياسي. ورتّب مع الرئيس مالكولم كير تطوير برنامج زراعي ليُدرس في القسم الشرقي من بيروت كجزء من برنامج الجامعة خارج الحرم الجامعي للطلاب الذي منعتهم الحرب من القدوم إلى الحرم الجامعي الرئيسي في القسم الغربي من العاصمة. ومع الدعم المالي المتوفّرعن طريق نائب رئيس الجامعة في ذلك الوقت عبد الحميد حلاب، حدّد الدكتور ساذرلاند أولويات مهمته من حيث إعادة بناء وتأهيل مبنى الكلية، ومزرعة الجامعة في سهل البقاع حيث أحدث القصف أضراراً جسيمة.

وقالت الدكتورة نهلا حولاّ، وهي حالياً عميدة الكلية: "قيادة الدكتور ساذرلاند المتميّزة لكلية العلوم الزراعية والغذائية لعبت دورا أساسيا في تعزيز تميّز الكلية خلال الأوقات الفائقة الصعوبة، الأمر الذي جعله يحظى باحترام كبير من قبل أساتذة وطلاب الكلية وأسرة الجامعة الأميركية في بيروت. كان رجلاً رؤيوياً ونزيهاً وموضوعياً، ورؤوفاً". وقالت الدكتورة حولاّ أن الفضل في مسيرتها المهنيّة يعود إلى الدكتور ساذرلاند الذي اختارها كأستاذة في دائرة التغذية وعلوم الطعام في الكلية ".

يُذكر أن الدكتور ساذرلاند كان أول من أعاد الطلاب إلى المزرعة الاختبارية في البقاع بعد غياب طويل فرضه الوضع السياسي. وهكذا أصبحت آليات المزرعة والزراعة والحصاد مألوفة لديهم.

وقد عُرف الدكتور ساذرلاند بالتزامه بطلابه، وكان يتأخّر أحياناً عن اجتماعات في كولدج هول لانشغاله بحوارات طويلة مع الطلاب خارج مبنى الكلية في القسم الأسفل من الحرم الجامعي. وفي مقابلة مع مجلة الجامعة ماينغايت، في العام 2008 قال: "كانوا يعلمون أن شكواهم وحججهم ستكون موضع إصغاء".

في تلك المقابلة، استعاد الدكتور ساذرلاند انطباعه عن طلاب الجامعة الأميركية في بيروت فقال: "الطلاب في الجامعة الأميركية في بيروت، وبصراحة، كانوا أفضل تدريبا وأكثر ذكاءً من الطلاب الذين كنا معتادين على تدريسهم. كانت المشاركة في إحدى الجامعات الخاصة، حيث يتم اختيار أفضل الطلاب وألمعهم، أمراً مثيراً للغاية. لقد أُعجبت فعلاً بمواهبهم وقدراتهم. وأنا أقول ذلك بصدق". وبقي الدكتور ساذرلاند على تواصل مع طلاب الجامعة الأميركية في بيروت عبر زياراتهم له في ولاية كولورادو، وبشكل غير مباشر من خلال الجهود الخيرية التي موّلها مع زوجته.

وغالباً ما اعتُبر الدكتور ساذرلاند رمزاً لبلدة فورت كولينز. ووصفه كثيرون بالصامد، والبطل، وحامل نبراس الأمل. وقد كرّم في وقت مبكر من حياته المهنية بنيله جائزة المعلم المتميز من الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان في العام 1975 كما نال جائزة هاريس غارد للخدمة المتميزة في التدريس من جامعة ولاية كولورادو في العام 1976. وفي العام 2014، كرّمته الجامعة ذاتها بمنحه ميدالية يوم المؤسسين تقديراً لجهوده وجهود زوجته في خدمة الجامعة، وفورت كولينز، والتعليم العالي في جميع أنحاء العالم.

وقالت العميدة حولاّ: "لقد كان الدكتور ساذرلاند لفترة طويلة داعماً للجامعة الأميركية في بيروت ولكلية العلوم الزراعية والغذائية فيها، وأسّس جائزة سنوية باسمه تُمنح لمن يتميَزون في الدراسات العليا وفي مرحلة البكالوريوس. تفاؤله وشجاعته ألهما الآخرين وأثّرا بهم. وميراثه القائم على الرأفة يستمر معنا".
 

  • شارك الخبر