hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ابراهيم درويش

هكذا انتقمت من الضفدع!

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٦ - 06:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تمكنت في نهاية الاسبوع الماضي من التقاط ضفدع بجانب منزلي في الريف بعدما استفزني صوته ولونه وشكله…
تربصت به، وأحطت به من كل الجهات بشكل يفوّت عليه اي فرصة للفرار، في وقت كنت اتلذذ في محاولاته اليائسة للتملص من قبضتي.
حتماً هو كان يدرك غرائزيا أن سيئاً سيصيبه، كان الامر يروق لي، ضعفه كان كفيلاً بدغدغة فائض القوة لديّ، أنا المتحكم الاوحد هنا، وهو العاجز الضعيف.
أمسكته برقة بين اصابعي المتعطشة لهذه اللحظة، افرغت ما لزم من المادة اللاصقة السريعة المفعول على مساره المحتم، ورحت اراقب انزلاقه الى قدر قررت العبث به، فيما يحاول عبثاً الفكاك من براثن القدر الذي قررت أن اعبثَ به .
اخيرا تسمر امامي، بعد أن تحولت حركته غير المنتجة الى نداء استغاثة "هزيل ومضحك"، ولكن هيهات لرجولتي ان تهتز لمساعي ذلك الضفدع المتمسك بالحياة!
في مطبخنا ساطور فضي براق جديد، يصلح لأن يكون عاملاً مساعداً في هذه اللعبة الممتعة، أحضرته من دون تلكؤ لكي لا يغافلني الموت ويسبقني اليه، رفعت يدي عاليا نحو الرب مقدما له هذا القربان، ثم هويت بيدي القابضة على الساطور فوق مؤخرته ففصلتها عن باقي جسده، الضربة الاولى اعطتني زخما أكبر فعاجلته بضربة ثانية، وثالثة، رافعاً من منسوب المتعة والأدرينالين واستمريت على هذه الحالة حتى حولت الضفدع الى اشلاء.
على بعد امتار مني، كان الاهل يشاهدون باستغراب تصرفي، منتقدين ما اقدم عليه. جميعهم صنفوا فعلي وحشياً واجرامياً .
قالوا قولهم، وانصرفوا الى متابعة ما كانوا يفعلونه، وكأن شيئاً لم يكن، فالضفدع قد مات والساطور ذو الشفرة الحادة أبعد ما يكون عن رقابهم.
للقارئ الحق في اعتبار الكاتب معتوهاً او مختلاً وحتى مجرماً وحشياً، قد يتأثر وقد تدمع عين البعض على الضفدع المسكين، قد يتناقل البعض بمقت واشمئزاز هذه الرواية، ولكن حتماً ستسقط هذه الرواية من بالهم بعد ساعات قليلة او أيام على ابعد تقدير.
حتماً، هذه الرواية هي من بنات الخيال، وحتماً انا أملك الجرأة لاعترف انني افتقد القدرة على تعنيف ضفدع لأجل متعة، ولكن الامر المحتم ايضاً ان ما حل بالضفدع في فيض الخيال، هو تماما ما يحصل مع العشرات من بني الانسان يوميا، حيث يستمتع الدمويون بحز رقبة فريسة يختارونها، بلا ان يهتز رمش للعالم، في وقت تتفشى هذه الظاهرة يوماً بعد يوم في كافة انحاء العالم، ليصبح القتل والتنكيل فناً ونهجاً يحتذى ويتوارث، وفي وقت يسارع العالم الى الاستنكار والادانة والرفض، تغيب اي خطط أو استراتيجيات جدية لمواجهة هذا الفكر، ووضع حد للنزيف الدموي المنسكب فوق ثرى التوحش والحقد.
 

  • شارك الخبر