hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

كرامي في حفل تكريمي لطلاب المشاريع: نعتز بالخط المعتدل للجمعية

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٦ - 13:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام فرع "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" في الشمال، برعاية الوزير السابق فيصل كرامي، عشاء واحتفالا تكريميا لطلاب مدارسها في طرابلس والبداوي، ثانوية الثقافة الإسلامية وثانوية الثقافة النموذجية ومعهد الثقافة للدراسات التقنية، لمناسبة النجاح في الشهادات الرسمية ومعدلات التفوق المرتفعة، في حضور نبيل الصوفي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير السابق سامي منقارة، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي، ايلي عبيد ممثلا الوزير السابق جان عبيد، النائبين السابقين عدنان طرابلسي وعبد الرحمن عبد الرحمن، عضو المجلس البلدي توفيق العتر ممثلا رئيس بلدية طرابلس احمد قمرالدين، نائب رئيس الجمعية الشيخ الدكتور عبد الرحمن عماش، مدير فرع الجمعية في الشمال الدكتور طه ناجي، ممثلين عن نقابة أطباء الأسنان، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة، وأعضاء مجلس بلدية طرابلس ومجلس بلدية الميناء الحاليين والسابقين، مدير التربية في الجمعية أحمد شقير، حشد من ممثلي الجامعات والشخصيات ورؤساء جمعيات.

بعد آيات من القرآن والنشيد الوطني، كانت كلمة الطلاب الناجحين باللغات الثلاث، ثم ألقى الدكتور طه ناجي كلمة وجه فيها الشكر لكرامي، وقال: "كل عام تتراصفون في مهرجان النجاح وتتكاملون حروفا عربية لتؤلفوا كلمة طيبة في سطر جمعية خيرية صاحبة صفحة مجد في كتاب تاريخ الوطن والأمة، جمعية المشاريع بنت وقدمت لتكون مثل الغيث ينفع حيث يقع، نتكامل في المجتمع مع كل من له في الصلاح والإصلاح مسلكية، ومن تجمعنا به معاني الاعتدال والوسطية، فالاعتدال صراط مستقيم وطريق قويم، والتطرف دمار مطلق وخطر عظيم وإذا كان باسم الدين فهو فجور ومروق أذاه جسيم، لم يدخل في نسيج مجتمع إلا فرقه، ولا في وطن إلا شرذمه وقسمه، ولا يستأصل إلا بالعلم الصافي والتدين الحق ونشر الفضائل وممارسة الاعتدال في القول والعقد والعمل".

ثم ألقى كرامي كلمة هنأ فيها "جمعية المشاريع على النتائج المميزة التي تحققها مدارسها". وتناول قضايا سياسية محلية والوضع العام في المنطقة، وقال: "في زمن الفرح القليل، يسعدني أن نسترق هذه الساعات، وأشارككم فرح النجاح والانجاز الطيب، وفرح الأمل بجيل واعد، وفرح مرضاة الله عز وجل. ان النجاح الذي حققه طلاب مدارس جمعية المشاريع الخيرية الأسلامية في الشمال، وتحديدا في طرابلس والبداوي، هو الزرع المثمر في أرض طيبة، وهو النتيجة المشرفة التي يتشارك فيها القيمون على جمعية المشاريع، وادارات هذه المدارس، والهيئة التعليمية، والطلاب وذووهم. ولكم مني جميعا أطيب التبريكات، وللأخ والصديق الحاج طه ناجي أطيب التهاني بنجاح جميع طلاب مدارس الجمعية في الأمتحانات الرسمية، وإن هذا استثمار في المستقبل، وهو استثمار مشكور ومبروك ونحتاجه في المجتمع والمدينة والوطن".

أضاف: "يحضرني في هذه اللحظة، أمران لا بد من التطرق اليهما. الأول، موجة اتهامات رافقت الانتخابات البلدية قبل نحو شهرين. كان من بين هذه الاتهامات خطاب يعيرنا كلائحة توافق بأننا نتحالف مع جمعية المشاريع. ويومها لم نرد. أرد الآن وأقول إن ما تعيروننا به، هو مصدر فخر لنا. نعم نحن أصدقاء وأحباء وأبناء مدينة واحدة مع هذه الجمعية التي قدمت اليوم للمدينة ثلة من الشباب المتفوق.
نعم، نحن أصدقاء وأحباء مع جمعية تنتهج مفاهيم الأعتدال والسماحة والعقل الرشيد في التربية الدينية الصالحة للأجيال.

أما ما يتعلق بالانتخابات البلدية التي اجتمعنا فيها ضمن لائحة التوافق، فنحن كتيار سياسي لدينا تراث ونهج لا نحيد عنهما في كل انتخابات مضت أو ستأتي. نحن نتحالف فوق الطاولة، ونفخر بتحالفاتنا، ونفعل ما نقول، ونفي بما نعد، ونلتزم أقصى الأخلاقيات في اللعبة الديموقراطية. وهو أمر يستغربه حتما أصحاب الأتهامات وسواهم، لأن اللعبة بالنسبة اليهم هي فعلا لعبة، ولا أخلاق ولا قواعد لها، وكلهم اتصلوا سرا ومن تحت الطاولة بجمعية المشاريع، ولن أذيع أسرارا ليس من حقي أن أذيعها. ولكن نحن والمشاريع نعرف كل هذه الحقائق.

والثاني يتعلق بكم كجمعية إسلامية. واني أقول لكم ما تعرفونه حتما، وهو أن مسؤوليتكم اليوم كبيرة جدا، ودوركم لم يعد يقتصر على تقديم صورة مشرقة للاسلام، وعلى تربية الأجيال على الأيمان والصراط المستقيم.
دوركم ودور كل المسلمين هو في تأكيد حقيقة ديننا الحنيف بوصفه دين الاعتدال والتعايش والتسامح والرقي الحضاري.
لا نملك في مواجهة التشويه الممنهج الذي يتعرض له الأسلام والمسلمون، سوى أن نكون مسلمين حقيقيين ومؤمنين ومتمسكين بالحق والعدالة والخير، وأوفياء لتراثنا العظيم في السماحة والاعتدال، والتبرؤ من كل ما يجري باسم الاسلام والاسلام براء منه. وكما قال عمر كرامي، عام 2009، في أمر ديننا نحن كلنا سلفيون. والسلف الصالح هو خير مدرسة للرشد والوسطية والاعتدال والعيش مع الآخر".

وتابع كرامي: "استوقفني هذا الأسبوع البيان الرئاسي الذي سيصدره مجلس الأمن الدولي عن لبنان. وصدقا، لم أعرف ان كان قد صدر أو لم يصدر بعد، فهو بالنهاية بيان لا قيمة قانونية له، ولا يختلف عن أي مقال سياسي، مع فارق مضحك أنه صادر عن جهة مهمتها الوحيدة حفظ السلم والأمن الدوليين بكل الوسائل.
هذا البيان الرئاسي يقدم لنا النصائح والارشادات حول كل شؤوننا الداخلية. أولا انتخاب رئيس جمهورية، ثم تفعيل عمل البرلمان والحكومة، والتشديد على النأي بالنفس عن الأزمة السورية، والتحذير من تفاقم أزمة النازحين السوريين، وصولا الى التزام اعلان بعبدا. والغريب ان مجلس الأمن خبير بكل السياسة الداخلية اللبنانية، الا في الملف الأهم والموضوع الأهم، وهو اقرار قانون انتخابات نيابية يعيد الأنتظام الى الحياة السياسية والمؤسسات الدستورية في لبنان".

ورأى أن "أي حل للأزمات السياسية يبدأ من قانون الانتخابات، ويبدو أن السياسيين اللبنانيين قصروا في توضيح هذه الحقيقة للجهات الدولية المهتمة بلبنان واستقراره، ولن نستنتج غير ذلك. لكننا نؤكد أن لا عودة الى قانون الستين، ولا قيامة للبنان بدون قانون على قاعدة النسبية".

وقال: "هناك عنوان آخر بالغ الأهمية، يعود هذه الأيام الى الواجهة. أقصد ملف النفط والغاز، في الأرض وفي البحر. وقد شهدنا قبل فترة اتفاق فريقين سياسيين حول هذا الموضوع، كما بدأ مجلس الوزراء يعيد نبش المراسيم والتلزيمات المتعلقة باستخراج النفط والغاز. يهمنا هنا أن نقول إن ثروة لبنان، ولا سيما البلوكات البحرية على امتداد الشاطئ اللبناني، هي موضع أطماع كثيرة، بدءا من الكيان الصهيوني الذي يدعي حصة له في أحد البلوكات، مرورا بالشركات الأجنبية التي وضعت شروطا مجحفة لا يمكن القبول بها، وصولا الى بعض السخافات اللبنانية التي توزع هذه البلوكات بشكل مذهبي وطائفي. الثروة ثروة لبنان وكل اللبنانيين. ووظيفتها انقاذ جيل المستقبل من المديونية العامة، واطلاق ورشة انماء وانتاج وخلق فرص عمل، وتأمين الحماية للنقد اللبناني ما يعيد الاستقرار الاجتماعي والمعيشي مع استعادة الليرة لقيمتها الشرائية الحقيقية".

وأكد أن "أي تعامل مع هذه الثروة خارج هذه الشروط هو نهب للشعب وللأجيال الجديدة، وهو ما لن نسمح به، ولن يكون".

وسأل كرامي: "هل تعرفون ما الذي يحمي هذه الثروة؟ انها قوة لبنان التي تحمي الغاز والنفط، وإلا لكانت اسرائيل قد بدأت عمليات النهب سرا وعلنا. والى جانب قوة لبنان، فإن وحدتنا كلبنانيين في كل ما يتعلق بقضايانا الوطنية الكبرى وبمصالحنا الوطنية العليا، هي صمام الأمان لحماية ثروتنا التي نعول عليها في مسيرة بناء الغد".

أضاف: "قد يقول قائل إن ما يجري في المنطقة والعالم، قد يسبب الحيرة أو الالتباس أو الضياع. نحن نقول إن أهل الثوابت لا يحتارون ولا يلتبس عليهم شيء ولا يضيعون، والثابتة الأولى في هذه المحنة الكبرى هي القضية الفلسطينية، والصراع العربي الأسرائيل، ومعركة استرداد الحقوق والكرامات. لمن يرون اليوم أن القضية في مكان آخر، أقول لهم إن العدو الأسرائيلي أعلن قبل يومين عن بدء مشروع استيطاني ضخم في القدس، وفي المدينة القديمة تحديدا وعلى تخومها، وبجوار المسجد الأقصى وكل المقدسات. هل يعرفون ماذا يعني ذلك؟ انه الغاء عملي لهوية القدس العربية، الأسلامية والمسيحية. هل هناك أولوية لعربي أو لمسلم أهم من هذه القضية؟ أطرح السؤال، والجواب معروف: لا!
ليس هناك أولوية دينية وقومية ووطنية وأخلاقية، قبل القدس".

وشدد كرامي على ضرورة دعم الجيش، وقال: "نحن لا نضيع البوصلة، لا قوميا ولا وطنيا. وهذا يوجب علينا تأكيد وقوفنا مع الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية، في المهام الوطنية الكبرى التي تقوم بها، رغم معاناة المؤسسة في التجهيز والتسليح.
لقد أثبت هذا الجيش الوطني كفاءة مشهودة في التصدي للأخطار التي يتعرض لها الوطن، ودعوني أصارحكم ان ما كان ينقصه غير التجهيز والتسليح، هو الدعم السياسي، ولن أسميه الغطاء! لقد أخطأ الكثير من اللبنانيين حين عرقلوا عمل الجيش ولكن الرجوع عن الخطأ فضيلة".

وختم مجددا مباركته للمشاريع، بالقول: "أبارك لكم الانجاز الطيب والعمل الصالح، وأبارك لطرابلس بأبنائها المتفوقين الناجحين في الشهادات الرسمية وفي الحياة وبناء المستقبل الأفضل بإذن الله. وأشكر الداعين والمدعوين فردا فردا، وأتمنى أن تستعاد دائما هذه الأمسيات الطيبة في المدينة".

ثم سلم الدكتور ناجي والخريجون درعي شكر وتقدير للوزير كرامي الذي سلم بدوره درعا لأحمد شقير تنويها بجهود كل التربويين والمعلمين العاملين في مدارس المشاريع.

كذلك قدم كرامي وطرابلسي وناجي أوسمة التقدير المذهبة للطلاب المتفوقين والناجحين في مدارس المشاريع.

وتخلل الحفل شريط مصور بعنوان "لفتة وفاء" عبارة عن هدية للسيدة مريم عمر كرامي التي رعت على مدى أعوام احتفالات تكريم خريجي المشاريع.
وقدمت أوسمة تقدير وشكر لمديري المدارس الثلاث عرفانا بجهودهم وتقديرا لكل ما بذلوه لتحقيق هذه النتائج.

وكانت مشاركة فنية رائعة لفريق المشاريع لإنشاد التراث.
 

  • شارك الخبر