hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

الأمير طلال بن عبد العزيز يرعى حفل تخرج الجامعة العربية المفتوحة

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٦ - 11:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيت الجامعة العربية المفتوحة حفل تخرّج دفعة العام 2016 برعاية الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند). وأقيم الحفل في مركز البيال. ومثل دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ تمام سلام معالي وزيرة المهجرين القاضية أليس شبطيني وكان خطيب الاحتفال الوزير السابق الدكتور جهاد ازعور، وحشد من الفعاليات السياسية والامنية والشخصيات التربوية والاجتماعية والثقافية واهالي الخريجين.
ألقت الدكتورة سركيس كلمة اضاءت فيها على مشاريع الجامعة المستقبلية بما فيها افتتاح اختصاصات جديدة كما وذكّرت بالفروع الجديدة التي ما زالت تنتظر قرار الوزارة ومجلس الوزراء في مختلف المحافظات اللبنانية.
فمنَ النَّاحيةِ الأكاديميَّةِ ومنْ ضِمْنِ الاستراتيجيَّةِ الحاليَّةِ للجامِعَةِ فالتَّركيزُ ما زال على ضَمانِ الجودةِ، وتجديدُ الإعتمادِ البريطانيِّ، وقالت هذا العام هو عام تجديد الإعتمادِ للمرَّةِ الثَّالثةِ. وذكرت بأن الجامِعَةُ العربيَّةُ المفتوحةُ كانَتْ أوَّلَ جامِعَةٍ في لبنانَ تحصلُ على الإعتمادِ الخارجيِّ، والإعتمادُ هوَ شهادةٌ تنصُّ على "أنَّ الجامعةَ العربيَّةَ المفتوحةَ تقدِّمُ التَّعليمَ العالي بمستوى الجامِعاتِ البريطانيَّةِ".
كَما وتُرَكِزُّ الاستراتيجيَّةُ على زيادةِ عددِ الإختصاصاتِ الَّتي يَتَطَلَّبُها سوقُ العملِ. وتَطْرَحُ الجامِعَةُ هذا العامَ اربعة اختصاصاتٍ جديدةٍ الى جانب خمس اختصاصات جديدة بدأت العام الماضي وذلك على مستوى البكالوريوس والماجستير، منها اختصاصُ التَّحقيقاتِ الجِنائِيَّةِ في الإنترنت، والجامِعَةُ هيَ الوحيدَةُ الَّتي تُقَدِّمُ هذا الإختصاصَ في لبنانَ الى جانب تطوير الشبكات والاعلام الإلكتروني والوسائط المتعددة.
وأضافت بأن الجامِعاتُ مِنْ أُولى مَهامِها لضمان الجودة هو تنفيذُ الأبحاثِ. والجامِعَةُ العربيَّةُ المفتوحةُ لديْها ثلاثةُ مراكِزَ أبحاثٍ تتعاونُ فيها معَ باحثينَ دوْلِيينَ.
كما حَرِصَتِ الجامِعَةُ منذُ نشأَتِها على تقديمِ الأفضلِ ولا تزالُ، وبما أنّهُ ليسَ من أهدافِ الجامعةِ تخريج حمَلة شهاداتٍ فقط بل التأكد بأن مخرجاتِ التعليمِ لديها أي خريجيها بإمكانِهم تثبيتَ وجودِهم في سوقِ العمل بسببِ تميُّزِ أدائِهم، من أجلِ هذا عمَدَت الجامعةُ في العام الماضي الى إجراءِ دراسةٍ ميدانيةٍ طلبَت بموجَبِها من أربابِ العملِ تعبئةَ استماراتٍ حولَ مدى رضاهُم عن أَداءِ حمَلةِ الشهاداتِ الجامعية. وقد بيَّنَت الدراسةُ أنَّ طلابَ الجامعةِ العربيةِ المفتوحة حازوا على رضىً عالٍ جداً من أربابِ العمل وهذا مدعاةُ فخرٍ واعتزازٍ وحافزٌ للمثابرةِ على تقديمِ الأفضل لطلابنا. كما وأنَّ طلابَ الجامعةِ حصدوا جوائزَ مميّزة في المسابقاتِ العلمية.
ولمْ تقفِ الجامِعَةُ عِنْدَ هذا الحدِّ فقطْ. وللمساهَمَةِ في دعمِ الشَّبابِ الّذينَ لديهم أفكارٌ رياديَّةٌ أنشأَتِ الجامِعَةُ منذُ ثلاثِ سنواتٍ مركَزاً لريادةِ الأعمالِ، لتدريبِ ذوي الأفكارِ الرياديَّةِ. وتخرج من هذا المركز مجموعة طلاب وقد بدأوا مشاريعهم الخاصة.
ومجدداً هذا العام، وبالتعاونِ معَ وزارةِ الشُّؤونِ الإجتماعيَّةِ جرى تدريبُ مجموعاتٍ أخرى، وبدأَتْ بعضُ النّساءِ العملَ على إنشاءِ مشاريعَ خاصّةٍ بهنَّ، بدأت تظهر نتائجها.
وتوجهت الى الطلاب بقولها:
وأود اليوم القول وفي ظلّ الأوضاعِ الراهنةِ في لبنان والعالمِ العربي من ظروفٍ إقتصاديةٍ ضاغطة وعدمِ الشعورِ بالإستقرار لا سيما ضمنَ فئةِ الشباب أنني ما زِلتُ أقِفُ متفائلةً، وتفاؤلي هذا يأتي من خلالِ نظرةِ مقارنةٍ بين ما كُنا عليه منذ سنواتٍ ليست بعيدة، صحيحٌ أنَّ جيلَ الستيناتِ والسبعيناتِ يتذكّرُ سنواتِ إزدهارٍ إقتصادي ولكن متطلبات الحياة كانت أقل. فلو نظرْنا الى نسبةِ خريجي التعليم العالي في ذلك الحين مقارنةً مع اليوم، فهي لا تتجاوز العشرةَ بالمائة، كما أن نسبةَ تعليمِ الإناثِ وولوجِهم سوقَ العملِ لجعلِ المستوى المعيشي للعائلةِ أفضل هي عشرات الأضعاف.
هنالك أيضاً ثورة التكنولوجيا التي ساهمت في تحسين الظروف المعيشية العائلية من أدواتٍ منزليةٍ الى طُرُقِ تواصل إلخ... إذن دعُونا نحمل في نفوسِنا بعضَ التفاؤل فتفاءلوا بالخيرِ تجدوه.
ربما معظمُكُم يتطلَّعُ الى إيجادِ وظيفةٍ ففيها نوعٌ من الأمان، غير أن هنالك إتجاهٌ آخر اليوم نحو ريادةِ الأعمال التي أصبحت أحد أعمدةِ الإقتصاد في دول العالم.
والذي أنشأ موقع أمازون المشهور Jeff Bezos تخلّى عن منصبِ مدير شركة وهو في السادسة والعشرينَ من عمرِه وبدأ بفكرةٍ صغيرة وهي خلق موقع إفتراضي لبيع الكتب سنة 1995 وثروتُه تبلغُ اليوم 60 مليار دولار أميركي.
وقد بدأ الأمير طلال معظمَ المشاريعِ التنمويةِ في الأجفند بناءً على هذا المبدأ فأنشأ هذه الجامعةَ الخاصة التي تدفعُ عن الطالب وهي فريدة من نوعها.
لذا فلماذا لا تفكّر في عمل الأشياء التي لا يعملها غيرك.
ومن باب تحضير الشباب على تطوير أفكارهم الريادية أنشأت الجامعة منذ ثلاث سنوات مركزاً للتدريب على ريادة الأعمال. وهناك عدد من زملائكم خطا خطوات في هذا الإتجاه ومنهم ما يزال على مقاعد الدراسة، ولا أخفي عليكم أننا نجد صعوبة في إقناع الطلبة لمساعدتهم في بلورة أفكارهم الريادية إذ كما ذكرت سابقاً همهم الحصول على وظيفة فقط.
كما أود أن ألفت الى آفة في مجتمعنا ربما في معظمها هي نتيجة الظروف التي مرت فيها البلاد ألا وهي عدم الرغبة في الحوار.
علينا أن نحاور من هم لديهم رأي مغاير لرأينا، فمن الممكن أن نجد قواسم مشتركة بيننا وممكن لا ولكن إذا تحاورنا بعقل وقلب منفتح من المؤكد بأننا سنجد قواسم مشتركة ونحن بحاجة جداً لهذا لأننا إذا بقينا نحاور من هم من رأينا سنبقى عالقين ومنقسمين ولكن بالحوار نستطيع إعادة اللحمة بيننا. ولقد بدأت الجامعة برنامج تدريب على الحوار لجميع الطلبة. فثقافة الحوار هي من أهم عوامل نجاح واستقرار المجتمعات.
هنالك أيضاً حلم الحصول على نتائج دون أي جهد. فاعلموا بأن الذكاء جزء كبير منه هو هبة من الله، ولكن الجهد والمثابرة هما خيار. فالهبات تأتي دون تعب منا ولكن الجهد والعمل على أنفسنا فهي أصعب. وكما قال أحدهم: "النجاح لا يأتي بسهولة فهو كالجبل الذي يكبر أمامك كلما أكملت التسلّق".
ربما تظنون بأن هنالك الكثير من العراقيل الخارجية التي تقف ضد تقدمكم ولكن العراقيل الأصعب تخطيها هي داخل أنفسنا، فنحن إذا فشلنا فإما نحاول إيجاد أعذار واهية لفشلنا بدل أن نتعلم من ذلك الفشل وإما نقع في الإحباط ونخسر ثقتنا بأنفسنا. وقد قالت مؤلفة سلسلة أفلام “Frozen” وهي أشهر سلسلة للأطفال طغت على أفلام Tom & Jerry: "لو بقيت أفكر في فشلي لما استطعت إنجاز هذه السلسلة العظيمة، ولكنني لم أتوقف عن محاولة التفتيش واكتشاف أفكار جديدة حتى أنهيت كتابة القصة".

أما خطيب الاحتفال وزير المال السابق الدكتور جهاد أزعور فقد خاطب الحضور قائلاً:
"ليس من الصعب على شعب لبنان فهم محنة الشعوب التي طالت معاناتها، هو الذي عانى الكثير خلال الحرب التي دمرت بلده، ولذلك ندرك نحن اللبنانيين ضرورة تعزيز الجهود الرامية الى إحلال السلام في المنطقة والعالم.
إن الإستقرار المنشود في منطقتنا مرتبط بالتحوّل نحو الديموقراطية الحقيقية التي تجعل الشعوب مشاركة لا متلقية. والإستقرار المنشود هو رهن التنمية الإقتصادية والإجتماعية، فمن دون هذه التنمية ليست الديموقراطية قابلة للحياة. وفي كلا المجالين ثمة رهان كبير عليكم.
إن الديموقراطية والتنمية شرطان أساسيان لا مفرّ منهما لمواجهة ظاهرة التطرّف والإرهاب. فما دام بعض مجتمعاتنا مستبعداً ومهمّشاً، سيكون التطرّف ملجؤه، وما دام لدينا فقر، سيبقى الإرهاب تعبيراً عن اليأس.
لا شيء يخرجنا من هذه الحال إلا التجدد. والتغيير المطلوب ليس سياسياً فقط، بل هو أيضاً اقتصادي وثقافي وفكري واجتماعي وأخلاقي. وحده التغيير المتنور والإصلاح الحقيقي يمكّننا من مواجهة التحديات، واستعادة ثقة الناس في المستقبل الاقتصادي لبلداننا وللعالم العربي ككل. التغيير ليس تغيير أنظمة، ولا تبديل أشخاص بغيرهم. إن كان كذلك فهو سطحي وهشّ وغير قابل للحياة. التغيير الحقيقي هو تغيير في المفاهيم والسلوكيات والممارسات".
ثم خاطب الخرّيجين: "التجدّد يتم من خلالكم لأنكم في عمر العزم والإندفاع. لا تكتفوا بالتذمّر، بل وجهوا غضبكم من الواقع القائم الى القناة الصحيحة والسليمة، ليصبح قوة تغيير. كونوا المثال الصالح والقدوة في أعمالكم وسلوككم في المجتمع، واحرصوا أيضاً على أن تشاركوا في القرار. إذا لم تكن الإدارة العامة على قدر طموحاتكم، ادخلوا اليها وغيّروها. كذلك إذا لم يكن الأداء السياسي في مستوى آمالكم، اسعوا لتكون لكم كلمتكم في الشأن العام، من خلال العمل العام وهيئات المجتمع المدني، أو على الأقل في صناديق الاقتراع ومنابر الرأي. كونوا لاعبين لا متفرجين.
لذا من حقكم بل من واجبكم، أن تجعلوا كلمتكم مسموعة من خلال أطر جديدة، وأن تجعلوا رأيكم مؤثراً في رسم السياسات واتخاذ القرارات التي تتعلق بحاضركم ومستقبلكم.
تملكون القدرة على التغيير لأنكم أيضاً في عمر يسمح لكم بالمبادرة. اسعوا. حاولوا. جرّبوا. جازفوا. قد تنجحون وقد تفشلون، ولكن لأنكم شباب، يمكنكم أن تنهضوا وتحاولوا من جديد، وهذا ما ليس لغيركم، ممن هم أكبر سناً.
أنتم النخبة الجديدة التي يحتاج إليها وطنكم ومنطقتكم. أنتم، شباباً وشاباتٍ، مواطنو المستقبل، وقياديو الغد. كل الآمال معلّقة عليكم، لا تكتفوا بالصعود الى القطار، وانتظار الفرج، بل أمسكوا بالمقود، وغيّروا وجهة السير، نحو الأفضل طبعاً. ليس الحل بالإنكفاء، ولا بسلوك طريق الهجرة. وإذا وجدتم فرص النجاح خارج بلدكم، فاستفيدوا منها لتنطلقوا وتتطوروا وتبدعوا وتعودوا أقوى الى وطنكم الذي يحتاج الى خبراتكم.
ثم أضاف:" إن هذه الجامعة – الجامعة العربية المفتوحة – الممتدة على مساحة العالم العربي، أعدّتكم لتكونوا قادرين على تولي هذا الدور التغييري. إن هذه الجامعة التي نشأت بمبادرة رؤيوية من صاحب السمو الملكيّ الأمير طلال بن عبد العزيز، ساهمت في إرساء مفهوم ديموقراطية التعليم العالي، وفي جعل التعليم الجامعي في متناول الجميع، أياً كانت ظروفهم وإمكاناتهم. ولا شك أيضاً في أن هذه الجامعة كانت سبّاقة في اعتماد أدوات ووسائل تعليمية حديثة، وبرامج مرنة، فكانت مؤسسة رائدة ومنفتحة وطموحة. وفضل الجامعة العربية المفتوحة أنها جعلت كل الآفاق مفتوحة أما أجيال المستقبل العربي".

  • شارك الخبر