hit counter script

مقالات مختارة - صونيا رزق

فرنجية راهن...وعاد خائباً

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٦ - 06:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

منذ إعلان الرئيس سعد الحريري دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، لا تزال الاسئلة تدور في اذهان الحلفاء والخصوم معاً من دون ان يتلقوا الاجوبة الشافية، فهذا الدعم «فعل فعله» على جميع الخطوط، فهو اطلق «النقزة» تلو الاخرى من حليف فرنجية السابق اي العماد ميشال عون، واطلق الحماسة لدى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لترشيح خصمه السابق عون، فتحوّل الاخير الى حليف جديد لقائد القوات. وعلى خط حزب الله، فقد ابدى اركانه مخاوف عدة من ترشيح الحريري لفرنجية، اذ إعتبروا ان في الامر مؤامرة قد تهدف الى ضرب المقاومة، كضمانة طلبها الحريري من فرنجية، لذا اعاد الحزب التجديد لعون كمرشح جدّي بالنسبة لهم. وعلى خط الاخرين ضمن فريقيّ 8 و14 آذار، فهنالك سلسلة اسئلة حول فرنجية لم تنتج موافقة لا من حلفائه ولا من خصومه، لان الهدف تحصيل التطمينات ضمن مرحلة ما بعد انتخابه، لا سيما على صعيد قانون الانتخاب الذي سينتج ولادة برلمان جديد ليتحكّم باللعبة السياسية لاحقاً.
الى ذلك ترى مصادر سياسية متابعة لما يجري على خط مرشحيّ الرئاسة، أن فرنجية لم يؤمن في بادئ الامر بالعلاقة المستجدة بين عون وجعجع، اذ اعتبر بأنها لن تتعدى ورقة إعلان النوايا وستكتفي بطمأنة الشارع المسيحي والتخفيف من الاحتقان فقط، خصوصاً ان عون وجعجع اعلنا ترشيحهما للرئاسة أي انهما في خندق ضد بعضهما. لكن ما جرى في حزيران العام 2015 قضى على كل آمال فرنجية بالرئاسة، لان ترشيحه ساهم الى حد كبير بولادة هذه العلاقة، بعد طرح إسم فرنجية كمرشح تسوية، من خلال طبخة خارجية تنفذها مكونات سياسية غير مسيحية، ما حثهما على إعلان جبهة رفض تحضّرت كواليسها فإنتهت بتشكيل حلف سياسي ماروني، بفضل طبخة الحريري التي وحدتهما بشكل كبير.
وعلى خط حزب الله إعتقد فرنجية أنه سيلقى الدعم ايضاً، لكن آماله خابت من جديد على الرغم من انه ينتمي وبقوة الى فريق 8 آذار المؤيد لسياسة سوريا وحزب الله، إلا ان المفاجأة الكبرى اتت بترشيحه للرئاسة ودعمه من قبل السعودية، وعلى لسان الخصم أي الحريري، ما شكل خوفاً من هذا التوافق الفجائي، فأتى الرفض من اقرب المقرّبين أي حزب الله بعد ان كان فرنجية الاسم الاقرب منه ضمناً . لكن فرنجية لم ييأس بعد لانه عاد ليراهن من جديد على الحزب، فالتقى بعض اركانه الى مائدة الغداء قبل ايام ومنهم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، لجسّ النبض الرئاسي تجاهه في هذه المرحلة وإن كان شيئ مستجد قد طرأ من ناحية دعمه من قبلهم، خصوصاً انه اصيب بالخيبة منهم منذ سبعة اشهر على أثر زيارة وفد من الحزب الى بكركي لتهنئة البطريرك بشارة الراعي بالاعياد، وحينها تحدث رئيس المجلس السياسي في الحزب ابراهيم أمين السيّد، فأكد التزام الحزب بتأييد العماد عون من امام الصرح البطريركي تحديداً، معلناً: «لا نستطيع التخلي عن هذا الترشيح عند اي مفترق سياسي وهذا الالتزام اخلاقي».
والى جانب هذه المراهنة برزت مسألة اخرى مساء الاثنين، بحيث زار فرنجية المقّر الصيفي للبطريرك الماروني في الديمان للغاية عينها، وخرج من دون الادلاء بأي تصريح، بعد ان تفاءل بعض الشيء في ان يكون قد تلقى رضى سيّد بكركي.
هذا ووصفت المصادر المذكورة ترشيح فرنجية بالعقدة الكبيرة، لانها تحوي رافضين داخليين له، اولهم رئيس حزب القوات اللبنانية وبشكل لا تراجع فيه، إضافة الى رفض مماثل للعماد عون وحزب الله، ناقلة أن مبادرة زعيم «المستقبل» تجاه فرنجية ليست تسوية بل صفقة، ولذا لن يقبلها احد.
 

  • شارك الخبر