hit counter script

الحدث - جورج غرّة

آب اللهاب... هذه هي نتيجة الحوار: لا عون لا رئاسة

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٦ - 01:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ينكب رئيس مجلس النواب نبيه بري على وضع اللمسات الأخيرة على الجدول السري لجلسات الحوار في 2 و 3 و 4 آب المقبل، وهذا الجدول يعتبر حتى اليوم سريا، ولا أحد يعرف من أين سينطلق وإلى أين سيصل إلا محرك الحوار بذاته. كل الأجواء التفاؤلية ليست في محلها في ملف رئاسة الجمهورية، وبري أدرك معادلة "لا عون لا رئاسة".
أجواء تيار المستقبل لا تزال سلبية من العماد ميشال عون، بسبب إستمرار الغموض الإقليمي ما بين السعودية وإيران، كما أن فشل وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت في تحقيق خرق صغير في جدار الأزمة أثبت مدى عمق الهوة. مواقف النائب وليد جنبلاط من الملف الرئاسي أكثر من ممتازة، ولكن في حال مقابلة مواقفه من قبل الحريري فالحل قد ينبثق، ولكن قرار الحريري ليس بيده بل بيد المملكة، وبما أن المملكة لا تريد عون وغيره حتى، فلا رئيس جمهورية في لبنان.
هذا في المعلن، أما في الكواليس، فيحاول بري وضع القطار على السكة، وهو سيحاول في الجلسات المقبلة دفع الجميع لركوبه، لان اللحظة المحلية مناسبة بالنسبة له ولجنبلاط، خصوصا ان الأمل قد لاح في أفق الملف النفطي.
يتردد في الكواليس السياسية أن الدكتور سمير جعجع يحاول جاهدا تحقيق خرق مع الحريري من خلال اتصالات شاقة يخوضها، وهو يوضح في كل مرة للحريري بأن عون هو مفتاح حل الأزمات وخصوصا أزمة الحريري التي لا يمكنه حلها إلا عبر وصوله الى رئاسة الحكومة.
الجميع سيجلس في مطلع آب اللهاب على طاولة عين التينة، وبري سيضع أمام الجميع سبل الحل وبطرق وأساليب مختلفة، وفي حال لم يكن هناك نوايا للحل فالنتيجة ستكون تقطيع للوقت كما في جلسات الحوار الماضية، وعلينا انتظار الحلول السعودية الإيرانية التي لا أفق لها حتى اليوم.
أجواء التيار الوطني الحر تشير الى فرج ما، بعد تلقف الجميع لمعادلة "لا عون لا رئاسة، ولا عون لا حلول"، والبعض يقول ان جلسات الحوار ستنتج حركة داخلية لا بد وأن تتطور اقليميا لترك لبنان وشأنه والإفراج عن الرئاسة، والتيار يضمن وقوف حزب الله اليوم الى جانبه في التمسك بعون أكثر من أي وقت مضى.
بري لا يزال يحاول زرع الحلول أمام المستقبل، كي يقوم الحريري بحلحلة موقفه وموقف السعودية، وان يدرك ان طريق القصر الحكومي تمر في الرابية أولا وبعبدا ثانيا، وبري يحاول إستدراج الشروط والعروض من الحريري، ولكن الأخير لا يزال متمسكا بمرشحه النائب سليمان فرنجية ما دامت المملكة تسجن الإستحقاق.
في المرحلة الأولى بري كان من المتفائلين، واليوم يقف على حذر لأنه بات يدرك ان الوضع الرئاسي أصبح حرجا أكثر والحريق الإقليمي يلفح لبنان ويحرقه يوما بعد يوم، وهو لا يزال يخيط سلته الكاملة التي تتضمن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وقانون انتخابي.
يتحدث البعض عن مفاجآت في جلسات الحوار، ولكن كل التقارير والأجواء السياسية لا تشير إلى ذلك، في ظل تمسك الحريري بمرشحه وتمسك جعجع بعون، وتمسك عون بنفسه.

  • شارك الخبر