hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - جهاد نافع

من احرق صورة سمير الجسر وداس عليها ؟

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٦ - 06:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

لعل حادثة احراق صورة الوزير سمير الجسر ودوسها بأقدام عناصر غير خافية على احد مترافقة مع شتائم سابقة قل نظيرها في طرابلس، في سياق الصراع السياسي المحتدم بين اطراف وقيادات المدينة السياسية.
وتنم عن مستوى الاسفاف الذي بلغته بعض الاطراف والمجموعات التي تحكمت في المرحلة السابقة بمقدرات الساحة الطرابلسية يوم كانت هذه المجموعات تتلقى اوامرها من تيارات سياسية وظفت مجموعات لاهدافها السياسية في مرحلة المشاريع التي استهدفت طرابلس.
مشهد احراق الصورة والدوس عليها استفز معظم الطرابلسيين من كل الاطراف سواء كانوا من انصار الوزير الجسر ام من اخصامه وهي لم توح بأي شكل من الاشكال بمآل الحالة الشعبية للجسر او لتيار المستقبل لان الذين ارتكبوا هذا الجرم كانوا سابقا ضمن هذا التيار ثم خرجوا عليه. لكن هذا المشهد الذي شكل استفزازا للجميع اوحى بجملة مؤشرات، اولا، جرأة هؤلاء على ارتكاب ما ارتكبوه وهنا موضع تساؤلات من يحاسب هؤلاء؟ ثانيا، من منحهم الغطاء السياسي ولأي اهداف؟ ثالثا، ما علاقة الوزير الجسر بمسألة توقيف قائد المجموعة الذي تمتع بغطاء سياسي طوال السنوات التي مضت ولم يكن توقيفه الا لاسباب قضائية بحتة ووحده القضاء اللبناني يقرر مسألة ارتكاباته وحجمها؟...
يقول مصدر طرابلسي ان مسألة التطاول على احد قياديي تيار المستقبل في طرابلس لا تستهدف هذا الرمز بالذات الوزير الجسر بقدر ما تستهدف التيار الازرق بالذات وتخطي خطوط الحمر بعد كسر حاجز الخوف منه هذا من جهة، ومن جهة ثانية فان التصويب على الوزير الجسر له علاقة بمسألة سياسية انتخابية بعد منحه الثقة وتفويضه ترتيب الهيكلية التنظيمية للتيار ودوره في المؤتمر التنظيمي المزمع عقده في تشرين المقبل. عدا المنافسة التي يشكلها حيال الطامحين الى احتلال موقعه.
ويقول مصدر ان ما جرى ليس من شيم الطرابلسيين واعاد مشاهد حرق صور قيادات لبنانية وان هؤلاء مارسوا ما تلقنوه ابان الفوضى الامنية التي شهدتها طرابلس خلال جولات العنف العشرين يوم كانوا يتلقون التعليمات بحرق صور لقيادات ورموز وطنية وحتى رموز دينية مقاومة. علماً انه لم تحرق في ساحات طرابلس ولم تُدس اي صورة في تاريخها الوطني العريق الا صور العدر الصهيوني ورموز هذا الكيان الاستيطاني بما له من معان وطنية وقومية. ولم يحصل ان جرى حرق او دوس صورة خصم او رمز تيار مخالف لان الرؤية الوطنية الحقيقية تعتبر ان الخصومة السياسية حق طبيعي وان ليس لنا من عدو يقاتلنا في حقنا ووطننا وديننا الا اليهود.
ان هذه القضية حسب قيادي طرابلسي يجب محضها الاهمية بمكان بما تمثله من مؤشرات خطرة وتدني وانحطاط في المستوى الاخلاقي الدخيل على الحياة السياسية اللبنانية.
 

  • شارك الخبر