ترأس المدبر العام الأب أيوب شهوان، ممثلا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب العام طنوس نعمة، قداسا إحتفاليا في دير مارشربل في الجية، لمناسبة عيد مار شربل، حضره النائب إيلي عون، الوزير السابق ناجي البستاني، رئيس بلدية الجية الدكتور جورج نادر القزي، رئيس دير مار شربل الجية الأب بسام حبيب، رئيس دير الناعمة ادمون طانيوس، مختارا الجية البير حاتم وابراهيم الحاج ورهبان وحشد من اهالي البلدة.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، القى شهوان عظة تناول فيها حياة القديس شربل والتأمل فيها، معتبرا "ان الإنسان الذي يريد عيش دروب القداسة، عليه محاربة الشر الكامن في حياته مهما كان نوعه"، ورأى "ان هذا لا يتم إلا اذا كان الإنسان واعيا ومدركا"، مؤكدا "ان الإنسان عليه ان يكون لديه العلم والمعرفة ليكتشف حقيقته الذاتية وليزيل هذا الشر،" لافتا الى "ان مسيرة مار شربل كانت مسيرة قداسة"، مشددا على "ان دروب القداسة تبدأ بالمعرفة للمسيحي وغير المسيحي، وان القديس مار شربل قضى لياليه بالصلاة والسجود".

وقال: "كم نحن اليوم بحاجة ماسة وفي هذه الأيام التي يعصف بها الارهاب والعنف، الى اناس يعرفون قول كلمة الحق التي تنير"، معتبرا "انه كارثة على البشرية اذا كان عدد الجهال هو الغالب، وبركة للبشرية اذا كان عدد العارفين هو الغالب"، مؤكدا "ان دعوة مار شربل وشخصيته بالنسبة لنا منارة عظيمة".

وأضاف: "ان لبنان الذي وضعه سيئ جدا اليوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا، سوف يعود ويمشي على خطى مار شربل بالمعرفة، فالجهل يعصف بنا كثيرا على كل المستويات"، داعيا الى محاربة الجهل ليعود عندنا الإدراك والفهم ونعرف كيف نتصرف مع بعضنا البعض بكلمتنا وتعاطينا وبسياستنا وبإقتصادنا وبكل شيئ"، مشددا على "ان لبنان لم يبن لا على المقدرات العسكرية ولا غيرها، انما بني على الإرادات الحسنة وعلى الناس الذين لديهم وفاء للوطن ويتمتعون بالعلم والثقافة"، داعيا الى "محبة بعضنا البعض والعيش معا مسلمين ومسيحيين"، مشيرا الى "اهمية وضرورة السير على خطى مار شربل في لبنان، وطن الحب والسلام والاخوة والتعاون والتعاطي السليم"، مؤكدا "ان هذا هو الذي يظهر لبنان نموذجا لكل العالم"، آملا من القديس مار شربل في ان يشفع للبنان ليعود الوطن الرائع والأمن ووطن القيم الانسانية العظيمة".