hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ابتسام العون - الانباء الكويتية

استحقاق تركي... وبجدارة!

الأحد ١٥ تموز ٢٠١٦ - 06:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الانباء الكويتية

تتوالى الأحداث ويفشل الانقلاب، ويكتب من يكتب، وينشط المحللون في تحليل أحداث الساحة، ولا يتوانى المعلقون عن التعليق والتفصيل، ووسائل التواصل الاجتماعي قامت ولم تقعد من هول الحدث وعظم التناقضات، ولكن يظل الحدث تحت مشرط المختصين زاخرا بالدروس والعبر لأهل الرأي والخبر.
ما حدث في تركيا من انقلاب وزلزال سياسي لم يقع بمحض الصدفة، إنما هي مؤامرة وضيعة دبرت في ليلة ظلماء في مطابخ العهر السياسي والسقوط العسكري، وبمباركة شياطين الإنس وطواغيت الشرق والغرب.

لكن المفاجأة الكبرى التي لم تكن في الحسبان هي صمود الشعب التركي ووقفته البطولية جنبا إلى جنب مع حكومته الشرعية، ليعزف بذلك سيمفونية الخلود في وفاء الشعوب، ما حدث في الساحة التركية والفضاء العالمي هو استحقاق تركي وبجدارة لرئيس ناضل في معترك سياسي عالمي شرس، غرس مخالبه في قلوب الشعوب المستضعفة، وكشر عن أنيابه مفترسا أحلام الشعوب وأعراض الخدور وخيرات الشمال والجنوب، لقد كافح الرئيس التركي رجب أردوغان في مجتمع دولي منافق يظهر الإنسانية وهو يخفي السم تحت أنيابه، مجتمع نصب نفسه لنصرة الظالم وسحق المظلوم، يدعي الحرية والعصرية والخيرية الإنسانية وهو من كل ما سبق ذكره بريء كبراءة الذئب من دم يوسف، بل الأدهى والأمر أن ذلك المجتمع تفنن في سفك الدماء، وتشريد الأبرياء، ومحاصرة الضعفاء، وتعليق مشانق الأوفياء.

لقد استطاع الرئيس اردوغان بخلق رفيع وحب منقطع النظير لشعبه وأمته الإسلامية أن يضع بصمته، ويقول كلمته، ويبارز خصمه باحتراف وهو ينادي: «أنا لها أنا لها»!

وبنظرة ثاقبة، وثقة نافذة، نجح أردوغان في وضع النقاط على الحروف، وطرز مع شعبه مظلة المجد والسؤدد لإرادة الشعوب، وليثبت بذلك للعالم أن زمن الحكم بالنار والحديد قد ولى واندثر، وأن إرادة الشعوب وصناديق الاقتراع الآن هي صاحبة القرار ولها الكلمة الفصل في نجاح الحكومات أو سقوطها.

تأكد عزيزي القارئ أن الشعب التركي لم يلبِ النداء وينزل الميادين خوفا ومجاملة، بل نزل بكامل إرادته ليقف كالسد المنيع أمام لعبة قذرة وفتنة غبية أراد الأعداء إشعالها في تركيا على اعتبار أنها حجر الزاوية لمنطقة الشرق الأوسط والساتر الإستراتيجي الصلب لمنطقة الخليج العربي، لكن هيهات هيهات أن تنطلي عليهم اللعبة ويصدقوا تلك الكذبة.

فحب أردوغان لشعبه وإخلاصه الواضح في عمله وتعامله، إلى جانب تحقيقه وإنزال مبادئه على أرض الواقع حيث ساهم في تثبيت الهوية التركية ومحاربة الفساد، وتنشيط الاقتصاد الحر لتحرير المجتمع التركي من الفقر، إلى جانب تعزيز المنظومة الديموقراطية، علاوة على ذلك الحفاظ على الاستقلال الوطني، بهذه الخلطة السرية استطاع الرئيس أن يبني السدود أمام ضعاف النفوس ويمد الجسور بين قلوب أطياف الشعب التركي محققا العزة والكرامة والوحدة الوطنية لهذا الشعب المغوار.

وتلك هي الحكاية منذ البداية إلى النهاية يا من تسأل عن لحن الخلود في أسر قلوب الشعوب.

  • شارك الخبر