hit counter script

مقالات مختارة - رولا عبدالله - المستقبل

لا صوت يعلو فوق... المهرجانات

الأحد ١٥ تموز ٢٠١٦ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

المستقبل

المهرجانات شهادة عز وحياة في بلد يترنّح تحت وطأة الأزمات الداخلية والخارجية. تتلألأ، فتسقط محاولات الترهيب والتخويف ونيّات كم الفرح، لتعلو الأيادي المتشابكة على وقع إرادة شعب، سواء خطط أم سيّرته عفويته وعبثية أحواله، إنما هو ثابت على خطى قيمه الانسانية ذات الشغف الدائم لإحياء تراثه وثقافته وانفتاحه على فنون وإبداعات الآخرين على أرضه. ذلك هو جوهر اللبناني، والبقية تأتي..

وكما الفنون متنفسه في البلد، كذلك السلام والحياة والعمل والبحث عن حلول وتشريعات وقوانين واستثمارات ونبذ للعنف وللحروب ولأشكال الموت والترهيب. وإن كان اللبناني في نهاره ذلك الكادح بامتياز، فإنّ الليل يبقى شغفه، هو الأدرى بالسهر وبمدرجات الفنون وواحات الإبداع بدليل الأرقام التي تؤشر إلى تخطي عدد المهرجانات المحلية والاقليمية والدولية لأكثر من 76 مهرجانا، وربما يناهز العدد المئة وصولا إلى نهاية الموسم مطلع أيلول المقبل. فأي الأوصاف تليق بشعب لا تثنيه النيران المشتعلة من حوله، ولا تنال منه ضائقة إن هو أراد الحياة؟

ومثلما لليل مزاج رواده، للبناني نبض دوّار من مهرجانات «بيروت« التي حاكت صخب مواسم الأعياد على واجهتها البحرية مستقطبة أعداداً ضخمة من الشباب، إلى «عيش الأشرفية»، إلى الاستعراضات الضخمة التي شهدتها الواجهة البحرية لقلعة جبيل الأثرية معلنة افتتاح فعاليات مهرجانات بيبلوس معلنة تحدي الارهاب بالفنون، إلى ذلك الإغواء بين الأنغام والمكان ووصلات الرقص والزينة المرصعة والتيجان المذهبة على أرض مدرجات «بيت الدين»، إلى عودة مهرجانات صور بعد غياب قسري امتد لخمس سنوات، إلى استعراضات كازينو لبنان، إلى «البترون« التي رفعت مهرجاناتها هذا العام الى مصاف المهرجانات العالمية مدشنة مسرحها في حرم ميناء الصيادين الأثري على شاطئها وبجوار كاتدرائية مار اسطفان، إلى مهرجانات زوق مكايل الدولية لتسطع على مدارجها ومنصاتها الأثرية أصواتا أوبرالية وموسيقى وهتافات، إلى ليل مهرجانات جونيه الذي تحول الى شعلة ملتهبة بالأضواء والمؤثرات البصرية والألوان ومعه غص «ستاديوم فؤاد شهاب بالآلاف، إلى مهرجانات ضبيه الدولية التي نظمت في الواجهة البحرية لـ«مارينا ضبيه« (واتر فرونت) مستقطبة عشاق البيانو والفلامنكو، إلى «إهدن» و»الأرز»، ومهرجان كروم الشمس في مغدوشة، وليس آخراً إلى مهرجانات بعلبك الدولية التي تحتفي هذا العام بعيدها الستين على «طريق حرير» كركلا، حيث مدارج المدينة الرومانية تحكي شموخاً يغلب معه وجه لبنان على قدريته وعبثيته وعفويته وانفتاحه وتعدديته ولحمة أهاليه وانبهار السياح بفسحات الليالي الملونة بباقة من النجوم العالميين والعرب والمحليين.

وفي المقاربات، قد لا يجيد اللبناني تسيير أحواله في السياسة، ولا في تجاوز الأزمات التي تلاحقه، ومع ذلك يبقى في محيطه محترف عيش وكيف ومعلّم «دبكة» وفنون.

  • شارك الخبر