hit counter script

باقلامهم - حبيب افرام

25 تموز ذكرى الشهداء السريان - ماذا بقي من القضية؟

السبت ١٥ تموز ٢٠١٦ - 07:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حين دقّ الخطر على أبواب لبنان، وهو بيته الخطر،

أحسّ السريان أنها قضيتهم.

الوطن بحدوده سيداً حراً مستقلا، فلاهيمنة ولا احتلال،

والوجود المسيحي الحرّ فيه آخر معقل حر للمسيحية المشرقية، فلا ذمية ولا تقيّة ولا تهجير.

هكذا، بهذا الايمان وهذه العقيدة، ودون فلسفة، قدّم السريان زهرة شبابهم على مذبح وطن أحبوه

حتى عطاء الدم، رغم أن كثيرين ارتفعوا وهم غير حائزين حتّى على هويّة هذا الوطن.

وها نحن، الأمناء على الشهداء،

وبعد كلّ هذي السنين نسأل.

ماذا بقي من القضية؟

من يحمل عبأها اليوم؟

من قدَّر تضحيات شعبنا؟

هلْ يعترف النظام السياسي اللبناني بمن قاوم أوْ يمجِّد من عاد ليقطف ثمارا؟

هل يعترف مسيحيّو لبنان بأن السريان وكل أقلياته المسيحية ما بخلوا؟  وهل يقفون معهم في مطاليبهم  المحقة في تمثيلهم في الوزارات، وفي زيادة عدد نوابهم.

هلْ بقي بعد كل هذا الجنون في الشرق، وكل المذابح والتهجير والقتل واحة آمنة تحفظ  المواطنة والمساواة والتنوع والتعدد؟

من سخريات الأقدار، أن أغلب عائلات الشهداء تركت لبنان، هاجرت الى بلاد الله الواسعة، لأنها فقدت الرجاء والايمان. تركت عظام شهدائها وراءها.

ومن عثرات الأزمنة، أن أغلب الحضور التاريخي المسيحي المشرقي ذاب أو ذبل، من بغداد، الى أورميه، الى طورعابدين، الى الموصل، الى نينوى، الى القامشلي وحلب والحسكة وحمص. ترك شواهد التاريخ وراءه.

تعدّدت الأخطار، لكن جوهرها أبداً واحد. مَنْ لا يؤمن بالانسان، مَنْ لا يقبل الآخر، مَنْ يكفّره، مَنْ يلغيه، مَنْ يحتل أرضه، من يغيّر هويته، من يستعمره ويستعبده. إنه السيف. السلاح ذاته ولو تطور، إنه عقل الغزو والسبي ذاته ولو لم يتطور.

ماذا يبقى؟

أن تتذكّر كلّ هذه الوجوه كأنها شمس صباحاتك.

رسما رسما. أكثر من ألف. اسما اسما،              

أن تؤمن أن ّ المقاومة كانت حقاّ رغم بعض أخطاء وخطايا.                

أن تصرخ أن الدولة الغائبة الخانعة الغبية التافهة التي لا تخطط ولا تأخذ قرارا ولا تسلّح جيشاً وتقبل باستباحة أرضها وعرضها هي المشكلة.

أن تجن كيف يستمر هذا الانقسام العامودي فلا نتفق على مصلحة وطن، وتصبح الوطنية وجهة نظرونلتحق  بأجندات الخارج دائما

إن السؤال نفسه مطروحٌ على من بقي من مسيحيي سوريا والعراق ولبنان؟   

إننا نعيش في غابة بل جحيم. ولا مكان في الشرق إلا للاقوياء. الا لمن هو مستعد أنْ يحارب لوجوده لبقائه.

يبقى من القضية أن لا خيار أمام مسيحيي لبنان الا مزيدا من الصبر والوحدة والبذل والوعي والصمود والمقاومة، عبر اختراع صيغة دولة حقيقية قادرة على حمايتهم دائما كما حماية كل مواطن وكل حبة تراب وان يبقوا مستعدين للاسوأ.

وهكذا لمسيحيي سوريا والعراق،رغم اختلاف الظروف والمعطيات. لكن المقاومة ارادة تبدأ من العقل والقلب.

يبقى أنه لولا مثل هذه الشهادة

لما كان وطن ولا نظام

فمن أجل كل الدم. في كل المقاومات.        

من أجل حلم جديد لوطن نحن مسؤولون عنه.      

نحرقه بأيدينا أو نقدّمه نموذجا ما لحكم يحترم المشاركة في صناعة القرار دون منّة ودون تذاك  ويشعر كل أبنائه بكل قومياتهم واثنياتهم واديانهم وطوائفهم ومذاهبهم بأنهم متساوون في الكرامة الوطنية.

ربما، ترتاح آنذاك عظام الشهداء.

حبيب افرام

رئيس الرابطة السريانية

25  تموز ذكرى الشهداء السريان

قررته الرابطة السريانية بدءا من عام 1976

  • شارك الخبر