hit counter script

مقالات مختارة - كبريال مراد

ما هدف القصف على تقارب الرابية عين التينة؟

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٦ - 07:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

البلد
منذ لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وزيارة المعايدة للعماد ميشال عون لعين التينة، وهناك شعور لدى الرابية وعين التينة بأن هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر، لا سيما بعد الايجابية التي طاولت ملف النفط، وقد تنسحب على ملفات أخرى.

صحيح انه ومنذ العام 2005، والعلاقة بين الاستاذ والعماد تمر بطلعات ونزلات بسبب مقاربة الطرفين المختلفة لكيفية ادارة الدولة والتعاطي مع ملفاتها. ولكن مشهد اليوم يختلف عن الامس.

بعد عودة العماد عون الى لبنان ودخول التيار الوطني الحر الندوة البرلمانية، لم ينتخب التيار بري لرئاسة المجلس النيابي الأول ما بعد الانسحاب السوري من لبنان. ردّ ابو مصطفى التحية بمثلها سريعاً، من خلال التحالفات التي ابقت التيار خارج هيئة مكتب المجلس.

ومن ملف الكهرباء واعتصامات الزهراني، الى تحرك المياومين واقفال ابواب مؤسسة كهرباء لبنان، غيض من فيض الكباش بين حزبين ونهجين، كان آخر تجلياته ما رافق عقد جلسة "تشريع الضرورة". اراد بري جلسة بمن حضر، فلم يحصل الّا على جلسة يدرج ضمن جدول اعمالها اقتراح قانون استعادة الجنسية، والتعهد بعودة قانون الانتخاب الى مسار التشريع.

في اليومين الماضيين، ظنّ البعض أن عودة المياومين الى التحرك في مؤسسة كهرباء لبنان في مار مخايل تشكّل مؤشّراً الى أن الامور عادت الى الوراء بين التيار والحركة. ولكن حرص المعنيين على المعالجة السريعة للتحرك، والضغط لتفريق المجتمعين، بدّلا الاعتقادات السلبية.

في الواقع، يدرك المعنيون أن الطريق الى ثلاثية حوار آب لن تخلو من المطبات والعراقيل، ومحاولات تعكير الاجواء، في سعي الى قطع الطريق على "سلّة الحل" ما لم يحصل المتضررون منها على دورهم وحصّتهم. وفي هذه الخانة تحديداً يضع المعنيون الاجواء السلبية والتسريبات والشائعات التي ترددت في الساعات الماضية.

وبينما أكد المقربون من العماد عون عدم صحّة ما سرّب عن "محضر لقاء بري-باسيل"، تؤكد اوساط عين التينة لـ"البلد" ان هناك من يحاول تعكير صفو العلاقة التي تحوّلت من سيئة الى جيّدة، وترى في التسريبات نوعاً من "التنقير"، بينما واقع الحال ان هناك ايجابية يمكن الانطلاق منها.

بالنسبة الى التيار، يطرح السؤال التالي: ماذا بعد؟ في مؤشّر الى عدم الرغبة بالاكتفاء بالمظاهر، بل التصميم على الدخول الى صلب المواضيع. وبالتالي، بعد 10 ايام، لا بد من ان يكون ما بعد حوار آب غير ما قبله.
يقارب التيار المسألة بالفرصة السانحة لفتح صفحة جديدة في العلاقة ما بين المكونات اللبنانية. فاذا كان الجميع عانى بشكل او بآخر من تجربة ما بعد الطائف، فإن الميثاقية والمناصفة كانتا اكثر المعانين، مع ما نجم عن ذلك من خلل على الصعيد المؤسساتي. لذلك، لا بد من مقاربة جديدة جدّية تضع الاصبع على الجرح، وتبحث عن الدواء الشافي للجسم اللبناني العليل. وذلك يمر بطريقين: قانون انتخاب يصحح التمثيل ويحقق الشراكة، وانتخاب رئيس قوي بحضوره ودوره وقدرته.

في المقابل، لا تبدو عين التينة بعيدة عن ارادة الانجاز. تدرك ان الجميع في مأزق، وان الاستمرار بهذا النفق لن يخدم مصلحة احد، وبالتالي "لنتعاون جميعاً على الخروج من النفق، ولنتنازل جميعاً لمصلحة الوطن". وهي تنصح بعدم تحميل الحوار ما لا يمكن حمله، بل التعاطي مع الامور بما هو افضل الممكن في الوقت الراهن.

وبينما ينظر البعض الى حوار آب "كاختبار للنيات" اكثر منه كمحطة "للقرارات الجريئة"، تقول اوساط عين التينة "تفاءلوا بالخير تجدوه"، وتشير الى اتصالات تمهيدية في الايام الأخيرة من هذا الشهر، لينطلق آب بمقويات تدفع في اتجاه خطوات نحو الامام.

في ضوء ذلك، يبدو أن الأمر المشترك بين مختلف الأفرقاء هذه الايام، هو الخوف من الوصول الى الفراغ الكامل في حال الذهاب الى موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل، من دون الاتفاق بالحد الأنى على الرئاسة وقانون الانتخاب. من هنا، قد لا ينهي حوار آب المفتوح الأزمة، لكنه من الضروري أن يحصر آفاق الخلاف، ويفتح امكانات الحل، والّا فاستمرار الازمة قد يعني تضخّمها، مع ما يعنيه ذلك من فتح للباب على التداعيات المختلفة.

بين المواقف المختلفة، هناك من يتحدّث عن ايجابية قد تحملها الايام المقبلة. ليس تفاؤلاً مفرطاً، بل قراءة مبنية على وقائع: طالما أن الجميع في أزمة، وبما أن الحل بات حاجة للجميع، ومع تسليم مختلف الافرقاء بأن الاستحقاق الرئاسي هو مفتاح كل الحلول، ففتح هذا الباب لا يكون الاّ بانتخاب رئاسي يراعي المتطلبات التمثيلية والميثاقية. من هنا، يبدو الحل متلازماً مع اسم ميشال عون.

  • شارك الخبر