hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّة

التيار يؤهّل مرشحيه في المتن الشمالي... رافعة النهج أم خيار اسماء؟

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٦ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يخوض التيار الوطني الحر الانتخابات الداخلية في مرحلتها الأولى لتأهيل مرشحين الى الانتخابات النيابية العامة المقبلة. بورصة الترشيحات أقفلت في كل لبنان، وفي قضاء المتن الشمالي أقفلت على 8 مرشحين يحملون بطاقات حزبية في التيار منذ أكثر من عامين، وهم النائب ابراهيم كنعان (ماروني)، النائب نبيل نقولا (ماروني)، طانيوس حبيقة (ماروني)، ناجي طعمة (ماروني ) وهو من مجموعة رجال الاعمال ومقرب من رئيس بلدية الضبية ، ابراهيم ملاح (ماروني)، ايدي معلوف (كاثوليكي)، وشارل جزرة (كاثوليكي)، فيما استثني الوزير الياس بو صعب من شرطين السنتين.
يبلغ عدد الناخبين في المتن الشمالي في التيار على لوائح الشطب نحو 1800 وعبر نظام one man one vote يصوت كل ناشط لمرشح واحد، والاصوات الـ1800 تنقسم على المرشحين الـ8.
وفي المرحلة الثانية، ينضم الى المتنافسين بقية المرشحين من الحلفاء، عبر الاحصاءات التي ستحصل على مرحلتين، أولى داخلية محصورة بالتيار، وثانية مفتوحة للجميع، يحق للناخب خلالها طرح الاسم الذي يريد.
هذه الانتخابات الاولية لا تحجز مكانا لأحد على اللائحة المتنية. فالمتأهّل أصبح من المحتمل إدخاله إلى اللائحة، إلا الاسماء البارزة التي تحصد أكبر عدد من الأصوات، كما هو متوقّع بالنسبة الى النائب ابراهيم كنعان في المتن.
اما على صعيد تجيير الاصوات الذي يحكى عنه أخيرا، فهذا الامر غير صحيح وغير موجود، لأنه ووفق نظام one man one vote يسعى كل مرشح الى حصد اكبر عدد من الأصوات لنفسه، ما يحول دون تكتل المرشحين معاً او تشكيل لائحة واحدة. ما يعني ان توزيع الاصوات ليس الاّ كلاما نظريا. يضاف الى ذلك، أن المرشحين الجدد في نادي المتنافسين يفتقدون الى امكانية التجيير، التي تبقى فقط في امكان الذين يملكون الشعبية الواضحة في مناطقهم.
ففي المتن مثلاً، يبدو النائب ابراهيم كنعان، الذي حاز على المرتبة الاولى في استحقاقي 2005 و2009، وراكم حضوراً سياسياً وانمائياً وتشريعياً، قادراً على لعب هذا الدور. بينما يرى المراقبون أن بعض المشاركين في السباق التأهيلي يسعون للاكتفاء بالعدد الادنى من الاصوات المطلوبة للانتقال الى الدور الثاني.
اليوم، هناك اتجاهان في المعركة، الاول، يريد الاكتفاء بثلث اصوات الحاصل الانتخابي (75 صوتاً من اصل 225)، بينما يبرز اتجاه آخر يرى في العملية الانتخابية استفتاء على هوية سياسية وأداء في المتن الشمالي وبقية المناطق، ما يجعل المسألة اكثر من عملية تأهيل لاشخاص، ليصبح صندوق الاقتراع وسيلة لاختيار القادر على الحفاظ على تيار قوي حاضر يستطيع منافسة سائر الافرقاء، ويكون متقدماً عليهم.
وبينما يبدو النائب ابراهيم كنعان مرشحاً ثابتاً على لائحة المتن، يبرز لدى الكاثوليك ايدي معلوف وشارل جزرا المتنافسان للتأهل، بينما يبقى جورج عبود ضمن سباق المرشحين ايضاً. اما الوزير الياس بو صعب فيسعى بدوره للتأهّل ارثوذكسياً.
وبما أن المرحلة الأولى ليست حاسمة، فمن الافضل ان يستخدم التيار الوطني الحر الاتجاه الثاني في كل الاقضية ولا سيما في المتن الشمالي، حيث يشكّل القوة التجييرية الكبرى، بينما لا يستطيع حصد كل البلديات ويكون فاعلا في السلطة المحلية، لأن خصومه يستفيدون من تشتت اصوات ناخبي التيار على لوائح متعددة، في غياب الخيار الحاسم الواحد. من هنا، وجب ان تتوحد القاعدة الحزبية على نهج معين.
حتى اللحظة، يبدو ان المتنافسين في المعركة يجسدان التوجهان، النهج التسووي الذي حصل في الانتخابات البلدية الأخيرة، والنهج الحقيقي للتيار الذي ينافس وفق مبادئه في اصعب الظروف.

وحتى 31 تموز، ستتبلور المعركة في لقاءات يدعو اليها المرشحون. فالنائب ابراهيم كنعان دعا الى لقاء مركزي للمتن الشمالي في مكتبه في الجديدة الاثنين المقبل،والى لقاء في مدرسة الحكمة في الجديدة لعرض برنامجه ومشروعه ورؤيته لناخبي التيار في المتن الشمالي. أما النائب نبيل نقولا، فدعا الى لقاء في بلدة بيت شباب. والوزير الياس بو صعب التقى قطاع الشباب في التيار، وبقية المرشحين يجرون لقاءات في القرى مع الناشطين في التيار لتسويق افكارهم.
الناخبون متوجسون من لوجيستية الانتخابات بعد التجربة التي لم تكن ناجحة في الانتخابات الحزبية الأخيرة، بسبب ضيق مكان الاقتراع في المتن الشمالي ووضع صندوق واحد لـ1800 ناخب، ما يتطلب عددا اكبر من الصناديق وتوزيعها على مراكز الهيئات لكي ينتخب الناشطون في مناطقهم الامر الذي يرفع من نسبة الاقتراع.لان اعتماد الطريقة السابقة يكون كمن يقول للناشطين "لا تنتخبوا".
المرشحون الاقوياء يراهنون على كثافة الاقتراع،بينما يراهن بقية المرشحين على قدرة تجميع الاصوات في كل المنطقة للتأهل. وبالتالي فكلما ارتفعت نسبة الاقتراع، والعكس صحيح.
وفي النهاية، هل هذه الانتخابات هي حول النموذج الذي يريده التيار الوطني الحر لتحديد هوية المتن السياسية؟ ام لإجراء انتخابات شكلية لتأهيل مرشحين نظريا بالرغم من تصفيتهم لاحقا؟ وبعد، هل يريد التيار مرشحين محتملين ام يحتاج الى التأكيد على نموذج يشكل رافعة لتيار قوي ونهجه الحقيقي؟

  • شارك الخبر