hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - عبدالله بارودي

من يستهدف اعلام "المستقبل"؟

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٦ - 16:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نغمة جديدة يتعرّض لها اليوم "تيار المستقبل" والمؤسسات الاعلامية التابعة للرئيس سعد الحريري، يطرح معها أصحاب تلك النغمة ومروّجوها تساؤلات ظاهرها حسن، وفي باطنها سمّ الأفاعي!
يتساءل هؤلاء، هل انتقل "المستقبل" من تيار عابر للطوائف والمذاهب، الى تيار طائفيّ ومذهبيّ. هل تحوّل "المستقبل" من تيار مدنيّ ليبيراليّ، الى تيار أصوليّ وفاشيّ؟. هل استسلم "المستقبل" الى مطالب الأصوات التي تناديه بالتمترس خلف قاعدته الأوسع في الطائفة السنيّة، وعدم الالتفات الى باقي الأصوات والآراء؟.. هل ألغى "المستقبل" من نظامه الداخليّ مبادىء الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر، وأضحى تياراً شمولياً، لا يعنيه تنوّع الثقافات والاعتقادات؟..
أسئلة كثيرة بدأت تطرح في الآونة الأخيرة، بواسطة مجموعة من الاعلاميين والمثقفين، منهم من كان أساساً ولغاية اليوم ضد "الحريرية السياسية"، بمختلف أحوالها ومعتقداتها، والبعض الآخر اما عاش وتربّى في محيطها، أو تخرّج من مؤسساتها الاعلامية المختلفة، أكسبته خبرات وأدوات، صوّبها منذ اللحظة الأولى لعمله في وسائل اعلامية أخرى، في وجه الجهة التي أنجبته "مهنياً"، وصنعت منه اعلامياً محترفاً بكل ما للكلمة من معنى.
فبدأوا بتوزيع الاتهامات يمنى ويسارا، مرة بالتصويب على الرئيس الحريري مباشرة، وأحياناً بالواسطة من خلال استهداف قيادات التيار، أو عبر الهجوم على اعلامييه والعاملين في مؤسساته الاعلامية، لمجرّد أنهم لا يتفقون مع مبرراتهم، أو لا يتناغمون مع معتقداتهم وطريقة تفكيرهم.
فجزء من الاعلاميين العاملين في مؤسسات "المستقبل"، لا يتفقون مع معادلة أن الانفتاح والاعتدال والتحضّر، معناها التعدّي على الأديان السماوية أو التطاول على الذات الالهية، وهذا من حقهم. ومن يعاكسهم هذا التفكير عليه ممارسة قناعته دون التهجم على الآخرين، ومحاولة فرض آرائه الثقافية والدينية بالقوة أو عبر الاثارة الاعلامية!..
حقيقة الأمر، حين تركت المؤسسات الاعلامية التابعة للرئيس الحريري، الحرية المطلقة لموظفيها ومراسليها ومحرريها، بالاستقالة أو الاستمرار في العمل بفعل الأزمة المالية التي تتعرّض لها كباقي المؤسسات الاعلامية في لبنان. أرادت من وراء ذلك أن تبقي حداً أدنى من العلاقة الودّية بينها وبين من قرّر المغادرة.
لكن في المقابل، على من فضّل خيار الاستقالة والابتعاد عن كل ما يمتّ ل "المستقبل" بصلة، أن لا يستبيح كل شيء، فيبقى للمعروف والأخلاق مساحة، ويبقى للود والزمالة مكان.
والا فعليه أن ينتظر الردّ، وأن يتقبّل الجواب على كل ما يسيء لمن مكّنه من مسك القلم، وعلّمه سرد الكلمات، وفهّمه أهمية الصورة في الخبر، واختيار العنوان، وكرّر عليه مئات المرات أن المبتدأ يأتي قبل الخبر!..
فلم يعد الصمت ينفع في وجه بث السموم، ولم يعد الانكفاء ينفع في وجه نشر الافتراءات، ولم يعد الصبر ينفع أمام موجة الأكاذيب والافتراءات.
"المستقبل" وأهله لم يتغيّروا لا زالوا مؤمنين بخطّ الاعتدال، وبأن تيارهم عابر للطوائف والمذاهب فعلا وقولا، ولن يسمحوا في "حشره" بزاويا الطائفية والمذهبية المقيتة. لا زالوا مصرّين على حماية حرية التعبير والادلاء بالرأي والرأي الآخر، وسيبقون أصحاب الفكر المدنيّ الحضاريّ البعيد عن التزمّت والتقوقع في زاوية الأحقاد والكراهية والأفكار الشمولية.
سيبقى "المستقبل" واعلاميوه خط الدفاع الأول عن تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بناء وطن لكل اللبنانيين يعيشون فيه سوياً مسلمين ومسيحيين بالتساوي والمساواة.
كفاكم مزايدة.. مدنيّتهم لا تحتاج الى شهادتكم.. واعتدالهم لا ينتظر مباركتكم .. وانفتاحهم لا يتوقف على اثباتكم.. تذكّروا شيئاً واحداً، أن الله لا يحب الظالمين والمفترين.. وأنتم ظلمتم وافتريتم 

  • شارك الخبر