hit counter script
شريط الأحداث

خاص - روبير فرنجية

خاص: بلدية لا تخرق

السبت ١٥ تموز ٢٠١٦ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أما وقد انتخبت جميع المجالس البلدية الرؤساء ونوابهم وطويت الصفحة الإتحادية المتعلقة بإتحادات البلديات وما رافقها من تسجيل انتصارات واحصاء لعدد الأعضاء لذاك التيار أو لتلك الجهة السياسية. فقد أصبحت هذه البلديات مطالبة بالعمل وفي دائرة المحاسبة عن كل تقصير إذ لا يجوز بعد اليوم أن تبقى كل بلدية لائحة فائزة تتدلل عند سماع خطابات الغزل من صنف "الفاحش" على غرار باخرة "التيتانيك" التي لا تحرق ولا تغرق مع استثناءات صغيرة على نفس القافية.

اللائحة التي لا تخرق... لم يعد مشروعاً ولا مسموحاً ولا مرغوباً الإستمرار بتعداد انجازات التأليف بل المطلوب تأليف مشاريع حيوية – خدماتية – انمائية – اجتماعية – ثقافية – حياتية – صحية ألخ، بعيداً عن شعار "الإستظهار": أصبحنا بلدية لكل الناس، للذين اقترعوا لنا وللذين حجبوا أصواتهم عنا. لقد حفظناها مثل الأغنية الضاربة. لم يعد مسموحاً أن نكتفي بالنظر إلى المجالس البلدية بأنها لائحة أرضت كل العائلات والأحياء والفروع والجذوع والأغصان والأكثريات والأقليات، وبأنها حملت الكفايات من خيرة الأطباء والمهندسين والمحامين والمجازين والميسورين فمن قال أنه من ينجح في الطب لا يطب في الشأن العام ويصبح بحاجة الى من يطببه؟ ومن قال ان المحامي اللامع في البلدية يستطيع ان يدافع عنها ان كانت مرتكبة؟ ومن قال ان المهندس الناجح الذي يشيد اكبر المشاريع السكنية يستطيع ان يبني مقرا بلديا؟ لم يعد مسموحاً الإستمرار في الحديث عن التسلم والتسليم وما تركته المجالس السالفة والسابقة من هدر وفساد وسرقات ليبقى هذا الحديث اسطوانة تدور وتدور في عهد الستة أعوام.

لم يعد مستحباً الإستمرار في إنتقاد المجالس السابقة والتحرك الوحيد للآن نزع صور الرئيس السابق ومجلسه عن الجدران والمكاتب ومواقع البلدية الإلكترونية.

لم يعد مقبولاً أن يبقى الخطاب يحوي على وعود كبيرة لا يستطيع تنفيذها رئيس حكومة ولا وزير أشغال ولا وزير داخلية ولا رئيس مجلس إنماء وإعمار. كفانا بل كفاكم وعوداً حالمة لا تطبق وإن كنتم "اللائحة التي لا تخرق".

من قال أن الأداء الجيد لرئيس البلدية أو لعضو بلدية أو لنائب بلدية يترجم بعدد المآتم والأعراس التي يشارك فيها. من قال أن وقوف عضو مجلس بلدية في صفوف أهل الفقيد متقبلاً تعازي الناس يدخله الى "نادي المبدعين" و "الخدومين".

من قال أن جلوس عضو البلدية في الصف الأمامي كما أصحاب السعادة والمعالي والسيادة يؤمن له حضوراً في قريته أو بلدته أو مدينته ويكرسه شخصية عامة.

ليس المطلوب أن تنتشر "طلعت ريحتكم" في كل المناطق لتنتبه البلدية الى تراكم النفايات. ليس المطلوب أن تقيم البلدية سحوراً للإعلاميين في المنطقة أو تولم على شرف مهنتهم ليكتسبوا "كلمتين حلوين" عن المجلس البلدي الجديد جداً.

ليس المطلوب أن تفرش الطرقات الفرعية المؤدية الى بيوت وقصور مشاريع المتبرعين بالإسفلت السميك وفي زواريب وساحات المنطقة تتشعب فيها الحفر المتفاوتة الأحجام.

ليس المطلوب فقط الإكتفاء بما ينجزه أهل السياسة للبلدات لتتبناه البلديات وتقص شريط الإفتتاح وتوزع الصور الفوتوغرافية على الصحافتين الورقية والإلكترونية بأنها أنجزت ما لم تنجز.

لم يعد مسموحاً أن يقول عضو بلدية لا نزال نحضر ونقرأ الملفات التي كان يجب مطالعتها حين طالعتم لوائح الشطب.

إن بدأتم بالحركة والعمل فكلمة "عوافي" تليق بكم وإن كنتم لا تزالون تتقبلون التهاني بإنتخابكم فأحر التعازي بمجلسكم الكريم وإن كانت الولاية في مستهلها والدفن ريثما ينقل الجثمان من القصر البلدي الى أقرب ضريح!

  • شارك الخبر