بقي الحذرُ مسيطراً في الجنوب من ترددات التفجيرات الإرهابية في القاع، حيث فتّشت القوى الأمنية والعسكرية تجمّعات النازحين السوريين وأماكن سكنهم في صيدا والنبطية ومرجعيون وحاصبيا وجزين. وأوقفت مخابرات الجيش مزيداً من النازحين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية وقانونية، وصادرت دراجات نارية بلا تراخيص.لاقت التدابير الوقائية الأمنية الاستباقية والاحترازية ترحيباً من الجنوبيين الذين أثنوا على دور الجيش ومخابراته جنوباً وفي النبطية، وعلى دور الامن العام وبقية الاجهزة الامنية في حفظ الامن والاستقرار.
وفي صيدا، أوقفت القوى الأمنية أحد مسؤولي «سرايا المقاومة» التابعة لـ»حزب الله» الشيخ صهيب حبلي وعدد من مرافقيه لرفعهم لافتات بلا ترخيص من الجهات الرسمية المعنية عند مستديرة سراي صيدا الحكومي، وتمّ حجز سيارة حبلي بعدما تبيّن أنه لا يحوز ترخيصاً للزجاج الحاجب للرؤية، واقتيد مع بقية الموقوفين الى مخفر صيدا لاستكمال التحقيق، وقد أطلق سراحه في وقت لاحق.
وتوالى أمس إصدار البلديات الجنوبية قرارات لتنظيم الوجود السوري فيها ومنع تجوّلهم ليلاً تحسّباً من خلايا نائمة في صفوفهم. وأصدرت بلدية الكفور- النبطية قراراً قضى بمنع تجوّل السوريين من السابعة والنصف من مساء كلّ يوم حتى السادسة من صباح اليوم التالي، على أن يشمل القرار جميع النازحين القاطنين في البلدة وجوارها وصولاً الى تول والجوار».
وتولّى مختار بلدة الكفور حسين محمد مطر إبلاغ النازحين في البلدة القرار وتسليمهم نسخاً عنه، كما تضمّن البيان دعوة النازحين الى تسجيل أسمائهم مجدّداً في البلدية مع عدد أفراد عائلة كلّ شخص على أن يكون مزوَّداً ببطاقة العائلة.
وقرّرت بلدية حبوش منع النازحين من التجوّل من التاسعة من مساءً كلّ يوم حتى السادسة من صباح اليوم التالي، وعدم التجوّل في البلدة خلال الأيام الثلاثة لعيد الفطر من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً، وكلّ مَن يخالف هذا القرار سوف يُبلّغ عنه الى الاجهزة الامنية اللبنانية ومخابرات الجيش اللبناني لاتخاذ المقتضى القانوني بحقه.
ودعت البلدية النازحين الجدد لتسجيل أسمائهم في البلدية تحت طائلة ملاحقة جميع الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية أو قانونية لتسليمهم الى مخابرات الجيش.
ومنعت بلدية الشرقية تجوّل السوريين بعد التاسعة مساءً إلّا للضرورة القصوى حتى السادسة صباحاً. ودعت «أهالي البلدة الذين يلاحظون أيّ خرق لهذا القرار التبليغ فقط من دون التعرّض للمخالف إطلاقاً والاتصال على الرقم: 172656/03».
الى ذلك، عثرت شعبة تبنين في حركة «أمل» والأجهزة الأمنية على سيارة التويوتا الزرقاء المشبوهة التي كانت تتجوّل منذ يومين في تبنين وبنت جبيل وأثارت خوفاً بين أبناء المنطقة.
وأكد مصدر امني لـ«الجمهورية» أنّ «هذه السيارة أثارت البلبلة بعدما سأل سائقها عن سوق تبنين الشعبي وكيفية الوصول اليه، فظنّ المواطنون أنّ هناك عملاً إرهابياً وأبلغوا عن السيارة وهي مسروقة، وتمّ التحقيق مع صاحبها وتبيّن أنه من بلدة عيتيت الجنوبية وسُلّم لمخفر درك تبنين».
من جهته، أكّد المكتب الاعلامي لـ»اليونيفيل»، أنّ اليونيفيل «تنفّذ أنشطتها العادية، بما في ذلك تسيير الدوريات في منطقة عملياتها، بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية ووفقاً للقرار 1701». وأشار الى «أنّ تركيز «اليونيفيل» لا يزال منصبّاً على عملياتنا وعلى تنفيذ القرار 1701.
وعليه، لم يحصل تخفيض في الأنشطة العسكرية والمدنية. وكما هو حال الجميع، فإنّ «اليونيفيل» تأخذ على الدوام جانب الحذر لناحية التطوّرات الأمنية، ولديها أصلاً تدابير أمن وحماية شاملة في موضع التنفيذ، حيث تتمّ مراجعة هذه التدابير بشكل مستمرّ بناءً على الوضع على الأرض».
علي داود - الجمهورية -