hit counter script

الحدث - جورج غرّة

الدولة اللبنانية هي من أدخلت الإرهاب إليها...

الخميس ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 06:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ 4 سنوات أرتفع الصوت في وجه النزوح السوري إلى لبنان، ولم تبق جهة تتعلق بجمعيات حقوق الإنسان واليساريين سوى وإتهمت الجميع بالعنصرية والفئوية مع أبشع أنواع الأوصاف. في حينها تعاطف الجميع مع النازح السوري (ولا يزال) لانه هرب مكرها من الموت والنار.
النازحون يعيشون اليوم في لبنان في مأساة إنسانية، والمجتمع الدولي وخصوصا الدول الاوروبية تحركوا عندما هرب النازح نحوها وتذوقوا طعم الإرهاب المر من بعضهم ولا يزالون. نحن لا نتكلم هنا عن النازح السوري الفقير المظلوم الذي يعيش في الحريق والغريق، نحن نتحدث عن عدم تنظيم النزوح وفتح الحدود على مصراعيها للسوريين. هل تعلمون انه في مخيمات النازحين في تركيا السكين الحديدي ممنوع؟ وبالرغم من كل ذلك فقد أُحرق مطار أتاتورك في اسطنبول.
دخول عشرات السوريين الى لبنان الذين هم ارض خصبة للتجنيد كإنتحاريين هو من نتائج سياسة الدولة اللبنانية. حزب الله دفع الإرهاب نحو لبنان بشكل اسرع بسبب تدخله في الحرب السورية، هذا أمر صحيح، ولكن، إذا كان هناك شخص يريد قتلك في منزلك فهل تنتظر ان يدخل المنزل للدفاع عن نفسك أو تلاقيه أمام المنزل للدفاع عن عائلتك؟ نحن لسنا في معرض الدفاع عن حزب الله ولكن يجب ان ننظر إلى الأمور بواقعية.
أذكر منذ 4 سنوات اتى شخص سوري الى لبنان في أول ايام الثورة السورية وتحولها الى إرهاب وعمليات إنتحارية وتفجيرات، فهو قال لي "الاسد سيسقط ونحن قادمون الى لبنان مجددا بطريقة مختلفة هذه المرة". وها هم يأتون إلينا لتخريب بلدنا.
لذلك على الزعماء التوقف عن الإستنكار، وإستغلال اللحظة سياسيا للترويج لمواقفهم السابقة والراهنة وتراشق الإتهامات، بل عليهم إعلان حال الطوارئ في كل لبنان، وإعادة هيكلة كل مخيمات النازحين السوريين وغربلتها، والتعاون حتى مع الشيطان لطرد الإرهاب، لأن من سمح للإرهاب بالتسلل نحونا عليه تحمل المسؤولية اليوم. نحن نعيش في مصيبة حقيقية فكل لبنان مستهدف أكثر من اي وقت مضى، خصوصا وأن الاجهزة الامنية تحبط يوميا عمليات إرهابية وتوقف الشبكات المسلحة. وما حصل في بلدة القاع خير دليل على حجم المخطط المحاك للبنان.
فإما أن نعي خطورة المرحلة ونواجهها بأقل عدد ممكن من الخسائر، وإما فعلى لبنان السلام.

  • شارك الخبر