hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

عدوان في إفطار للقوات: محاربة الارهاب والتطرف تكون بالدولة وحدها

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 09:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام الأمين المساعد لشؤون المصالح في حزب القوات اللبنانية غسان يارد حفل افطار، غروب أمس، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع ممثلا بالنائب جورج عدوان في قاعة الإمارات في فندق هيلتون - سن الفيل.

شارك في الافطار ممثل الرئيس سعد الحريري حسن ضرغام، ممثل وزير العدل أشرف ريفي القاضي محمد صعب، النواب فادي كرم وعماد الحوت، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، الوزير السابق ماريو عون، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن فادي ابو خزعا، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد روجيه صوما، ممثل المدير العام للأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد فؤاد خوري، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة العميد ساسين مرعب، رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد المتقاعد نزار خليل، مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار وليد صافي، المدير العام لوزارة الأشغال طانيوس بولس، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، مدير الادارة المشتركة في وزارة الاشغال منير صبح، المدير العام للمؤسسة العامة للاسكان روني لحود، المدير العام لتعاونية موظفي الدولة يحيى خميس، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، نقيب المحررين الياس عون، نقيب المحامين انطونيو الهاشم، نقيب أطباء الأسنان كارلوس خيرالله، نقيب المهندسين خالد شهاب، نقيب خبراء المحاسبة سليم عبد الباقي، راعي أبرشية بيروت للسريان الارثوذكس المطران دانيال خورية، ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن الشيخ فاروق الجردي، ممثل السيد علي فضل الله السيد هادي فضل الله، وحشد من رؤساء وعمداء الجامعات في لبنان، ووفود حزبية واجتماعية وأعضاء ومسؤولي المهن الحرة في الأحزاب.

بعد النشيدين الوطني ونشيد القوات، وقف الحضور دقيقة صمت على أرواح شهداء القاع ولبنان، ثم ألقى يارد كلمة وقال: "نلتقي اليوم، إلى مائدة الرحمن خلال الشهر الفضيل، شهر المسامة والمحبة. شهر المساعدة والزكاة. شهر الإلفة والتلاقي. وإن كان الصوم الكبير لدى المسيحيين مؤشرا لبداية رسالة يسوع المسيح، كذلك، الصوم لدى المسلمين، مؤشر لبداية رسالة النبي محمد عليه السلام، في ليلة القدر، وكانت أول آية: "إقرأ باسم ربك الذي خلق". من هنا، أردنا لإفطارنا في غروب هذا اليوم، أن يكون إفطارا رمضانيا، نتشارك فيه، مسلمين ومسيحيين، معاني المحبة والإلفة والتلاقي. وليس هذا بجديد علينا. فميزة لبنان، أنه وطن رسالة أعطى دروسا ومثالا يحتذى به عن معنى التآخي والمحبة والإعتراف بالآخر والعيش المشترك".

وتابع: "مررنا بمشاكل وأزمات وحروب. هذا صحيح. حملنا السلاح وقاتلنا، وهذا أيضا صحيح وبه نفتخر، قاتلنا واستشهدنا كي يبقى لبنان لكم، ولنا. فنحن لم نهدف يوما إلى مقاتلة اللبنانيين، ولم يكن يوما أي لبناني عدونا. قاتلنا الفلسطيني وحلفاءه عندما قال: "إن طريق القدس تمر في جونيه". قاتلنا السوري وحلفاءه أيضا عندما قال: "إن لبنان محافظة من محافظات سوريا". نعم، ضمت القوات اللبنانية في صفوفها، خيرة الشباب اللبنانيين من جميع الطبقات الإجتماعية والطوائف، وكنت واحدا من بينهم، يوم دعاني واجب الدفاع عن الوطن. تركت تحصيلي العلمي في طب الأسنان، والتحقت في صفوف القوات اللبنانية".

أضاف: "بالأمس، واليوم وغدا، نقاتل كل غاصب ومحتل. هذا ما نشأنا عليه. هذا ما نربي أولادنا عليه. مسيحيو لبنان أعزائي، حاربوا مع أبناء بلدهم ضد مسيحيي الغرب إبان الحملات الصليبية تماما كما حاربوا الفتوحات الإسلامية. صخور نهر الكلب، وتعتبر اليوم معلما سياحيا، نقشها الآباء والأجداد كي نتذكر أنهم تغلبوا على أعتى الجيوش وانتصروا على الطغاة المحتلين، وطردوهم، وحرروا أرضهم، وأعادوا الحرية إلى شعبهم. حرية، لا يرضى اللبناني عنها بديلا. يفضلها على المأكل والملبس واللهو والتسلية. حرية ملتزمة ، لكنها غير مجزأة، وتمتد من حرية الملبس، إلى حرية المأكل والمشرب وصولا إلى حرية التعبير والإيمان والمعتقد".

وختم: "تحالفنا ونتحالف مع كل من يؤمن بلبنان أولا وأخيرا. شعارنا دولة قوية في وطن قوي. هدفنا، ديمقراطية حقيقية، تؤمن تداول السلطة بصورة طبيعية مع احترام المواعيد الدستورية. هذا هو لبنان الذي به نحلم ومن أجله نعمل. هذه هي الدولة التي إليها نطمح ولها نخطط. وكل من يملك هذا الحلم وهذا الطموح هو حتما حليفنا. وأود أخيرا، أن أعبر عن شكري وامتناني لكل من ساهم في إنجاح هذا الإفطار، وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع، ورؤساء المصالح والرفيقة مايا الزغريني، وكل الرفاق، ضاربين موعدا ثانيا في العام المقبل وآملين للبنان كامل الإزدهار".

وألقى النائب جورج عدوان كلمة قال فيها: "نلتقي الليلة في ظل الأجواء المأسوية التي تخيم على وطننا وعلى بلدتنا العزيزة القاع وقد أبى المجرمون إلا ان يعبروا عن حقيقتهم المخزية، وبربريتهم المعلومة، وتاريخهم المخجل وماضيهم المعيب وحاضرهم الأسود الذي يتغذى من دماء المواطنين الأبرياء العزل، وقد أتوا ليطعنوا لبنان في خاصرته من القاع، تلك البلدة البقاعية الآمنة التي شكلت عنوانا للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين".

أضاف: "مجرمون يهاجمون الابرياء. يتقنون الغدر، لا يفرقوا بين شيخ وطفل، عجوز ومريض، رجل وامرأة، يزهقون النفس البشرية على مذبح احقادهم وظلاميتهم ، فكل الذين سقطوا شهداء لبنان، وكل اللبنانيين شركاء في العزاء شركاء مع القاع الجريحة مع القاع الصامدة المقاومة البطلة. ونحن اليوم إذ نعزي أهلنا في القاع بشهداء الوطن ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل: نؤكد انهم قد دفعوا ضريبة الدم عن كل لبنان وعن كل اللبنانيين الذين يرفضون وينبذون كل أشكال التطرف والإرهاب والغلبة والإقصاء، تحت أي ذريعة كانت، وبأي شعار تزينت، ونعتبر أن وجودنا هو صنو وجود جميع إخواننا في الوطن معا أقمناه، ومعا سنحافظ عليه وندافع عنه".

وتابع: "نجتمع في هذه الأمسية المباركة من الشهر الفضيل وقد أرادت القوات اللبنانية لهذا الإفطار الرمضاني أن يكون مناسبة لنتشرف فيها بتقاسم الخبز والملح والكلمة الطيبة والتأمل مع رجال الدين وأصحاب المهن الحرة من كل المذاهب والطوائف والديانات التي يجعل عيشها الواحد ووحدتها الوطنية من وطننا الصغير واحة أمل ونموذج رجاء لمنطقة تضربها الحروب المجنونة ولعالم ينخره التطرف والإرهاب والإقصاء. نجتمع اليوم وعالمنا العربي يعيش مرحلة من أشد المراحل خطورة، يتشابك فيها التدخل الخارجي في شؤونه بحروب أهلية ونزاعات مذهبية واعتداءات إرهابية تهز استقرار عدد من مجتمعات ودول. هي مناسبة لنقدم للمحيط وللعالم صورة حضارية عن النموذج اللبناني ولنؤكد عن قناعتنا كقوات لبنانية بأن الإعتدال والعيش المشترك والحوار والتفاهم والتآخي ليسوا مجرد كلمات نرددها حسب الحاجة، بل فعل وممارسة يومية إنسانية واجتماعية وسياسية ولنؤكد اننا متعلقون أكثر من أي وقت مضى بالنموذج اللبناني. وإننا نقف مع أهل الاعتدال بوجه من يحاول اختطاف الإسلام وتقديمه على أنه دين التطرف والكراهية والإرهاب".

وقال: "تشكل المهن الحرة أساسا من أسس بناء مجتمعنا، فيها المثقفون والمتعلمون وهي الأساس في حماية حقوق المواطن وحرياته ورعاية كل تفاصيل حياته، كما تسهم في تقديم الحلول التشريعية والإنمائية والإعمارية والعملية والصحية والبيئية، ومن واجبنا أن نكون دائما منفتحين على هذه الحلول".

أضاف: "في المهن الحرة هناك الشباب، الذين هم مستقبل لبنان، وكم نحن بحاجة إلى جهودهم اليوم للنهوض الاقتصادي لان الأوضاع لا يمكن ان تبقى على ما هي عليه وإنه علينا وبأسرع وقت ان نعمل على استنهاض اقتصادنا، وسنكون بحاجة إلى كل الشباب والشابات والمهن الحرة لكي نقوم بذلك".

وتابع: "نجتمع اليوم في ظل ظروف وطنية واقتصادية مقلقة، فالمؤسسات الدستورية معطلة، والمؤشرات الاقتصادية والمالية لا تدعو إلى التفاؤل، فمنذ أكثر من عامين شغر منصب رئيس الجمهورية، والمجلس النيابي مقفل، والحكومة أصبحت مسرحا للنزاعات وفقدت إنتاجيتها. وبدلا من أن تقوم الحكومة بواجباتها في تسيير شؤون البلاد والعباد، صارت اجتماعاتها نموذجا للعجز والفشل، والدولة تنهار تدريجيا ينخرها فساد لم يبلغ يوما ما بلغه اليوم. وبدلا من أن يجتمع المجلس النيابي بانتظام للقيام بالدور الذي أناطه به الدستور أصبح التئامه نادرا إن لم يكن مستحيلا".

أضاف: "إن المشهد الوطني الراهن يدعو إلى القلق لأن الدولة مستضعفة وهيبتها مستباحة وقرارها في الكثير من الأمور مخطوف إلى حيث يجب ألا يكون والمدى الذي بلغه الاستهتار بالصالح الوطني العام، بات يهدد الكيان اللبناني نفسه، نعم المشهد الراهن مقلق. وبات لبنان وكأنه متروك على قارعة المصالح الإقليمية والدولية. وفي ظل هذه الأجواء التي تنذر بالأسواء بقي حصنان يقتضي الحفاظ والدفاع عنهما، المؤسسات العسكرية والأمنية بكل فروعها، والمنظومة الاقتصادية والمالية بكل أطرافها".

وقال: "لقد نجح لبنان حتى الآن، بفضل جيشنا وقواته الأمنية، في جبه التحديات الكبيرة في مواجهة الإرهاب وما يزال، وثبت مستوى عال من الاستقرار الأمني في الداخل وعلى الحدود. نغتنم هذه المناسبة لنؤكد، إن التعرض للقطاع المصرفي يشكل مساسا بالأمن القومي. ولا مبالغة في القول إن المصارف اللبنانية وقطاعات الإنتاج السياحي والزراعي والصناعي الصامدة، تحمل على أكتافها اليوم ما تبقى من اقتصادنا الوطني. والمعالجة المطلوبة يجب ان تنطلق من ثوابت وطنية نلتزم بها جميعا ونعيد تأكيدها فعلا لا قولا، وهي: إلتزامنا جميعا باتفاق الطائف وبسقف الطائف: فالمرحلة والظروف اليوم لا تسمح بأي قفزة في المجهول وما يحكى عن مؤتمر تأسيسي مغامرة لن نذهب إليها ولن نسمح حتى بفتح أبوابها. العودة إلى لبنان أولا - والى الالتزام بعروبة لبنان، وهو الالتزام بمحيط لبنان العربي والابتعاد عن سياسة المحاور والتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي. اتفاق الطائف حسم مسألة العروبة لتكون عنوانا لهوية لبنان، وليس أداة لسيطرة أي نظام عربي على لبنان. الالتزام بقرارات هيئة الحوار الوطني: من المحكمة الدولية - إلى ترسيم الحدود، إلى سلاح المخيمات، إلى السلاح خارج الدولة".

وتابع: "الخلاص لنا جميعا لا يمكن ان يكون خارج الدولة - لا يمكن ان يكون إلا بالدولة وبالدولة وحدها. محاربة الإرهاب لا يمكن ان تكون إلا بالدولة وبالدولة وحدها. محاربة التطرف ودرء الفتنة لا يمكن ان تكون إلا بالدولة الديمقراطية والدولة المدنية. عودة العلاقة الطبيعية مع محيطنا لا يمكن ان تكون إلا بعودتنا جميعا إلى الدولة ودستور الدولة وقانون الدولة وقرار الدولة. جميع المشاكل التي نعاني منها اليوم مرتبطة بالوضع السياسي الذي علينا ان نعمل لنجد له حلا بأسرع وقت ممكن. والجميع يعلم ان المدخل الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية، مما يسمح لكل مؤسسات الدولة أن تعيد انتظام عملها، ويسمح لنا أيضا مع كل الإرادات الصادقة أن ننهض مجددا بالاقتصاد ونوفر فرص عمل للشباب ونعيد تأهيل البنى التحتية في كل لبنان".

أضاف: "في هذا المجال يجب ان نتحلى جميعا بالواقعية، فكل يوم تأخير في انتخاب الرئيس يعرض البلاد على كافة الصعد أكثر وأكثر: فليبدأ حوار بين تيار المستقبل والعماد عون لأن هذا الأمر وحده في الأمد المنظور هو المتاح لإجراء الانتخابات الرئاسية. وفي هذا المجال أصبح من الملح أيضا ان ندرك أن بضعة أشهر تفصلنا عن الاستحقاق الثاني الداهم ألا وهو الانتخابات النيابية فلا نترك الأمور على ما هي عليه فنقوم من خلال الإبقاء على قانون الدوحة بتمديد مبطن للمجلس النيابي وللأزمة المستفحلة، فلنذهب إلى إقرار قانون انتخابي جديد يراعي صحة التمثيل لكل اللبنانيين وينتج تمثيلا لا يقصي اللبنانيين، فقانون الانتخابات هو المدخل الحقيقي لإعادة بناء سليمة لمؤسسات الدولة لأنه يفتح الباب أمام المجلس النيابي ليلعب دور الرقابة والمساءلة ويفتح الباب أمام الناس لمحاسبة ومساءلة نوابهم".

وختم: "إن وضع الفساد المستشري والقضاء الغائب وأنظمة الرقابة التي تحتاج إلى من يراقبها، والافتقاد إلى موازنة والحكومات التي تضم المعارضة للحكومة في كنفها، لا تستوي إلا بقانون انتخاب جديد" سائلا: "ماذا ننتظر؟ أننتظر سقوط الهيكل رغم ان جميع المؤشرات تتجه نحو ذلك. لماذا علينا ان ننتظر حزيران 2017 حتى نقوم بما يمكن ان نقوم به اليوم، أننتظر حتى تنهار الدولة أكثر وينهار الاقتصاد أكثر وأكثر وتقع الكارثة الكبرى"، معلنا "نحن مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى هذه الوقفة الشجاعة لوقف انهيار الأمور. نحن مدعوون اليوم أكثر من أي وقت لنتحلى بشجاعة القرار لإيجاد الحلول لأن الزمن لا يرحم والوقت يمر، فلا ننتظر من احد أن يجد لنا حلولا لم نجدها نحن لأنفسنا".  

  • شارك الخبر