hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

"القوات" تغيّر رأيها: نعم للامن الذاتي...

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 06:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

انطوان زهرا يحمل السلاح مجدّدا. المقاتل السابق، نائب البترون الحالي في "القوات اللبنانية"، جَهد طويلا في السنوات الماضية لتثبيت هويته كسياسي بعد سقوط أكياس الرمل.
في زمن السلم لم يتحدّث زهرا علنا يوما عن المهمات التي كلّف بها في زمن الحرب. مع ذلك، أفتخر "بكلّ التضحيات" التي قدّمها في سبيل القضية ولبنان، مؤكّدا "لو عادت الأيام إلى الزمن الذي كنت فيه منضوياً تحت لواء حماية البلد لما تردّدت لثانية واحدة، وبأنه لم يندم على الإطلاق لأنّه اضطرّ في مرحلة ما إلى حمل السلاح في سبيل الدفاع عن أهله وبلده".
يوم اندلعت الحرب يذكر زهرا أنه كان جنديا احتياطيّاً في الجيش. بعدها أصبح مسؤول الاستطلاع في منطقة الشمال بقيادة رئيس "القوات" سمير جعجع الذي بقيت علاقته معه ومع ستريدا جعجع فاترة حتى العام 2005. انتهت الحرب وتغلغل زهرا تدريجا في العمل السياسي الى ان قادته النخوة الى الظهور مسلّحا في القاع المنسية.
في الاونة الاخيرة غاب انطوان زهرا تماما عن حلبة البلديات باستثناء أدوار صغيرة قام بها بعيدا تماما عن "الشاشة". قبل ذلك، كلّف مهمة توضيح بعض النقاط إعلاميا المتعلّقة باتفاق معراب بين ميشال عون وسمير جعجع، هو المتّهم اصلا بعدم اقتناعه بجدوى هذا الاتفاق ليس رفضا للمصالحة المسيحية إنما في معرض الكشف المبكر من جانبه عن "مرض" أصاب العونيين يستحيل لورقة تفاهم ان تساهم في التخفيف من أضراره وانتشاره. زهرا المقلّ كثيرا في الكلام وفي الطلات الاعلامية هذه الايام يظهر في القاع وبين أهلها حاملا السلاح الى جانب العديد من الشباب المسلحين بعد التفجيرات الانتحارية غير المسبوقة التي طالت البلدة البقاعية الحدودية.
في ظل انتشار أمني كثيف واستنفار غير مسبوق من جانب الجيش، سهر زهرا مع ابناء البلدة حتى الفجر، وقضى ليلة أخرى شاهرا السلاح الى جانبهم بوجه الارهابيين. تأخّر زهرا عن القيام بالواجب، لكنه فعلها معطيا "الشرعية" أخيرا للامن الذاتي الذي رفضته "القوات" بداية وهاجمت من يشجّعه ويغطّيه على كامل قرى الشريط الحدودي شرقا.
مبادرته، بطبيعة الحال، لا يمكن إلا أن تفضح خمول باقي القوى المسيحية التي اكتفت بالتفرّج، باستثناء الوزير جبران باسيل الذي كان الوحيد الذي زار القرى الحدودية شمالا وبقاعا أكثر من مرة في مهمّة دعم أهالي المناطق وإشعارهم أنهم ليسوا وحدهم في الميدان وتثبيت مقوّمات الصمود في البقع المتروكة لأقدارها.
وبالمناسبة حماسة انطوان زهرا ستجرّ الى ما يشبه مضبطة اتهام بحقّ المقصّرين: ما الذي يمنع الحكومة، بكامل اعضائها، وصولا الى رئيسها بالوقوف على خاطر مجاهدي القاع من ابنائها عبر زيارتها ولو لساعة واحدة تضامنا؟ لن تشيل الحكومة الزير من البير لكن بالتأكيد ستقدّم رسالة واضحة أن النفايات والفضائح لا تلهيها عن هموم أبنائها القاطنين بجنب الموت. الجيش يقوم بالمطلوب منه وأكثر وبالامكانات المتوافرة، لكن يصدف ان الحكومة لا تقدّم سوى المزيد من الادلة القاطعة بأن وجودها أو عدمه سيّان...
  

  • شارك الخبر