ذكّر عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود في حديث لـ "المركزية" أن "الجميع يعود اليوم إلى التحذيرات التي أطلقناها منذ اليوم الأول في ما يتعلق بالوجود السوري في لبنان. وهنا ألفت انتباه الجميع إلى أن البعد الانساني لهذه القضية مهم أيضا. نحن نريد أن يعيش المواطن السوري في لبنان في ظل توفر أدنى الشروط الانسانية، لا في الخيم كما هي الحال اليوم. من هنا، كانت مطالبتنا بالتعامل مع هذا الملف تماما كما فعل الأردن وتركيا، وقد فضلنا أن يحصل هذا الأمر في أرض قفر لأن الحدود اللبنانية- السورية طويلة، وهي ليست أراضي لبنانية. لذلك، أقول إنني لا أعرف نيات البعض لعدم تنظيم الوجود السوري خارج الأراضي اللبنانية، وبمساعدة الأمم المتحدة. علما أن لا مانع من التفكير في إنشاء مناطق اقتصادية خاصة خارج لبنان للاجئين، حتى لا تشكل هذه المناطق أزمة للصناعات المحلية اللبنانية. وأنا أعتقد أن الجميع بات على اقتناع بأن تنظيم وجود اللاجئين السوريين أصبح ضرورة قصوى". 

وتعليقا على كلام وزير التربية الياس بو صعب عن أن الانتخاريين قد يكونون آتين من خارج لبنان لنفيذ عمليات إرهابية، اعتبر عبود أن "هذه كلها مجرد ترجيحات، علما أن فرضية أخرى تفيد بأن هؤلاء الانتحاريين قد يكونون منتمين إلى خلايا نائمة، لكن ما الذي قد يتغير بين هذه الفرضية وتلك فيما نحن غير قادرين على ضبط حدودنا، وخصوصا عند نقطة مشاريع القاع"؟

وشدد على أننا "لن نتوقف يوما عن المطالبة بتنظيم الوجود السوري في لبنان بطريقة لا تختلف أبدا عن تلك المعمول بها في تركيا والأردن. والأدهى من كل هذا يكمن في أن هاتين الدولين تنالان مساعدات دولية لتحمل أعباء هذه المشكلة، على عكس لبنان الذي يتحمل الجزء الأكبر من اللاجئين".

وفي ما يتعلق بمآل الوضع الأمني بعد تفجيرات القاع التي سبقها تفجير بلوم بنك، لفت عبود إلى أن "يجب أن تعلو الأصوات المطالبة بتسليح الجيش وتعزيز قدراته، لكن يجب أن يتنبه الجميع أيضا إلى أننا نتعامل مع إرهاب لم تتمكن أوروبا من ردعه، ما يستوجب أن يكون كل مواطن خفيرا، وهنا لا بد من توجيه الشكر لكل القوى الأمنية والعسكرية في هذا المجال".