hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - عيسى بو عيسى

الغزوة الاولى انكشفت في القاع

الثلاثاء ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 08:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

لم يكن احد في لبنان من أمنيين وسياسيين يتوقع سوى هذا السيناريو الارهابي والاجرامي ذلك ان معظم التأكيدات التي صدرت في هذا الشأن لطالما كانت مربوطة بمصطلح «إلا إذا» وهذا ما حصل بالفعل في بلدة القاع الموازية للحدود مع سوريا والتي تضم في محيطها منطقة معروفة باسم مشاريع القاع حيث يتمركز اكثر من ثلاثين ألف نازح سوري يتوزعون على الخيم وسلسلة من الابنية المخالفة، ولطالما حذر اهالي القاع من خطورة نوعية بعض جيرانهم السوريين داخل هذه المخيمات وضرورة تكثيف جهوز الاجهزة الامنية من مداهمات يومية كي لا يقع المحظور، الا ان هذه الاجهزة وحسب مصادر امنية كانت تعي ان وجود ارهابيين داخل المخيمات امر ممكن الى حد كبير وهي لم توفر يوماً في اقتحام اي منطقة الا ان الارهاب ليس بالامكان انتظاره كل دقيقة بل محاربته تأتي نتيجة عمل أمني متواصل، وبما ان ما حصل في القاع ومع سقوط شهداء مدنيين وعسكريين لا يمنع أبداً من تواجد خلايا ارهابية في مخيمات عديدة ان كان في البقاع او عكار او مناطق أخرى، ولا تستطيع هذه المصادر إلصاق صفة الارهاب على كافة النازحين السوريين انما توالي عملي القاء القبض على الخلايا الارهابية يسهل عمل الاجهزة الامنية نحو كشف الارهابيين في مناطق أخرى.
وترى هذه المصادر ان عملية القاع معقدة ليس من ناحية التوجهات انما من حيث الاتجاه الذي كان من المزمع سلوكه من القاع باتجاه مناطق أخرى مع عدم إعفاء «داعش» واخواتها من استهداف القاع بالذات، والسؤال الابرز في هذه العملية الارهابية بالذات يدور حول العديد من الاسئلة عن الامكانيات التي جعلت الارهابيين يتخذون من احد المنازل في البلدة القريبة من منطقة المشاريع ملاذاً لهم تحضيراً للقيام بهذه العملية، وكيف استطاع هؤلاء الاربعة المبيت في هذا المنزل حتى الفجر، اما السؤال الابرز محوره مبني على كيفية سلوكهم الطرقات الداخلية في البلدة سيراً على الاقدام نحو اهداف معينة وفي هذا التوقيت بالذات.
وتقول مصادر مطلعة على مجرى العملية ان زمن دخولهم القاع مع احتساب توقيت وصولهم الى بلدات اخرى يمكن ان تكون هي المستهدفة يوحي بأن هدفهم الاول كان مزدوجاً:
- الاول: تفجير أنفسهم بالمصلين مع صلاة الفجر في مناطق الهرمل وبعلبك او بلدات قريبة من القاع نظراً لاعتمادهم وسيلة السير على الاقدام وعدم قيادتهم للسيارات او الدراجات النارية منعاً لانفضاح امرهم.
- الثاني: وهو احتمال قائم وفحواه في اتفاق الانتحاريين على توزيع انفسهم على عدة مناطق ومنها مراكز للجيش اللبناني قرب المصنع وتنفيذ عمليات تقضي بأن يفجر الاول نفسه ثم يلحق به الثاني وهكذا دواليك الا ان الصدفة افشلت المخطط الدموي الكبير والذي توعدت به «داعش» منذ فترة باستهداف لبنان كقرار متخذ من المسؤولين الكبار فيها، وهذه الصدفة تمثلت في اشتباه احد اهالي القاع بوجود ضجة وبعض الحركات قرب منزله وخرج متأبطاً سلاح صيد واطلق عياراً نارياً وهذا ما جعل الشك يتسرب الى نفوس الانتحاريين من ان امرهم قد تم فضحه فعمدوا الى تفجير انفسهم الواحد بعد الآخر.
وتعتبر هذه المصادر المطلعة ان الموجة الاولى من الانتحاريين قد انكشفت بفضل بعض اهالي القاع الذين بعلمهم هذا ابعدوا الخطر عن الاهداف الحقيقية للارهابيين الذين من المؤكد انهم كانوا يستهدفون بعض مراكز الجيش ومناطق تواجد نفوذ حزب الله وتحديداً انتظار الباصات التي تقل عسكريين نحو مراكز خدمتهم في مختلف المناطق وهذا أمر مرجح للغاية ايضاً على خلفية ان الاجراءات داخل بلدة مسيحية وفي شوارعها اقل من التواجد في احياء ذات ميول واضحة لحزب الله.
وفي مطلق الاحوال فان هذه المصادر تكشف ان الجيش اللبناني كان قد اتخذ سلسلة من الاجراءات وبدأ تنفيذها وفق خلفيات استخبارية لمديرية المخابرات التي كانت وما زالت تعتبر ان الارهابيين سوف يقومون بأعمال اجرامية خصوصاً خلال شهر رمضان وهذا ما يفسر سرعة وصول دورية من المخابرات الى مكان الحادث خلال دقائق واستشهاد عناصر منها.
 

  • شارك الخبر