hit counter script

مقالات مختارة - جهاد نافع

الحريري دخل عكار من «النافذة»

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 08:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

عبر الرئيس سعد الحريري غروب امس الاحد اوتوستراد المنيه ومدخل عكار في العبدة ومن ثم بلدة ببنين باتجاه قاعة الافطار .
لا بد للحريري الا أن لاحظ حجم التردي والاهمال في الشوارع التي عبرها وهي قياسا الى غيرها من شوارع عكار الافضل ..لكن هي نموذج عن اثمان سياسية دفعتها ولا تزال تدفعها عكار جراء التهميش المتمادي والمتواصل منذ أن اعتبرها الرئيس الحريري خزانه الشعبي الكبير وان اهلها في «جيبته» الصغرى، ما أن يناديهم حتى يلبوا النداء مسرعين صاغرين... ولهذا السبب يعتقد احد المرجعيات السياسية العكارية ان دخول الحريري الى عكار جاء من النافذة وليس من ابوابها الكبرى بعد كل سنوات الغياب الطويلة مع غياب المشاريع والخدمات باستثناء محاولات تحويل عكار مزبلة لبنان لولا همة شبابها الذين تصدوا للمشروع التهميشي الجديد فافشلوه مع وعد بتمويل لمشاريع انمائية لم تبصر النور حتى اليوم سوى ترقيع سيء لبعض الطرقات نظرا لغياب الرقابة الرسمية والخضوع للصفقات والسمسرات كالمعتاد.
لم يلتفت الحريري الى اصوات بعض المعترضين على زيارته التي توقعوا انها لن تحمل الى عكار شيئا جديدا سوى الوعود،فهو في الافطارين اللذين اقامهما في طرابلس لم يضف شيئا جديدا سوى الوعود المعتادة كما سوى الهجمة - الاسطوانة الروتينية في رد وصف بالهزيل غير المقنع على خطاب السيد حسن نصر الله وان هذا الرد جاء ليرضي جمهوره الذي دعاه من جهة الى الاعتدال، ومن جهة ثانية الى التشدد والتطرف وتعبئة النفوس حيال المقاومة ..
واذا كان الحريري - يقول المرجع العكاري - يريد مصالحة ابناء الشمال من طرابلس الى عكار، فليس بهذه الاساليب التي وصفت بالملتوية التي تعيد شحن النفوس في وجه مكونات الوطن، كما ليس باسلوب تهميش وتجهيل قيادات شمالية في طرابلس وفي عكار وفي اسلوب التحدي لقيادات عكارية لها حيثية شعبية لا يمكن تجاوزها.

ورأى المرجع ان من حق الحريري أن يدعو من يشاء الى الافطار ويغفل من يشاء من الدعوة لكن عليه أن لا يقول انه آت للمصالحة والانفتاح والاعتدال بل هو كما يبدو يأتي الى عكار وفي مخيلته مشروع سياسي جديد لعكار وللشمال، وحسب ما توفر من معلومات ان لديه تصورات لهيكلية جديدة لتياره في عكار وهذه التصورات تبدأ بالاعداد للائحة انتخابية منذ الآن الى تصور لمنسقياته ومجالسه التنظيمية في عكار.
ويرى المرجع ان الحريري إذ دعا النائب السابق طلال المرعبي الى الافطار وبدوره بادله المرعبي بتحية احلى بتصريح رحب فيه بزيارته الى عكار ومشيدا بدوره السياسي الوطني ،فانما في ذلك اشارات الى الحلف السياسي المنتظر في الايام المقبلة وان تغييرا لا بد سيحصل في وجوه كتلة عكار النيابية،اقله على مستوى النواب السنة.
ويعتقد المرجع ان الحريري يدرك ان معركته في عكار لن تكون سهلة هذه المرة كسابقاتها في الانتخابات النيابية التي مضت .. ففي عكار قيادات لها وزنها الشعبي وحيثية اثبتت وجودها في اصعب الظروف التي مرت على عكار ولبنان وان هذه القيادات استمرت متواصلة مع الشرائح الشعبية العكارية ولم تنقطع عنها يوما في وقت اغلق تيار المستقبل ابوابه وحنفيات خدماته ومساعداته بينما كانت قيادات عكارية تتواصل مع الناس ومع الفقراء والمناطق المحرومة ،في حين ان الخطاب السياسي المتطرف والمتمذهب لم يعد له مكانا في عكار حيث استفاق العكاريون ليجدوا انفسهم قد غردوا خارج سربهم التاريخي المنسجم مع المقاومة ومع تاريخ الوحدة الوطنية والعيش المشترك.
ويلفت المرجع الى ان الحريري يواجه ايضا ضمن صفوفه حالة تمرد وانتفاضة وحده يعرف اسبابها وخلفياتها، كما يواجه تمدد الوزير ريفي الى عكار بوجهه الآخر من خلال عضو كتلة المستقبل المقال النائب خالد ضاهر الذي شن حملة عنيفة غير مسبوقة على الحريري ،كما يواجه النائب السابق وجيه البعريني الذي يعرف الحريري نفسه حجم حيثيته الشعبية العكارية.
ايضا وهو في دخوله الى عكار إذ لاحظ حجم الاهمال الرسمي وحيث عكار لم تتغير منذ ان امسك تيار المستقبل بالسلطة والى اليوم فانه لا بد انه لاحظ نقمة العكاريين على وعود اغدقت عليهم ولن يكون الافطار الحل الذي ينهض بالمنطقة، بل ان الافطار فاقم من ازمة المستقبل السياسية في عكار وزاد من الشرخ داخل صفوفه وان لململة هذه الصفوف تحتاج الى افعال والى انفتاح فعلي على كل مكونات عكار وليس استعمال عكار منصة للتصويب على المقاومة وعلى بعض ابناء عكار فعكار لم تعد في «الجيب» - حسب رأي المصدر العكاري.
 

  • شارك الخبر