hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

قزي "يفطر" بعد صيام الجلستين

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 06:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حين تضجّ الكرة الارضية بخبر خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وتأثيراته على الوحدة الاوروبية ومشروع الخروج بـ "أوروبا جديدة" أكثر محاكاة لأزماتها المصيرية، يصبح الحديث عن إخراج الوزير سجعان قزي من "حزب الكتائب"، بالنسبة للبنانيين، خبرا أقل من عادي، ما يحيله الى مرتبة الاخبار الكلاسيكية في بلد يتنفّس فضائح وارتكابات. الجريمة الأولى تتجلّى في التواطؤ الجماعي على "تغييب" رئيس الجمهورية عن واجهة "الجمهورية"، وما بعد ذلك تكرّ سبحة الاختلالات والنزاعات والانقسامات... مع عجز كامل لأي طرف محلي او خارجي عن توقع فترة استمرار عهد "الانحطاط" السياسي.
مع ذلك، يجوز القول ان سجعان قزي ظاهرة فعلا يستدعي التوقف عندها. من ظنّ ان الرجل سيصوم كثيرا قبل أن يفطر مجددا على "جلسة وزارية" كان مخطئا. كاد الرجل ان يفعلها حتى قبل صدور قرار فصله من الحزب بشبه إجماع. وحين أكّد أنه سيأخذ وقته ليفكّر في الالتحاق مجدّدا بجلسات مجلس الوزراء، كان يقصد تماما أنه سيأخذ وقته ليفكّر بالبزة التي سيرتديها في "يوم العودة" الى أحضان السرايا.
يحقّ لقزي ان يتشاوف ويتعجرف على الكتائبيين وعلى زملائه ايضا في الحكومة حتى لو صار مجرّدا من الغطاء الحزبي. مسار كامل يحمله على كتفيه ويتباهى بأنه صنعه يوم كان من يقرّرون سياسة حزب "الكتائب" لا يزالون أطفالا أو لم يولدوا بعد. ثمّة من يؤكّد ان مصير سجعان قزي مع سامي الجميل كان معروفا سلفا، فلماذا التخلي عن المسؤوليات الوزارية منذ الان؟. لا أحد يتحدّث هنا عن وزارة سياحة او ثقافة أو إعلام او وزارة دولة، بل عن وزارة "شبه سيادية" على خدماتية على "أمن قومية" يفترض أنها واحدة من ركائز جبهة مواجهة إعصار النزوح السوري الممزوج بروائح التوطين .
عيّن وزيرا في شباط 2014 في عهد أمين الجميل رئيسا للكتائب، واستمر في مهامه الوزارية لمدّة عام بعد انتقال عصا الرئاسة الى الجميل الابن. أشهر من الاحتكاك الملتبس بين وزير يتحسّس من الاملاءات، خصوصا إذا كانت غير ناضجة، ورئيس حزب لم يتوان عن كشف مخطّطه بالتخلص التدريجي من الرموز المزعجة في "الحرس القديم". سيعترف قزي بوضوح أنه لو كان أمين الجميل لا يزال رئيسا للحزب لما حصل ما حصل!
سبق الوزير قزي ادمون رزق ولويس ابو شرف وسمير جعجع وكريم بقرادوني في الخروج من "حزب الكتائب"، مع اختلاف الظروف واللحظة والمسببّات والنتائج. لكن "حالة قزي" استدعت طرح إشكالية حسن الخيارات. من أخطأ فعلا؟ "حزب الكتائب" بقرار خروجه من الحكومة الذي لا يصرف في السياسة سوى استبعاد ذاتي عن حلقة التقرير والمشاركة والاخذ والرد والحسم في زمن الـ "لا حسم"؟ أم قزي الذي تمرّد على الاوامر الحزبية لقناعاته بخطأ القيادة الحزبية في الانكفاء عن المواجهة في اللحظة السياسية الاكثر خطورة ودقة، مع شئ من البرغماتية القائلة بأن "حزب الكتائب" لن يحلم مجددا بحصة وزارية توازي الحصة التي أمّنتها له "ظروف" ولادة حكومة تمام سلام؟
 

  • شارك الخبر