اعتبر النائب نضال طعمة "أن جرأة الرئيس الحريري في مقاربة ملفات الانتخابات البلدية تؤكد رؤيته الاستراتيجية حيث أن خطاب العقول والإصرار على المسلمات الوطنية بعيدا من استثارة الغرائز الفئوية والطائفية هو المدخل الحقيقي لخلاص البلد، والقدرة على استنهاض الهمم وتحويل العثرات إلى منطلقات جديدة وفق أسس واضحة من السمات التي تميز الواثقين من طروحاتهم ومن أهلهم وناسهم".

واضاف في تصريح "بهذا المفهوم نعتبر خطابنا الوطني والإصرار على الالتزام باتفاق الطائف والمناصفة ضمانة حقيقية للبلد. والحديث عن الإنماء شمالا وإعادة الإعمار في سوريا والعراق لا شك أنه يترجم بعدا محبا للسلام والاستقرار والديمقراطية. فيما مقاربة الواقع من منطق المنتصر مستقبلا، والحديث عن سلة متكاملة لم نستطع بعد أن نفهم ما هي بضاعتها باستثناء تعطيل انتخاب رئيس في البلد، والإمعان في تعطيل المؤسسات، يجعلنا نحذر مما يسمونه مؤتمرا تأسيسيا، إذ تبدو النيات تبيت لانقلاب لا لتأسيس مرحلة جديدة".

وتابع: "اسمحوا لنا أن نسألكم ماذا تريدون أن تؤسسوا؟ واعلموا إن أي واقع جديد يحتاج إلى تثبيت المناصفة، وإلى تأكيد مرجعيات الدولة، إلى تطوير نظامنا الديمقراطي، وبالتالي إلى التطبيق الفعلي والعملي الصحيح لاتفاق الطائف، الذي لم يعط بعد الفرصة الحقيقية ليحقق المراد منه، وليصار إلى تقويمه فعلا، وإدراك مكامن الضعف التي قد تكون محتاجة إلى صياغة جديدة، أو تعديل ما".

ورأى "أن حديث السيد حسن نصرالله عن استمرار حزب الله في انسلاخه عن الاندماج في منظومة العمل السياسي في إطار الدولة، فهو كما وصلته الصواريخ، تصله الأموال، وإعلان ربط مصيره مباشرة بالدولة الإيرانية، يجعلنا نطالب الحزب بصراحة ووضوح ببلورة أفق لبننته في مقاربة الرؤية المستقبلية لهذا البلد، وفي إطار الشراكة لا التبعية التي نريد أن نكرسها معه".

وختم: "إن الأزمة السياسية التي يعيشها بلدنا تستدعي فعلا تأكيد الثوابت لرسم خارطة طريق عملية تضمن لهذا البلد استقراره ليبقى أمل بناء الدولة نصب أعين كل أبنائه. وما الاستقرار الأمني الذي ينعم به البلد اليوم مقارنة مع ما يجري حولنا سوى مؤشر على أننا قادرون على إرساء مساحات حرة على خارطة لبنان إن أردنا. آملين في أن ينجح المجلس النيابي بانتاج قانون انتخابي يرقى بالبلد إلى مستوى تمثيل عادل ويصون الشراكة والوحدة الوطنية".