hit counter script

مقالات مختارة - حسن سلامة

تقاطعات عدة لا تستبعد عدواناً اسرائيلياً على لبنان

الأحد ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 09:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(الديار)

تتقاطع العديد من المعطيات حول احتمال توسع الحرب الكونية ضد سوريا من خلال دخول العدو الاسرائيلي على خط هذه الحرب، ولكن من البوابة اللبنانية، وان كانت الاختلافات حول موعد هذه الحرب، فالبعض لا يستبعد حصولها نهاية الصيف الحالي والبعض الآخر يعتبر انها بعيدة بعض الشيء طالما ان كيان العدو لا يدفع ثمناً للحرب ضد سوريا ومن معها من قوى المقاومة، بل بالعكس فهذه الحرب هي لمصلحة «اسرائيل» قبل غيرها، وهي تخاض بادوات تسمى عربية ومدعومة اميركياً وغربياً.
الا ان الامر المهم ينطلق من معطيات الذين لا يستبعدون قيام العدو بعدوان واسع في الاشهر المقبلة ما بين ايلول وتشرين الثاني يستهدف المقاومة في لبنان، اي يستهدف حزب الله ومعه كل مكامن المقاومة على مستوى الساحة العربية.
لذلك، فما هي الاعتبارات والتبريرات التي تؤدي الى حصول هذا العدوان؟
بداية تتوقف مصادر ديبلوماسية عند ما اعلنه احد ابرز قادة العدو العسكريين في مؤتمر هرتسيليا الذي عقد مؤخراً في تل ابيب حيث وصف رئيس شعبة الاستبخارات العسكرية في جيش الاحتلال هرتسي هيلفي حزب الله بانه اكثر التنظيمات تهديداً لامن اسرائيل من حيث قدراته الصاروخية والقتالية.
ولذلك توضح المصادر ان ما يؤثر او يسهل حصول العدوان العديد من المعطيات الاقليمية والدولية وحتى داخل كيان الاحتلال ومن اهمها:
اولاً: وصول المتطرف الصهيوني افيغدور ليبرمان الى منصب وزير الدفاع في هذا الكيان، واضفى على حكومة بنيامين نتانياهو كاكثر حكومة متطرفة في تاريخ «دولة الاغتصاب» اي منذ عام 1948، وبالتالي فهذه الحكومة ستذهب حكما في الاشهر المقبلة نحو الحرب ان لم يكن على لبنان، فقد تلجأ للعدوان ضد قطاع غزة.
ثانياً: الحملة غير المسبوقة التي تقوم بها الادارة الاميركية لمحاصرة حزب الله على كل المستويات وتلاقيها في هذه الحملة بعض دول الخليج وبخاصة السعودية، وما حصل ويحصل بما يسمى القانون الاميركي لمحاصرة حزب الله مالياً دليل واضح على ذلك، على ان المصادر تتوقع ان تتسع هذه الحملة في الاشهر القليلة المقبلة في كثير من المجالات.
ثالثاً: ترجح المصادر ان يستكمل هذا الحصار للمقاومة بصدور احكام عما يسمى المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري بحيث تطال هذه الاحكام بعض قادة حزب الله وقد يكون من بين هؤلاء الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
رابعاً: ان تستغل حكومة نتانياهو المتطرفة الشلل الذي يصيب الادارة الاميركية مع انطلاق المعركة الانتخابية في تشرين الثاني بين مرشحي الحزبين الديموقراطي والجمهوري هيلاري كلينتون ودونالد ترامب وفي الوقت ذاته يحظى هذا العدوان بدعم وتحريض من جانب مسؤولين كبار في مجلسي النواب والشيوخ، وحتى الـ «سي.آي.ايه» وهذا يعني ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تكون في تلك الفترة عاجزة عن منع اسرائيل عن القيام بالعدوان.
لذلك، ما هي الاستهدافات من وراء هذا العدوان لبنانياً واقليمياً؟
وفق المصادر فان الذين يعدون لهذا العدوان داخل كيان العدو، وفي مراكز القرار في بعض دول الخليج، كما في واشنطن، يعتقدون انه سيؤدي الى اكثر من هدف:
- الأول: اعتقادهم ان العدوان سيشلّ حركة المقاومة لسنوات طويلة التي قد يسقطها، وهو ما عبّر عنه بعض قادة العدو العسكريين في مؤتمر هرتسيليا، وبالتالي ادخال لبنان مجدداً في المشروع الاميركي في المنطقة.
- الثاني: ان العقل المخطط للعدوان يعتقد ايضاً ان كسر المقاومة سيرتد حكماً على الحرب القائمة ضد الدولة السورية، بما يؤدي الى تغييرات استراتيجية في الميدان لمصلحة التنظيمات المسلحة بدءاً من التنظيمات الارهابية تأسيساً لتسويات في سوريا تتقاطع مع المشروع الاميركي الذي يريد نقل سوريا الى الموقع الاخر المعادي للمقاومة.
- الثالث: فتح الباب واسعاً امام حالات التطبيع القائمة بين عدد من الدول العربية واسرائيل، وهو التطبيع الذي تقوم به اكثر من دولة خليجية بدءاً من السعودية.
في كل الاحوال تؤكد المصادر ان العدو يمكن ان يبدأ بشن العدوان، لكن لن يكون بمقدوره الامساك بمسار الحرب ولا في كيفية انهائها، فالمقاومة اعدت كل الاحتمالات لامكانية حصول عدوان، في حال جازف العدو وارتكب مثل هذه الحماقة، ويكفي هذا العدو ما كان اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من عوامل ردع حتى يحسب قادة الاحتلال حتى المليون قبل اي عدوان.

  • شارك الخبر