hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي من بافالو: بإمكان واشنطن المساعدة بفصل لبنان عن النزاعات المحيطة

السبت ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 19:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى رعية مار يوحنا مارون في بافالو- نيويورك، حيث ترأس مساء الخميس قداسا عاونه فيه المطران غريغوري منصور، المطران بولس الصياح، كاهن الرعية الخوري ايلي كيروز ولفيف من الكهنة، في حضور راعي ابرشية بافالو السابق المطران كيمك kimeck.

وبعد كلمة ترحيب من كاهن الرعية، ألقى الراعي عظة تحت عنوان "ميزوا علامات الأزمنة"، جاء فيها: "نزوركم اليوم حاملين معنا سلاما من لبنان، الوطن الروحي للموارنة. مع آمال وهموم شعوبنا في بلدان الشرق الاوسط التي تمر في ظروف مصيرية ودقيقة للغاية. ما يقتضي صلاتكم وتضامنكم".

أضاف: "من علامات الأزمنة اليوم الحروب الجارية في بلدان الشرق الاوسط، حيث تسود لغة القتل والحقد والدمار والبغض والتهجير والعنف والارهاب، وحيث لا قيمة للشخص البشري ولحياة الانسان. هذه "العلامات" تكشف اهمية حضور الكنيسة والمسيحيين في هذه المنطقة من العالم، التي تحتاج الى لغة انجيل المحبة والأخوة والسلام، انجيل كرامة الانسان وقدسية الحياة البشرية. هذه "العلامات" تذكرنا نحن المسيحيين في الشرق الاوسط، حيث تجلى الله في سر المسيح، وحيث اعلن المسيح انجيل الخلاص للعالم كله، اننا مؤتمنون على جذور المسيحية، وعلى استمرارية اعلان انجيل يسوع المسيح، بشرى الفرح لجميع الناس".

بعد القداس اقامت الرعية حفل عشاء على شرف البطريرك، شارك فيه حشد من ابناء الجالية اللبنانية وعدد من النواب واعضاء مجلس الشيوخ ومدعي عام محافظة ايريكاوني الذين اصدروا سلسلة اعلانات تكريمية وقدموا شهادات تقدير للراعي ومواطنية شرف في مدينة ويليامزفيل williamsville.

وقد القيت خلال اللقاء كلمات ترحيبية عدة أبرزها لراعي الابرشية المطران غريغوري منصور الذي تحدث عن "رعاة الكنيسة في الشرق الاوسط الذين يواجهون الصعوبات والتحديات والمخاطر بشكل يومي"، لافتا الى "قضية خطف المطرانين يازجي وإبراهيم في سوريا وهما راعيان في كنيستيهما"، والى "ما يتعرض له الأساقفة والكهنة والمؤمنون في الشرق الاوسط من ظلم ومنهم من نال التعذيب والقتل". كما تحدث عن "حادثة القامشلي التي استهدفت الاحتفال الذي كان يترأسه بطريرك السريان الاورثوذكس مار أفرام الثاني".

وختم منصور: "البطريرك الراعي هو الراعي الصالح الذي لا يخاف شيئا، وهو اول وابرز رعاة الشرق الاوسط الذي يحمل رسالة المحبة والسلام في زمن البغض والحقد، ومن رسالته ودوره وكلامه نستخلص كل خير ورجاء وأمل لوطننا لبنان ولكنيستنا المارونية".

كما كانت كلمتان لكل من لكاهن الرعية الخوري ايلي كيروز والسيد انطوني حبيب باسم الجالية اللبنانية.

من جهته رد الراعي بكلمة شكر الى ابناء الرعية والى السلطات الرسمية الاميركية على استقبالهم، متطرقا الى الاوضاع في لبنان والشرق الاوسط، وقال: "كنا نسمع ببافلو من خلال المثلث الرحمات المطران فؤاد الحاج الذي خدم في هذه الرعية. اعرف انكم تحملون في قلوبكم هم لبنان والشرق الاوسط. ونحن نأسف ان تكون ارض الشرق الاوسط، الارض التي ولد فيها المسيح والتي فيها ولدت الكنيسة ومنها انطلق الانجيل الى العالم، ان تكون اليوم ارض الحديد والنار. وهذا ما يجعلنا نقول اليوم انه من الضروري استمرار الحضور المسيحي في الشرق الاوسط مع اخوتنا المسلمين على مختلف طوائفهم كي نحافظ على الحضارة التي بنيناها معا، وكي نحمل انجيل السلام في قلب الحرب والبغض. ونشعر اكثر فأكثر بوجوب بقائنا وصمودنا في الشرق كي نشهد لقيمة الانسان وكرامته. هذا هو الانجيل، الخبر المفرح لكل انسان وليس فقط للمسيحيين. ونحن مؤتمنون على ان يبقى الانجيل الخبر السار لكل البشر. وكلبنانيين، مسيحيين ومسلمين على تنوعنا، لدينا دور اساسي ومميز لاننا استطعنا، وخلافا لكل العالم العربي والاسلامي، ان نبني دولة تفصل بين الدين والدولة ونعيش فيها بمساواة في ظل نظام ديمقراطي وحريات عامة تحتاج اليها دول الشرق الاوسط، وهذا ما جعل البابا القديس يوحنا بولس الثاني يقول عن لبنان انه اكثر من بلد، انما رسالة ومثال للشرق وللغرب. لذلك علينا كلبنانيين ان نحافظ على هذه الهوية والرسالة التي تميزنا. هذا جزء من هويتنا وتقاليدنا اللبنانية، وعلينا نحن ان نشهد لها اينما كنا، في الولايات المتحدة الاميركية او في اي مكان آخر من العالم، كما علينا ان نحمل معنا تقاليدنا المارونية وروحانيتنا ولاهوتنا وتراثنا وتاريخنا لكي نغني بهم الكنيسة الموجودة في اميركا في الوقت الذي تساهمون فيه ببناء المجتمع الاميركي من خلال نشاطكم المتنوع. فقيمة المجتمع الاميركي في تعدديته بالشعوب وتقاليدها".

أضاف: "ان استمرار الحروب في الشرق الاوسط يشكل خطرا على هويتنا المشرقية من جهة، وعلى هويتنا اللبنانية والمسيحية من جهة اخرى. فكلنا يعرف ان المظاهرات والاعتراضات التي بدأ بها الشعب كانت للمطالبة باصلاحات محقة كان يجب ان تجري. لكن ما حصل هو ان الحركات الاصولية والتنظيمات الارهابية طغت عليها واساءت الى مسارها وباتت تقوم بتهجير الشعوب من اراضيها والحلول محلها، وهذا هو الخطر الاكبر على هويتنا. ولبنان يواجه اليوم نزوح مليون ونصف سوري الى ارضه اضافة الى نصف مليون فلسطيني، وهم يتزايدون سنويا بنسبة كبيرة، واذا استمرت الحرب فهذا يعني ان الهوية اللبنانية مهددة وان خطر هجرة اللبنانيين يتعاظم. ولذلك نحن نطالب الاسرة الدولية بانهاء الحرب في سوريا وبحل القضية الفلسطينية وعودة كل النازحين الى بلادهم واراضيهم. فحماية لبنان تشكل باب رجاء وامل لكل الشرق الاوسط".

وتابع: "عليكم ان تساعدوا الشعب اللبناني واهلكم في لبنان للبقاء والصمود في لبنان. كما عليكم ان تحافظوا على قيودكم الشخصية في لبنان وعلى جنسيتكم اللبنانية، لان نظام لبنان يقوم على الديمغرافيا والمشاركة. وهذا يعطيكم قيمة اضافية وشرف الانتماء الى تلك الارض المقدسة".

وختم الراعي: "انكم تطالبون بصوت واحد، وكما سمعنا منكم، بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وهذا ضرورة ملحة وواجب. فلبنان وبحكم موقعه الجغرافي ونظامه السياسي، يشكل دورا كبيرا في الشرق الاوسط، ولذلك فهو يتأثر بالنزاعات الطائفية الاسلامية الاقليمية الدائرة في المنطقة، وهذا ما يعرقل انتخاب الرئيس بشكل كبير. ولذلك نحن نطالب بتفاهم سعودي- ايراني يسهل انتخاب الرئيس ويحرر لبنان من تداعيات خلافاتهما. وبإمكان الولايات المتحدة الاميركية المساعدة ايضا بفصل لبنان عن النزاعات المحيطة كي لا يستمر في الغرق وقبل فوات الاوان. ولا يجوز ان تضحي اميركا ببلد ديمقراطي في الشرق، وهي ام الديمقراطيات، وتريد الديقراطية في الشرق. فلبنان هو باب الديمقراطية الى الشرق".

وقبل مغادرته بافالو استقبل البطريرك الماروني راعي الابرشية اللاتينية المطران ريتشارد مالون Richard Malone الذي اعرب عن تضامنه مع مسيحيي الشرق الاوسط، معتبرا ان "الحوار المؤدي الى السلام هو الطريق الوحيد لحل كل ازمات المنطقة". ثم شارك مالون في رفع الستارة عن اللوحة التذكارية التي تخلد ذكرى الزيارة. كما أعد للراعي لقاء مع الشبيبة والاطفال في قاعة الرعية.

  • شارك الخبر