حسب الظاهر من التعقيدات، ومع معاناة الصيغ الانتخابية المختلطة المطروحة على بساط البحث النيابي من معضلة العجز عن توزيع المقاعد النيابية "طائفياً" بين النظامين الأكثري والنسبي، كان لا بُدّ من صيغة تضع عملية تحديد طائفة الفائزين بالمقاعد الخاضعة للنظام الأكثري في عهدة نتائج صناديق الاقتراع ليكون الشعب صاحب قرار التوزيع مع إمكانية مداورة طائفية المقاعد بين الأكثري والنسبي في كل دورة انتخابية، الأمر الذي سيحرّر الجميع من أسر استحالة التوافق على التوزيع المسبق والغبن الذي قد ينجم منه، وتومّن الحد الأقصى من المناصفة الميثاقية. والصيغة هي التالية:
في عدد النواب ونظامَي الاقتراع
يتألف مجلس النواب من 128 عضواً، يُنتخبون على أساس الصيغة الانتخابية المختلطة التالية:
أولاً: 78 عضواً (61 بالمئة) يُنتخبون على أساس النظام الأكثري في الدوائر الـ 26 المعتمدة في قانون الانتخابات النيابية النافذ "25/2008" والتي ستُعرف لاحقاً بـ "الدوائر المحلية".
ثانياً: 50 عضواً (39 بالمئة) يُنتخبون على أساس النظام النسبي في لبنان دائرة انتخابية واحدة، والتي ستُعرف لاحقاً بـ "الدائرة الوطنية".
في الترشح والتنافس
أ - في النظام الأكثري، يتنافس في كل دائرة محلية المرشحون عن كل المقاعد الطائفية المخصصة لها (منفردين أو ضمن لوائح من 3 أعضاء بالحد الأقصى)، وكي تتساوى الدوائر كافة في عدد المقاعد "الثلاثة" يُنقل مقعد واحد إلى كل من دوائر (صيدا "1 سُنّي"، بشرّي "1 ماروني" والبترون "1 ماروني").
- لا يؤخذ في الاعتبار من أين نُقلت المقاعد الثلاثة إلى دوائر "صيدا، بشرّي والبترون" لأن التنافس على المقاعد الخمسين في الدائرة الوطنية غير محكوم بقيد مناطقي.
ب - في النظام النسبي، يتنافس في الدائرة الوطنية لوائح غير مكتملة أو مكتملة، (من دون قيد مناطقي للمرشحين)، على ألا يقل عدد المنضوين فيها عن (20) مرشحاً ولا يزيد عن (50) مرشحاً.
- قد يأخذ البعض على هذه الصيغة التفاوت في عدد الناخبين "أكثرياً" بين الدوائر المحليّة مقابل العدد الموحّد لمقاعدها، والمبرّر هنا أن العكس صحيح أيضاً لناحية التفاوت في عدد الناخبين "نسبياً" مقابل عدد المقاعد المنتقلة إلى الدائرة الوطنية.
راجع (الجدول رقم 1)
في الاقتراع
يتم الاقتراع بواسطة "دفتر انتخابي" مطبوع مسبقاً.
1 - في النظام الأكثري، لكل ناخب/ة حق الاقتراع لثلاثة مرشحين - كحد أقصى - سواءً أكانوا منضوين في لائحة واحدة أو أراد الناخب اختيارهم من بين مرشحي اللوائح والمرشحين المنفردين.
2 - في النظام النسبي، لكل ناخب/ة حق الاقتراع للائحة وطنية واحدة، مع صوت تفضيلي واحد لأحد مرشحي اللائحة التي اقترع لها.
في إحتساب النتائج
- في النظام الأكثري، عن كل دائرة محلية يفوز المرشحون الثلاثة الأوائل الذين نالوا العدد الأعلى من الأصوات (أياً كانت الطوائف التي ينتمون إليها)، أي أن نتائج صناديق الاقتراع هي التي ستحدّد طائفة الفائزين بالمقاعد الثلاثة لكل دائرة محلية، وبالتالي تنتقل مقاعد الخاسرين إلى الدائرة الوطنية.
- في النظام النسبي، عن الدائرة الوطنية تتأهل للفوز اللوائح التي تخطت العتبة الانتخابية "5 بالمئة" من اجمالي المقترعين في كل لبنان، بحيث تنال كل لائحة مؤهلة عدداً من المقاعد (العائدة لكل طائفة) يُعادل النسبة المئوية التي نالتها اللائحة، (راجع الجدول رقم 2).