hit counter script

- روبير فرنجية

مسلسل "مكسَّر الأرض"

الخميس ١٥ حزيران ٢٠١٦ - 06:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إذا كانت التراجيديا والكوميديا "تمثيل بتمثيل"، لماذا لا تمثلنا هذه الدراما؟
لم نر حتى الآن في الحلقات التي عُرِضَت في بداية هذا الشهر الرمضاني قصّة حب نشأت في تظاهرة احتجاجيّة على واقع النفايات المتراكمة بين مؤهل في قوى الأمن أمطر متظاهرة بالمياه. ولم نر قصّة حقد نشأت بين عائلتين الأولى تشجّع فريق الحكمة والثانية فريق الرياضي، إلى أنْ تقع الإبنة بغرام "الحكماوي"، أليست فكرة من البيئة أم أنّ الاختلاف في لبنان لا يقع إلا بين حبيبين من ديانتين مختلفتين؟ لم نشاهد في رمضان الدرامي الطويل قصة حب بين نازحة سورية ضيفة على لبنان وبين لبناني شقيقه أحد المفقودين في السجون السورية، فتعارضه العائلة وتقف في وجه حبهما إلى حدود التفرقة.
صحيح أنّ الإنتاجات الدراميّة من صادق الصباح إلى جمال سنان إلى مروان حداد توسّعت وتطوّرت كلفةً وتمويلاً. لكن في نظرةٍ إلى ما تعرضه المحطات من خلطات عربيّة وقصص غربيّة ناطقة باللهجة اللبنانيّة، فإنّ دراما رمضان منذ عشر سنوات أيام "باب إدريس" و"ورود ممزقة" و"العائدة" كان أمتع رغم ميزانية "العين بصيرة".
لن نصغي إلى ما يقوله أهل الإنتاج عن إنتاجاتهم وإلى التهاني التي تُقدّم إلى أهل العروس من المدعوّين إرضاءً لسعادة المنتج، فإننا لا نلوم الحملة الدعائية التي هي ضرورة لنجاح كل عمل لكن يحق لنا أنْ نغض النظر عن "القرد بعين إمو غزال" و"ما حدا بينادي عن زيتاتو عكرين" لنقول براحة ضمير: الحملة الإعلانية أكبر من الأعمال والإنتاجات. مسلسل الثناء والإطراء والغزل لكل عمل لا يشبه المسلسل الذي نشاهده.
نعتذر من كل منتج يقول: مسلسلي "مكسّر الأرض"، فإذا كانت "الأرض مدوّرة" وأصبحت محطّمة كمزهريّة كريستال بفضل نجاحات هذا المسلسل أو ذاك وإذا كان كل منتج يسرّب المعلومة التالية كل ليلة عقب عرض الحلقة: لقد تخطينا المرتبة الثانية ووصلنا إلى المرتبة الأولى فمن يتربّع درامياً في المرتبة الثانية؟
قصة الرقم واحد في رمضان ألم تُذكّرُكُم ببعض الأمهات اللواتي يُخبِرن في صبحيّاتهن وزيارتهن أنّ فلذة أكبادهن حلّ الأوّل في صفه.
المطلوب والدة ترضى أنْ يكون ابنها ثانياً إذا حلّ في المرتبة الثانية، وأن يكون ثالثاً إذا كان الثالث في الصف. أما درامياً فعلى طريقة المقدّم الفرنسي المرحوم "جاك مارتان" كل المسلسلات هي الأولى و"مكسرة الأرض بالطول وبالعرض"!
ملاحظة أخيرة: لا نقصد في مقالتنا مسلسلاً محدّداً ولا نستثني بالتالي أيّ مسلسل. عسى ألاّ نصوم عن القصص الذكيّة في رمضان ونفطر قريباً على مسلسل له هويّة كاملة وغير مكتوم القيد.
 

  • شارك الخبر