hit counter script

أخبار محليّة

مؤتمر العرب وإيران في مواجهة التحديات بدأ اعماله

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 13:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بدأ مؤتمر "العرب وإيران في مواجهة التحديات الإقليمية: الزمن وآفاق الشراكة" أعمال جلساته المستمرة الى ما قبل ظهر بعد غد الخميس في فندق هيليوبوليتان (السفير - الروشة سابقا) في حضور ومشاركة خبراء وأكاديميين وباحثين متخصصين في هذا الشأن ومن بلدان عربية وايران.

حضر المؤتمر الوزير السابق عدنان منصور، الوزير السابق الدكتور طلال الساحلي، النائب العميد الوليد سكرية، السفير الإيراني محمد فتحعلي وشخصيات فكرية ورؤساء مراكز أبحاث وعدد كبير من المهتمين.

بداية، آي من الذكر الحكيم تلاها الشيخ عباس شرف الدين، فالنشيد الوطني، ثم تقديم محمد خليل للجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، ألقى بعدها رئيس الجامعة اللبنانية الوزير السابق الدكتور عدنان السيد حسين كلمة قال فيها: "في هذا المؤتمر لا يجب أن نكرر ما قيل قبل عشرة أعوام في العلاقات الإيرانية - العربية، بقدر ما نتطلع الى المستقبل في ضوء المخاطر التي تعصف بالشرق الأوسط وفي قلبه العالم العربي وإيران".

أضاف: "كنا نتحدث عن اتحاد عربي ونتطلع الى علاقات عربية - إيرانية، الى علاقات تجارية، بيئية، ثقافية فإننا اليوم نتحدث عن رأب الصدع والتنازع والتنابذ ووقف الإنقسامات".

واستذكر مبدأ كارتر الذي كان حلما عند الأميركيين وأقصاه وجود بضعة قطع حربية في مياه الخليج، سائلا "ما هو الحال الذي نحن عليه اليوم؟".

ورأى ان "البداية الصحيحة لفكرة الدولة في التجارب العربية تبدأ بالإرتقاء بفكرة الدولة كي يصار الى تأسيس علاقات ونظام اقليمي دولي".

وسأل "لماذا نتخبط في التفاصيل ونهرب من الإستقرار الأمني العربي - الإيراني؟. وأعرب عن اعتقاده ان المشاركين سيصلون الى أفكار وتوصيات تمنع إدارة الظهر بعد انفضاض المؤتمر، داعيا الى إقامة علاقات أوسع، والمساهمة في ارتقاء العلاقات بين الطرفين، خاصة وان الجامعة اللبنانية أشرفت على اطروحات دكتوراه تخص هذه العلاقات".

ثم تحدث ناشر جريدة "السفير" طلال سلمان فقال: "انه ليس العرب وإيران واحد، لأن العرب ليسوا كإيران دولة واحدة أو جبهة واحدة. ان العرب أشتات لا تجمعهم جبهة، وجامعتهم لها مبنى أكثر منها للمتلاقين فيها أكثر من الصورة الجامعة. أما إيران فدولة أمة وحدتها ثابتة وقيادتها تؤكد حيوية الثورة".

ورأى ان "العنوان يتطلع الى التمنيات أكثر مما هو في الواقع، إيران أمة في دولة واحدة، وحدتها صلبة ومؤكدة على رغم تعدد أعرقها، ومن مميزات إيران الخميني انها حفظت الدولة في الثورة، وحفظت الثورة من دون تهميش الدولة".

واعتبر ان "تعدد الآراء في إيران إنما هو نوع من الإجتهادات والتباينات التي تؤكد وحدة الموقف". وأسف ل"غياب قرار عربي واحد في مواجهة التحديات الإقليمية فيه تمن أكثر من الواقع، ويتميز بالإرتباط بالخارج ولا سيما مع اميركا". كما اعتبر ان "تشتت العرب لن يساعد في مواجهة التحديات مما يضيع احتمال الفرص والمشاركة".

ولفت الى ان "بعض الأنظمة العربية تفضل المواجهة مع إيران أكثر من سواها من الإعداء المشتركين، آسفا "لاستخدام البعض من العرب لسلاح المذهبية وإيقاظ الأساطير وطمس الصراع الحقيقي مع العدو الإسرائيلي".

كما أشار الى "تحميل سلوكيات بعض الإيرانيين في التبشير بالمذهب، واستذكارهم مراحل مريرة من التاريخ"، مؤكدا ان "الصدق والصراحة في طرح المشكلات التي تحول دون علاقات صحية وسليمة بين الأمتين العظيمتين العرب وإيران استدعت مني طرح الكلام الذي قلته، آملا باستعادة فترات مضيئة من الماضي وإسقاطها على الحاضر".

ثم تحدث رئيس معهد "أنديشه سازان نور للدراسات" في ايران الدكتور سعدالله زارعي، فقال: "ان مؤسستنا هي مؤسسة بحثية استطاعت تنفيذ أبحاث جيدة عن العالم العربي"، متمنيا توسيع رقعة التعاون مع الأطراف المختلفة.

ورأى ان "الحوار في هذا المؤتمر ليس فقط لرفع سوء التفاهم وإنما لاستكمال أسس التعايش بيننا"، لافتا الى ما يجري في العالم حيث العبور من وضع الى وضع آخر.

وسأل: ما هي الخطط لدينا في هذه المرحلة؟ وأجاب: "هذه المرحلة تجاوزت الثلاثين عاما، وهناك أسئلة تحدد المستقبل وكيف يجب أن يكون".

وأكد ان "ما يربط إيران والدول العربية ليس فقط الأسس التاريخية والثقافية والدينية والجغرافية، بل هناك الأحداث الإيجابية والسلبية التي تحصل في المنطقة وتؤثر علينا".

وأشار الى "التهديدات المشتركة التي تواجهنا، والإرهاب الذي قام باسم الدين، وهز الأرض التي نعيش عليها، وان الأضرار التي لحقت من الإرهاب بالدول العربية أكثر منها ما لحق بإيران".

وأسف للحملة الإعلامية الشديدة ضد إيران في بعض الدول العربية بالرغم من المساعدات التي تدفعها إيران، متسائلا: عما إذا كانت إيران تعمل على إضعاف العرب أمام العدو أم العكس؟.

وأكد ان المؤسسة التي يرأس تريد التحرك في مسار تم وضعها جانبا، متسائلا: هل ان الحرب مع إيران يؤدي الى إعادة عز العرب؟.

وختم كلمته متمنيا "البدء بحوار بين الباحثين ثم ينتقل الى السياسيين من أصحاب القرار، وهذه فرصة لنا".

ثم القى رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية - إيران الدكتور مصطفى زهراني كلمة أشار فيها الى "قوة حزب الله ودوره"، مطالبا بالوصول الى حل النموذج الواحد من أجل تحليل المواضيع التي نحن بصددها.

وسأل: "لماذا نريد التحدث عن لبنان أو سوريا أو غيرها، لأنه لا بد من تحديد الأسباب في الأمور الإنسانية، لأن عادة ما تخلط بين الدليل والسبب"، لافتا الى ان "التغييرات في المنطقة فيها عوامل مادية. ودعا الى "تحديد الأسباب التي أدت الى حصول ما حصل ويحصل، وهذا يشكل بداية في مستوى التحليل لما جرى في العراق أو سوريا على سبيل المثال.

وتوقع أن تقع المنطقة في حروب تمتد لخمسين عاما ما لم تتم معالجة أسباب هذه التوقعات.

وكانت الكلمة الأخيرة في الجلسة الإفتتاحية لرئيس المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله فأكد ان "أهمية هذا المؤتمر انه يأتي في زمن الأزمات".

وأضاف: "ان التعاون والتضامن بين الفضاءين العربي والإيراني، هو خيار وقدر في آن معا، فإيران هي العمق الإسلامي للعالم العربي وإحدى بوابات عبوره نحو الإقتصادات الآسيوية الصاعدة، والعالم العربي هو العمق الحضاري لإيران وبوابتها الى التفاعل مع القضايا الحيوية والنضالية الكبرى، ولأسباب عدة صار هذا التعاون أكثر من أي وقت مضى ممرا إلزاميا لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخنا. لأن الأزمات تضخمت واتسعت ولم يعد بوسع طرف واحد حلها أو تسجيل مكاسب على حساب الآخرين في خضمها، ولأن تغير رياح النظام الدولي والمكاسب التي حققتها القوى الشعبية الصاعدة في المنطقة أوجد فراغا ممتدا لا يملؤه إلا نظام اقليمي يضمن مصالح كل الأطراف. ولأن التعاون بين القوى الحية والفاعلة لا يمكن أن يتراكم أو يؤتي ثماره إلا إذا أعيد بناء الدولة العربية على أسس متينة من الحرية والإستقلال والتنمية، وهو ما يتطلب بيئة اقليمية مؤاتية. ولأن القيمة المضافة الإيجابية الإقتصادية والسياسية والاستراتيجية الناشئة عن التعاون هي أكبر بكثير من أي مكسب احادي يمكن الوصول اليه من أبواب الخصومة والتنافس والتناحر. ولأن البناء على الإنجازات الحقيقية والشراكة الهادف هو السبيل الأفضل للتعامل مع مناطق الخلاف والتباين والإلتباس".

وختم: "لقد بادرنا مع شركائنا الى عقد هذا المؤتمر، أملا منا في المساهمة بتقريب المسافة بين نخبة فاعلة ومؤثرة من الباحثين والمفكرين من العالم العربي وإيران وخلف مساحة حوار في ما بينهم، وهي الآتون من خلفيات متنوعة سياسيا وثقافيا وفكريا، لكنهم يلتقون كما ورد في ورقة العمل على إعطاء أهمية كبرى للاصلاح الداخلي ورفض التفتيت والتجزئة وحماية التعددية واعتماد رؤية استقلالية للمنطقة مناوئة للهيمنة والإحتلال والإستكبار".  

  • شارك الخبر